وأخيرا صدر قرار حكومي بترخيص جميعة المرسم الحسيني، الجمعية التي ظلت بلا ترخيص منذ أكثر من ثلاثة أعوام.
لطالما أراد لها الكثيرون من محبي الفن والوطن والإنسانية أن تحظى بذلك منذ سنوات.
ولا يمكن للجميع أن يغفل حضور فناني المرسم في المناسبات الدينية والوطنية المختلفة الى مبادراتها التطوعية النابعة من حب لرسالتها وللفن والإنسان وتاريخه، في أن تكون أول من يبادر من دون مقابل يذكر في أي مشروع إنساني ووطني كفترة شعائر محرم والمولد النبوي وغيرهما من الاحتفالات الدينية والوطنية مثل احتفالية ذكرى اكتشاف حضارة دلمون وأخيرا قضايا البيئة المطروحة حاليا في الساحة.
رسالة المرسم هي رسالة إنسانية موجهة إلى جميع الأديان وافراد مجتمعنا البحريني من دون استثناء، والتي قلما نحس بها في مثل هذه الأيام.
لقد ولد المرسم في مارس/ آذار من العام 2001 كثمرة جهد وعمل نخبة من الشباب البحريني الواعي والمتحمس الذي بذل قصارى جهده لاخراج الأعمال الفنية في أحسن صورة تليق بالمناسبات الحسينية والوطنية معا. تجدهم في المراسم يعملون معا، متعاونين ومتضامنين، يجمعهم هدف واحد، فهم من يشرف على توجيه الشباب الآخرين وتوزيع لوحاتهم وطريقة عرضها والكثير الكثير الذي لا يسعني ذكره.
إن هؤلاء الشباب يستحقون منا كل تقدير واحترام ولو رجعنا الى اللوحات والجداريات فإننا سنلمس فيها حس الفنان المرهف الذي ابدع في ابراز ابعاد واعماق عمله بريشته، وجعله حركة فعالة ومؤثرة تحمس الجماهير وتعيدها الى فضاء التاريخ.
الملفت للنظر ذلك الاقبال الجماهيري المنقطع النظير وحشود الناس من الاعمار كافة، منهم من جاء للمساهمة بقسط من مواهبه الفنية ومنهم من جاء للاطلاع على طاقات الفنانين.
المرسم اليوم هو واقع بحريني يستحق الثناء ويتسم بالصراحة بلا رتوش... إنه تجسيد لثقافة جديدة ومفهوم انساني رائع
إقرأ أيضا لـ "ريم خليفة"العدد 998 - الإثنين 30 مايو 2005م الموافق 21 ربيع الثاني 1426هـ
