أنت المعافى الآن مما
قد تطل عليه نافذة
تؤدي لاغتراب جارح
لكَ في الحياة سلالةٌ من صبح بلُّور
وإيقاعٌ خفيف كالبحيرة
بعد نصف الليل...
تمتهن الغموضَ
وأنت أوضح من كلام
مرَّ من لغة تسئ إليك
لا المرآة واضحةٌ
ولا أنت انتبهت لروحها
متوزعاً تأتي
لك المجهول أرصفة لكل الناس
لا تحتاج من هذا الهواء
سوى احتفال بالبسيط إذا ضجرت
وعدت من ليل الخرائط
حاملاً ما جلَّلتْك به الجهات
وأسلمتْكَ
وهرولتْكَ
وأودعتْكَ
وأيقنتْكَ
وأسقطتْكَ
وأنهضتْكَ
وأسمعتْكَ
وأبصرتكَ
وأصعدتكَ
وأنزلتكَ
وأركضتكَ
وأوقفتكَ
وأبطأتكَ
وأسرعتكَ
وأوثقتكَ
وأطلقتكَ
وأنت تعلم أنها مذ بشَّرتك
إلى النقيض وأمه
قد أسلمتْكَ..
***
موج طينتها!
سلمت أنَّكِ في دنياي أغنيةٌ
لولا بسيط ُشجيِّ اللحنِ لانكسرتْ
هذي الحياةُ
وعادتْ في تأمُّلها
إغماءةً وصدى وهمٍ وتعْتَعتةً
لي فيكِ ألفُ مدىً
يأويه ألفُ مدىً
يأويه ألفُ حنينٍ
لم تمتْ جهةٌ يرتادها
فاسكبي العنَّابَ
وانتبهي كي لا ينامَ
على عطرِ التثاؤبِ منكِ الشرقُ
كل جهاتي الآنَ سافرةٌ
إلاَّكِ يحتجب المعنى
لأفهمَه كما أريدُ
ويمضي في تعدُّدِه
لأستقيمَ أنا الفردُ الكثيرُ
معانيه مؤجلةٌ
بين الشظايا وبعدَ الضوء
تحمله إلى السُدى الرحبِ ماءً
كل عاطفة إلى مداه
تصيرُ الآن فانتبهي
كي لا يردَ على أعقابه الزمنُ..
في نشوةٍ شجنُ..
من ها هنا ابتدأتْ
أعباءُ زنبقها
من ها هنا الفائضُ المنسيُّ
تحمله إلى الهواء سلالاتٌ
فتدفعه إلى النقيضِ
فينسى روحه خَتَلاً
ما مسَّ وقْع نواياه
فأرْجحها خمساً وعشرين قرناً
ثم جلَّلني
ألاَّ أطيرَ سوى نحو الجهات التي
أيقنتُ غصَّتَها
بعد الغزالةِ
يا أحلى المروجِ إذا
لوحتِ معلنةً:
ألاَّ غيابَ هنا
في ظل مملكةٍ
فيها الغريب نهوضٌ من ثرى الأبدِ..
يا ومضةً طلعتْ
من حلكةٍ عبثتْ
ها موجُ طينتِها
في منتهى الزَبَدِ
إقرأ أيضا لـ "جعفر الجمري"العدد 3211 - الأربعاء 22 يونيو 2011م الموافق 20 رجب 1432هـ
جميل انت
جميل انت ،،مشاعرك توحي بعمق الجمال ، بصدقه مراتك ناصعة غير ملبذة بالوحل ، تحاكي الحقيقة وتعكسها في تصويرك الجميل ، ابقى كما انت فذاك سر بقاء حضارتنا ثقافتنا اخلاقنا سماحتنا طيبتنا جسارة قيمنا التي لا تبلى ولا تفنى على الرغم من زحف رمال الصحراء العاتية ، واقول لن تتصحر حضارتنا ما دمت انت واخرين يزرعون الياسمين وورد القرنفل ونخيل بلادي في شوارعنا فتلك مصدات اكيدة لزحف الرمال الصحرواية ومتاريس قويمة لصون قيمنا الحضارية.
القصباء