منذ أسابيع فقط اعترفت الإدارة الأميركية بأنها "مكروهة" في عالمنا الإسلامي، لذلك كلفت مستشارة الرئاسة للشئون الدبلوماسية الشعبية كارين هيوز، للقيام بجولة في ثلاث دول إسلامية، هي مصر "إذ شعار البيت بيتك"، والسعودية "إذ القواعد العسكرية الآمنة"، وأخيرا تركيا "الحليف الدائم"، وذلك من أجل إصلاح صورة أميركا وتحسين سمعتها في المنطقة. مسكينة هيوز، فهي لا تعرف القاعدة البديهية الآتية: أن الإعلان الترويجي لن يساعد في تسويق "السلعة المغشوشة"، فقد يقبل الزبائن عليها عند بدء الحملة الترويجية، لكنهم سرعان ما يكتشفون عيبها فـ "تبور". أعلمي يا هيوز أنك حتى ان لجأتي لأكبر شركات التنظيف العالمية، فلن تستطيع تلميع سمعت بلادك، إذ إن لها ما يكفي في منطقتنا "لتسويد وجهها ليل نهار". فبينما "خبيرة التجميل" تتنقل في بلداننا وتخاطب شبابنا، تنقل لنا الفضائيات صور الطائرات والصواريخ الإسرائيلية وهي تقصف أهدافا مدنية في غزة، وتهدم بيوتا على رؤوس أصحابها، لأنهم طالبوا بـ "حق العودة". كما أن شعوبنا يا هيوز ليست "عمياء" فهي تعي أن الأقوال الأميركية تنفيها عمليا الأفعال الأميركية، فأنت تطالبين دولنا بتطبيق حقوق الإنسان، بينما "ضيف بلادك" في غوانتنامو هو من المسلمين، الذين اقتادتهم أميركا لزنزاناتها التي تخلو من الإنسانية. ليس هذا فقط، فان شعوبنا الإسلامية ترى الخراب الدموي المتزايد في العراق في ظل احتلال نشأ بـ "كذبة" اخترعتها "هلوسات" الرئيس جورج بوش. لن نعتب عليك يا هيوز فأنت جزء من إدارة أرادت فرض نفسها علينا. عجبي... ألم تسأل هيوز نفسها، كيف ستحسن صورة بلادها، التي تزيد استهدافها لسورية يوما بعد يوم، وتضغط على لبنان من أجل "تدجين" حزب الله. إذا كنت يا هيوز قدمتي ناصحة لنا، فلتسمعينا أولا، فوجه "المرأة الدميمة" التي أتيتنا مدافعة عنه لن تغيره مرآة، وبما أنك اخترتي مصر فلابد أن تسمعي "الحلو حلو لو... والوحش وحش لو...". في حين كان يجب قبل أن تدوسي بقدمك أرض السعودية أن تدرسي الحديث النبوي: "من أحسن سريرته أصلح الله له علانيته"
إقرأ أيضا لـ "ايمان عباس"العدد 1124 - الإثنين 03 أكتوبر 2005م الموافق 29 شعبان 1426هـ