العدد 998 - الإثنين 30 مايو 2005م الموافق 21 ربيع الثاني 1426هـ

صبحي: الإبداع أصالة وطلاقة وقدرة على الإدراك

نسبة المبدعين في البحرين لا تقل عن 3 إلى 10 في المئة

السلمانية - المحرر الثقافي 

تحديث: 12 مايو 2017

مع تأكيد أستاذ الموهبة والابداع في جامعة الخليج العربي تيسير صبحي وجود ما لا يقل عن 3 الى 10 في المئة من الموهوبين والمبدعين في البحرين من فئة الطفولة وما فوقها أسوة ببقية دول العلم المتقدمة. تصبح مسئولة ايجاد هؤلاء الموهوبين والمبدعين تقع على نمط التنشئة الاجتماعية والأسرية. وعلى الجهات المتخصصة المعنية بهذا الموضوع فهي المسئولة اما عن هدر هذه الطاقات أو احتضانها واستثمارها.

ونحن في هذا اللقاء الذي يشير فيه صبحي الى كوننا بحاجة الى البرامج التي نستطيع من خلالها التعرف على هؤلاء الموهوبين والمبدعين من خلال المسح السريع والتشخيص الدقيق مع الجهد المشكور الذي تقوم به جامعة الخليج العربي بالاهتمام الجاد بتربية الموهوبين يصبح لزاما على المؤسسات الرسمية في المملكة وخصوصا وزارة التربية والتعليم أن تستحدث تواصل أكبر مع المبدعين بهذا الخصوص.

يتحدث صبحي في هذا اللقاء عن الابداع مفهومه وأقسامه، مميزات الانسان المبدع والفرق بين ابداع العقول الصغيرة والكبيرة. فالى هذا اللقاء...

مفهوم الابداع

هلا حدثتنا بداية عن مفهوم الابداع وأقسامه؟

- ان مفهوم الابداع واسع وتعريفه ليس بالسهولة التي يتصورها البعض. لكن يمكننا تعريف الابداع بدلالة عناصره فكما نقول عن الماء إنه يتشكل من هيدروجين وأكسوجين يمكننا القول إن الابداع يتشكل من عناصر، وهذه العناصر هي الأصالة بمعنى أن يأتي الانسان المبدع بعمل غير مسبوق، ومن المرونة أن الانسان المبدع قادر على التأقلم والتعامل مع أوساط وبيئات مختلفة. أيضا الطلاقة بمعنى أن الانسان المبدع قادر ان طلبت منه فكرة أن يعطيك مجموعة من الأفكار ومتى ما أنتج عملا فهو قادر على أن ينتج مجموعة ممن الأعمال غير المألوفة. فهي اختراعات ومبتكرات ونتاجات متعددة ومتنوعة تغطي مجالات مختلفة من مجالات الحياة. كذلك فان الانسان المبدع قادر على تحسس مشكلات المجتمع التي يعيش فيها فهو بمثابة "الترموميتر" في المجتمع فهو الأقدر على استشراف المستقبل وعلى تحديد مشكلاته والتعامل معها على أساس الوصول إلى حلول لهذه المشكلات. فالانسان المبدع عندما يعالج مسألة من المسائل أو قضية مهمة من القضايا فهو لا يعالجها من السطح وانما يغوص فيها. فتلك هي العناصر واذا أردنا تلخيصها فبمكاننا القول إن الابداع هو عبارة عن أصالة، طلاقة، مرونة، قدرة على تحسس المشكلات وقدرة على ادراك التفصيلات.

درجة عالية من الحساسية

فكيف نستطيع تمييز الانسان المبدع؟

- ان الانسان المبدع يتميز بمجموعات من الخصائص السلوكية، وهي الأفعال والأداءات والسلوكات التي تستطيع أن تلاحظها من خلال معايشتك لهذا الشخص. فالمعالجة تجعلنا نتمكن من اكتشاف أن هذا الشخص يتميز بدرجة عالية من الحساسية فهو عندما يطرح الموضوع يتحدث عنه برصانة وهو قادر أيضا على المغامرة والمخاطرة بمعنى أنه قادر على محاولة استكشاف الأشياء المجهولة سواء الأدوية والعقاقير والاحتياجات فهي جميعها في عالم الغموض والخفاء فهو يستطيع الوصول اليها بقدرته على تحمل التعامل مع الغموض والمخاطرة الى جانب أن الشخص المبدع يتمتع بمفردات حصيلة لغوية ومعرفية كبيرة لأنه من دون وجود أساس معرفي عند الشخص لا يمكنه أن يبدع.

إبداع الصغار وإبداع الكبار

وهل هناك اختلاف بين ابداع الصغار وابداع الكبار؟

- لا، فجذور الابداع عند الصغار تنمو وتكبر وتحتضن على أن يكون للمجتمع الحاضنة المناسبة القادرة على احتضان الأطفال في مراحل عمرية مبكرة بأن توفر لهم البرامج التي تمكنهم من أن يكونوا مبدعين في المستقبل، لأن الابداع ليست له مراحل فهو يبدأ مع الانسان وينمو ويتطور معه وتبرز نتاجاته في المستقبل لماذا؟ لأن الابداع يمر في مراحل فهو ليس عملية فجائية أو منتجا يبرز فجأة.

بين الابداع والموهبة

وهل تجد أن هناك علاقة بين قصور ادراك الطفل بين أقرانه من الأطفال وبين الابداع، وكيف نقرأ مثلا عن آينشتاين أنه كان يعاني من صعوبات التعلم مع أنه كان فيزيائيا فذا؟

- ان هناك مصطلحين مهمين في هذا السياق وهما مصطلح الموهبة ومصطلح الابداع. فمصطلح الموهبة يعني أن الشخص يتمتع بقدرات عقلية وبدرجة من الابداع وبمجموعة من الخصائص التي تميزه الى جانب مستوى تحصيل عال فالشخص الموهوب هو الذي يتمتع بهذه القدرات. ولكن بالنسبة لآينشتاين أو أديسون أو غيرهما فانهم يعتبرون حالات خاصة لا يمكن تعميمها وانما هي تندرج تحت ما يسمى " من ذوي الخصوصية المزدوجه" بمعنى أن لديه خصوصية من ناحية الموهبة وخصوصية من ناحية التحصيل التي هي مثلا صعوبات التعلم. لذلك ينظر اليه على أنه من ذوي الفئات الخاصة ومن ذوي الخصوصية المزدوجة وهي صعوبات التعلم والموهبة. وغالبا لم تكن المدارس في القديم والحديث تنظر الى هذه القضية بذلك المنظور اذ كانوا يتعاملون مع الشخص وكأنه طفل عادي. وفي اطار تعاملهم معه على أنه شخص عادي كانوا يغفلون جانبين، جانب الموهبة وجانب صعوبات التعلم لذلك كانت النتائج كارثية. الآن ما الذي نحن ننادي به؟! اننا ننادي أن تكون الحاضنة مناسبة بمعنى أن نكتشف الشخص الموهوب والمبدع في مراحل عمرية مبكرة، لماذا؟ لكي نمنع أن تهدر هذه الطاقة أو تتسرب أو أن يتعامل معها الأساتذة والمعلمون والمعلمات بطريقة لا تسمح ببروز الموهبة والابداع. لهذا السبب كانت هناك محاولات من قبل العلماء لضرورة تشخيص الموهوبين من مراحل عمرية مبكرة مع توفير البيئات التربوية التي تستجيب لاحتياجاتهم





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً