العدد 941 - الأحد 03 أبريل 2005م الموافق 23 صفر 1426هـ

آل فخرو... عائلة بنكهة المواطنة

محمد العثمان Mohd.Alothman [at] alwasatnews.com

لا يبعد بيتنا عن بيته سوى عشرات الخطوات، وكانت النية لزيارته في أيامه الأخيرة؛ إلا أنه، ولسوء حظي، مات ولم أعده، ولا أعرف في الحقيقة قصتي مع وفاة الناس، فكلما هممت بزيارة أحدهم في الدنيا، انتقل إلى الآخرة. وأرجو ألا يتخوف أحد من أصدقائي أو معارفي من ذلك الأمر، فإن الموضوع لا يعدو عن كونه مصادفة، فالأقدار "بيد خالقها" يقبض أرواحهم في أي وقت يشاء وعلى أي أرض كانت. الحديث عن إبراهيم محمد حسن فخرو، ليس هو حديث ذكريات تنتهي بعد فض المولد أو التأبين؛ إنما هو حديث دروس وعبر، نتسامر بحوادث حياته التي صنعها بيمينه مع رفاقنا لكي نشعل شمعة على طريق الأيام التي لم نعشها بعد، بحسب تعبير جلالة الملك حفظه الله. الحديث عن فخرو، وما أدراك ما هي عائلة فخرو، عائلة أنجبت الكثير من الرجال والنساء الذين ضحوا من أجل حياة كريمة لهذا الشعب، أبناء هذه العائلة ضحوا بالكثير والكثير، ضحوا بحياتهم الكريمة إذ إن الأسرة مقتدرة وتعتبر من الأسر التجارية، إلا أن الثروة التي امتلكوها من أموال وعقارات، لا تعني لهم شيئا إذا لم ينل الآخرون حقوق المواطنة في بلادهم، وإلا ما هو مردود تلك التضحيات؟ وتحت هذا التساؤل يبرز لنا تساؤل آخر عن نكران الذات، والتضحية برغد العيش وهنيئه، من أجل أن ينعم شعب البحرين بالاستقلال والحرية. إبراهيم فخرو رحل، وعبدالله فخرو ذاك الجبل الشامخ، أيضا رحل، فمن يخلفهما؟ أسرة كأسرة فخرو مازالت زاخرة بالكثير من أبنائها البررة الذين أصبح لزاما عليهم حمل مشاعل الخير كما كابد عناء حملها آباؤهم وأجدادهم وقدموا الغالي والنفيس من أجل أن ينعم شعب البحرين بالأيام التي لم يعشها بعد. لعل السلوى في فقدان الوالد هو الولد، وما دام الأولاد كثر فلابد من أن يحمل الراية أحدهم، ولا يتركوها لبعض الدجالين الذين يحاربون المبادئ الوطنية التي سار عليها أبناء هذه العائلة جيلا بعد جيل، وما جبلت عليه من السبق في ميدان النضال الوطني. منيرة فخرو إحدى المؤهلات لحمل هذا البيرق وهذه الراية، مؤهلة بعلمها الأكاديمي ومؤلفاتها وكتاباتها التي تشع وطنية وتضيء سماء الوطن نورا، وهي قادرة بوطنيتها وإنسانيتها وأريحيتها على مواصلة طريق نضال الآباء. لعل الكثير من أبناء المحرق تساءلوا عن مغزى محاولات الاستحواذ على نضال إبراهيم فخرو من قبل بعض الجهات التي حاربته، ومورد السؤال هنا أن السلطات هي من اعتقلته ورمته في غياهب السجون سنين طويلة، وهي من أبعدت أخاه "من الرضاعة" المناضل عبدالرحمن الباكر ولم تسمح بدفنه في البحرين، وهي من كشرت عن انيابها في وجوه أبناء وبنات فخرو الأحرار في البحرين كما في ظفار. إن كان لنا من وقفة فإنها وقفة استرداد لمسيرة ومبادئ آمن بها إبراهيم فخرو. لحظة من الوقوف للتأمل في الواقع الذي يطلب البعض تبديله وتغييره وإدخال نمط جديد على مجتمعنا البحريني، نمط النفاق والمجاملات والبروتوكولات، لحظة من الوقوف أمام قبره من أجل استكمال مسيرة النضال الوطني، ونيل حقوق المواطنة كاملة من دون نقصان أو هذيان هنا أو هناك، إذ لا مكان في ساحات النضال الوطني للمزايدين على وطنية فخرو وأسرته. وهذه الوقفة هي ذاتها التي تحدثنا عنها في رحيل الوالد العزيز عبدالله فخرو، اللهم أرحم من مضى من آل فخرو الكرام، وأملنا في أبنائهم وحفدتهم الأعزاء

إقرأ أيضا لـ "محمد العثمان"

العدد 941 - الأحد 03 أبريل 2005م الموافق 23 صفر 1426هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً