العدد 998 - الإثنين 30 مايو 2005م الموافق 21 ربيع الثاني 1426هـ

تصفية الشخصيات

سيد ضياء الموسوي comments [at] alwasatnews.com

عملية خلط الأوراق واساليب الضرب من تحت الحزام لتشويه من نختلف معهم اصبحت سمة بارزة تطفو على مسرح حوادث العمل السياسي في البحرين. وعلى امتداد العمل السياسي كل يوم نشهد أسلوبا يسعى إلى تصفية شخصية عامة، وعادة ما يلعب على عقلية الجمهور في استغلال الظرف والمكان لضرب أية شخصية عامة. الاسلوب ذاته يستخدم في العالم الاسلامي والعربي، ولو استقرأنا عدد الشخصيات التي تعرضت للتشويه لعجزنا. السيد مهدي الحكيم اتهم بأنه كان مخبرا بريطانيا، السيد محمد باقر الحكيم قيل عنه إنه عميل اميركي جاء إلى العراق على دبابة اميركية، السيد السيستاني وصف بالجنرال الاميركي، رفيق الحريري اختلف معه بعض معارضيه سياسيا فراح يتهمه بأنه "إسرائيلي" ومتآمر مع اميركا و"اسرائيل" وبريطانيا لانجاح قرار ،1559 وعبر عنه في حينه برأس الأفعى وأنه يهدد الوحدة الوطنية وأنه متواطئ مع الغرب. الناشط السياسي المصري أيمن نور اتهم وذلك بأنه يعمل للخارج ومدعوم خارجيا وكذلك قبله سعدالدين ابراهيم.

أصبح توزيع الاتهامات بالعمالة والامركة والصهينة اسهل من توزيع "الجاكليت" في اعراسنا. المشكلة أن الذين يقومون بتوزيع الاتهامات يحللون على أنفسهم حتى الجلوس مع العفريت والشيطان بما يحلو لهم من دون أن يضعوا أنفسهم في خانة التخوين.

أضرب لكم امثلة في تغير التوازنات والمبادئ والمفاهيم. العلاقة التاريخية الممتدة بين المجاهدين الافغان والاميركان في حربهم على السوفيات كانت حلالا هناك، ولكنها حرام على المعارضة العراقية في حربها على صدام، هناك يعتبر تحالفا وهنا يعتبر عمالة. أحيانا يتهم الشخص أو الجمعية أو رئيس الجمعية بالعمالة للأميركان، واحيانا اذا "ما مشت" التهمة اتهم بالارهاب، واذا "ما مشت" التهم على الناس اتهم بالجاسوسية للغرب كما حدث لناشط حقوقي قبل أيام... والآن يتم توزيع مسجات رخيصة نالت رموزا علمائية كبيرة، فقبل أسبوع تم اظهار الشيخ علي سلمان في شريط فيديو مفبرك على أن الشيخ شخصية ارهابية تدعو إلى الإرهاب، وتم حرف تصريحات الشيخ، إذ قال في الفيلم "أنا المسئول عن التعبير السلمي" بينما ترجمت إلى الانجليزية "أنا المسئول عن اعمال الشغب"، كما عرضت في الفيلم صور لحوادث شارع المعارض البعيدة كل البعد عن حوادث التسعينات. الأمر كما قلت لكم أدى إلى خلط الأوراق. إن هؤلاء يضرون الجميع - الحكومة والمعارضة والمجتمع - بهكذا تصرفات. بعض دعاة الحقوق واحد المعتوهين وبعض الاغبياء جميعهم ارادوا ان يوقعوا بين السلطة والمجتمع البحريني، إذ لا يعتاشون إلا على هذه الاساليب الرخيصة، ففبركوا كل القصة حتى سقطت صدقيتهم عند جميع الاطراف.

نحن لا نحجر على أي أحد مناقشة أو الاختلاف مع الشيخ علي سلمان، فمقتضى الديمقراطية الاختلاف في الآراء، ولكن لماذا يقوم هؤلاء بتخريب العلاقة التي يحاول الكثيرون بناءها في المجتمع البحريني واظهار مثل هذه الشخصيات للمجتمع أنها تدعو إلى الإرهاب. يجب أن نترفع عن هذه الاساليب الرخيصة، وهؤلاء الحمقى اشبه بمن يريد أو يدعي محاولة نفع البحرين، واذا به يضرها. اللعب على عواطف الناس وخلط الأوراق قد يسهمان في تعقيد الأمور بدلا من حلها

إقرأ أيضا لـ "سيد ضياء الموسوي"

العدد 998 - الإثنين 30 مايو 2005م الموافق 21 ربيع الثاني 1426هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً