العدد 3212 - الخميس 23 يونيو 2011م الموافق 21 رجب 1432هـ

أمّاه إنّي غاضبة!

مريم الشروقي maryam.alsherooqi [at] alwasatnews.com

كاتبة بحرينية

قد لا تسمعها الأم من ابنتها أو ابنها، ولكنّها تراها مترجمة من خلال تصرّفات الأبناء، فهناك ابنة قد لا تستطيع التأقلم مع حياتها الحالية، وأخرى قد لا ترضى بما حولها، وآخر قد يريد إحراق البيت، والبعض يريد الفرار من الأسرة، هذه تراكمات بسيطة قد تدل على وجود أزمة لدى الأبناء، وبالتالي يحتاجون منّا كل رعاية وحب، وقد يحتاجون إلى أخصائي نفسي يساعدهم على اجتياز هذا الغضب.

قد نرى بعض الأبناء يصرخون لأقل وأتفه الأسباب، وفي أحيان أخرى نجدهم يميلون إلى الصمت المخيف، وعندما نلاحظ هذه المشكلات على الأبناء، لابد لنا من التعامل معها بقوّة وبحزم، بعيداً عن الحنان المفرط أو القسوة المفرطة.

قد لا يتجاوز ابن في إحدى مراحل حياته غضباً دفيناً بداخله، كانفصال الأبوين أو موت أحد المحيطين، وخاصة أحد الأبوين أو الإخوة، ويضع هذا الابن اللوم على نفسه، وقد يمتد غضبه إلى سنوات.

كيف تتصرّف الأم في هذه الحالة؟

وما دور الأب عندما يمر أحد أبنائه بأزمة؟

هل يتجاهلان ما يحدث للابن أم يحاولون علاجه؟

أسئلة كثيرة قد تطرأ على الوالدين، حتى يحاولا مساعدة ابنهما، وفي أحيان كثيرة يحاولان عبثاً، فإنّ الغضب يكبر مع تقدّم الابن في العمر إن لم يعالج الوضع بحكمة وبتخطيط صحيح.

أوّل العلاج هو الاعتراف بوجود مشكلة، ومن ثمّ محاولة حلّها إمّا عن طريق الوالدين أنفسهما بالتحدّث إلى الابن، أو عن طريق أخصائي نفسي أو أحد المختصّين بقضايا الأسرة، حتى ينجو ابنهما مما هو فيه.

ومن الملاحظ أنّ هناك عدداً غير قليل لا يتوافقون مع أهلهم أو مع أحد أطراف الأسرة، وغالباً ما يكون مع الأم أو الأب، ويخلق هذا فورة بركان لدى الابن لا يمكن أن تتوقّف، إلا بمعالجة وتدخّل فوري.

لا نتمنّى حدوث شرخ داخل الأسرة، ولكن إن حدث، فالتصرّف الصحيح هو الذي يساعد الأبناء، فالشرخ قد لا يذهب إن لم نستأصل هذا الغضب، ونعلّم الأبناء كيفية التحكّم به والتعامل معه.

وعليه لابد لنا من متابعة مشاعر أبنائنا يوماً بعد يوم، فالعملية مستمرة ولن تتوقّف، حتى لا تختلجهم الوساوس ويتعثّرون في هذا الطوفان السيئ، الذي قد لا يخرج من حياتهم يوماً، فلا يرتاحون، ولا يجعلون أهلهم ينعمون بالراحة كذلك.

فلنسع اليوم إلى التعامل مع جيل المستقبل، حتى لا يظهر إلى هذه الدنيا وهو قنبلة موقوتة قد تنفجر في أي لحظة، فالحياة قصيرة والدرب وعر، ولا بد لنا من التماسك لأجل أبنائنا. وجمعة مباركة

إقرأ أيضا لـ "مريم الشروقي"

العدد 3212 - الخميس 23 يونيو 2011م الموافق 21 رجب 1432هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً