قال رئيس الخليج ساتشي اند ساتشي، عضو المجلس العالمي للجمعية الدولية للإعلان خميس المقلة: "إن الإنسان البحريني يشكل المحور الأساسي للهوية الإعلامية وهو المعني بتقديمها حاضرا ومستقبلا". وأشار المقلة في حديث خاص لـ "الوسط" إلى أهمية الاستفادة من الفعاليات والمشروعات الكبرى في المملكة التي تشكل فرصة إعلامية مهمة في إبراز موقع البحرين. فيما اعتبر المقلة ان إبراز الهوية الإعلامية هي مسئولية إطراف كثيرة وليس فقط الدولة على اعتبار ان قطاعات عدة تستفيد من نجاح إبراز هذه الهوية. وفيما يأتي نص الحـــــوار هل تعتقد ان هناك حاجة فعلية لإبراز هوية إعلامية بالنسبة إلى البحرين أم ان الانجازات التي تحققت في البحرين تستطيع ان تتحدث عن نفسها وترسم هذه الهوية؟ - "بالتأكيد ان إبراز الهوية الإعلامية يعتبر عاملا مهما للترويج عن أية دولة، وكما ان هناك حاجة مهمة لإبراز الهوية بالنسبة إلى الإفراد أو المنتجات أو الخدمات هناك أيضا حاجة لإبراز هوية الدولة التي تتمحور عن مجموعة من التصورات الذهنية لدى الفرد عن منتج او خدمة او دولة. اليوم لو اخذنا بعض الدول ومنها سنغافورة وكذلك الدول الأوروبية التي حددت بدورها هويتها الإعلامية بدأت تتجه لتسويق هذه الهوية عالميا، لذلك نجد ان الهوية تشكل أمرا أساسيا ليس فقط للعالم الخارجي بل أيضا للمواطن المحلي الذي يجب ان يعرف ما هي الهوية الإعلامية لبلاده، فهل نحن دولة سياحية منفتحة ام دولة محافظة أم دولة للأنشطة التجارية والمصرفية؟ لابد من تحديدها للمواطن حتى يستطيع ان يعكس هذه الهوية ومثال على ذلك الشركات فإذا لم يستطع الموظف ان يعرف هوية الشركة التي يعمل بها لن يستطيع ان ينقل أية انطباعات ذهنية عن شركته لاية جهة كانت. لذلك لابد ان يكون المواطن على دراية كاملة بها". ويكمل: "لو اخذنا الزائر للبحرين على وجه المثال. فهو عندما يصل للمملكة ويستقل سيارة اجرة ويتعامل مع الناس ويتجول في البحرين يبدأ برسم صور ذهنية عن البحرين وهذه الصورة التي يرسمها تشكل الهوية الاعلامية. اذا الهوية موجودة ولا يمكن اختلاقها انما لابد من إبرازها عبر ضخ الحقائق فيها".
برأيك. ما القاعدة الاساسية للهوية الاعلامية بالنسبة إلى البحرين؟ - اعتقد ان البحريني يشكل المحور الاساسي لهذه الهوية، وما يتميز به البحريني من صفات كالكرم ودماثة الأخلاق والانفتاح يشكل القاعدة الرئيسية لإبراز هذه الهوية. ولكن هذا يترتب عليه ايصال هذه الرسالة والتعريف بهذا التميز. وايضا لا نستطيع ان نعتمد على هذا الأساس من دون ان نكرس هذا التميز في ذهن البحريني وخصوصا الجيل الجديد. لذلك لابد من ايصال هذه الرسالة للبحريني لكي يشعر ان له دورا اساسيا في نجاح البحرين وهذا ما ينمي لديه الالتزام بدعم هذا النجاح وما ينعكس في تعامله مع الزائر أو المستثمر الأجنبي في بلاده. كان لي بعض الملاحظات من خلال لقاءات أجريتها بصفة شخصية مع عدد من الناس جميعهم صبوا اهتمامهم على الإنسان البحريني على اعتبار انه يشكل العنصر الأساسي في إنجاح الهوية الإعلامية. وهذا لا يقلل من أهمية المقومات والإنجازات التي تحققت، ومنها اعتبار البحرين مركزا ماليا متميزا في المنطقة وكذلك جزءا مهما من منظومة خليجية ترتبط بعلاقات إقليمية وعربية وعالمية متميزة. هناك ايضا التطورات السياسية التي شهدتها البحرين وأجواء الانفتاح السياسي وعلى رأسها التجربة الديمقراطية ومشاركة المرأة البحرينية في العملية السياسية. فدور المرأة في البحرين يعد من المقومات الأساسية لإنجاح إبراز الهوية الإعلامية على اعتبار ان البحرين سبقت كل دول الخليج من خلال إعطاء المرأة حقوقها السياسية ودورها في العمل، كل هذه الايجابيات اعتقد انها تصب في مصلحة الهوية الإعلامية التي نروج لها". هل تعتقد ان التشويش او عدم الالتفات الى ابراز الهوية الاعلامية بالنسبة إلى البحرين ناتج عن تقصير من جهة ما. ام ان اطرافا كثيرة لم تلتفت الى هذا العامل المهم؟ - اعتقد ان الصورة لم تتشكل بعد لابراز هذه الهوية. فلقد مرت البحرين بتغييرات مهمة حين تحولت من دولة الى مملكة دستورية وكانت هذه نقلة كبيرة ومن ثم تأسس البرلمان وحدث انفتاح اقتصادي وسياسي مهم، كل هذه التغييرات والنقلات النوعية بحاجة الى ان تتبلور بصورة اكبر وان يتم التوجه نحو الاهتمام بها. في تصورك من المسئول عن إبراز هذه الهوية؟ هل نحن بحاجة الى ما يمكن تسميته بحملة علاقات عامة في الخارج ام انها مسئولية مشتركة تقع على اطراف كثيرة مجتمعة؟ - "يجب ان يكون هناك ما يمكن تسميته بالمظلة للبحرين والدولة معنية بهذه المسئولية الى حد كبير. واخص بالذكر دور مجلس التنمية الاقتصادي في هذا الشأن بعدما انتهى دور مجلس الترويج التابع لوزارة التجارة. ايضا لوزارة الاعلام دور حيوي مهم على اعتبار ان الجانب الاعلامي يشكل دعامة اساسية في ابراز الهوية الاعلامية وكذلك قطاع السياحة الذي ينضوي تحت مظلة وزارة الاعلام". ويضيف: "اعتقد ان كل هذه الاطراف التي ترتبط بمصلحة مباشرة بالهوية الاعلامية يجب ان تسهم في هذه العملية. فالقطاع الخاص معني بشكل اساسي وعلى سبيل المثال شركة طيران الخليج هي من الاطراف المعنيين بأهمية هذه الهوية وايضا شركات الاتصالات مثل شركة البحرين للاتصالات السلكية واللاسلكية "بتلكو" وشركة "ام تي سي فودافون" وكذلك قطاع المصارف والفنادق، جميعها اطراف معنية باهمية هذه الهوية ويجب ان تسهم في بلورتها ولا نغفل ايضا اهمية المشروعات والفعاليات الكبرى التي تقام على أرض البحرين مثل مشروع مرفأ البحرين المالي وكذلك بطولة سباقات فورمولا .1 هذه الاطراف تستطيع ان تلعب دورا قويا في إبراز الهوية الإعلامية". ويزيد بالقول: "بلا شك نحن بحاجة إلى حملة علاقات عامة باعتبارها خطوة أولى في هذا المشروع. الى جانب الحملات الإعلانية والترويجية والاستفادة من الإنجازات التي تحققت والفعاليات التي تقام في ترويج هذه الحملات الإعلانية. فمثل سباق الجائزة الكبرى لطيران الخليج فورمولا 1 يمثل فرصة إعلامية ثمينة يمكن الاستفادة منها للتعريف بهوية البحرين. فسباقات فورمولا 1 - كحدث عالمي - لا تقل أهميته الإعلامية عن أهميته الرياضية أو الاقتصادية لأي بلد. فلابد من الاستفادة من كل هذه الفرص للتعريف بالهوية الإعلامية للبحرين". هل تعتقد ان هناك دولا في الخليج سبقتنا في ترسيخ هوية إعلامية متميزة لها على رغم ان البحرين كان لها الريادة في عدة مجالات وعلى رأسها التعليم والخدمات الصحية والتطور في المجالات المصرفية؟ - "لا شك في ان جميع دول الخليج وخلال الثلاثين عاما الماضية نشطت في إبراز هوية معنية. لكنهم اتجهوا الى أسلوب الإعلام المدفوع مثل المقالات الصحافية التي تتحدث عن دول الخليج. وعلى رغم أن دول المنطقة اتجهت الى الإعلام ولكن من الزاوية التقليدية، والتجارب التي نراها اليوم امامنا أصبحت تفرض منحى آخر في التعامل الإعلامي. فالتعامل مع قارئ ومشاهد أكثر ذكاء يفرض متطلبات أكثر من مجرد البهرجة الإعلامية. فالقارئ والمشاهد الذكي يريد اليوم معلومة وحقيقة امامه. وإذا أردنا ان نتوجه الى القارئ والمشاهد العالمي فهناك حاجة اكبر للمعلومة لان هؤلاء يعيشون أجواء حرية رأي وإعلام مفتوح. ودبي مثال واضح على ذلك اذ استطاعت ان تحقق فائدة كبيرة من خلال خلق هوية لمدينة دبي والأمر لم يقف عند دبي فقط، بل تحرك الآخرون مثل إمارة أبوظبي ودولة قطر وسلطنة عمان نحو إعطاء هوية معينة من اجل استقطاب السياحة. لذلك تبدو عملية إبراز الهوية إعلامية للبحرين من الخطوات الضرورية الآن نظرا لوجود عنصر المنافسة مع دول المنطقة لان بعضها قطع شوطا لا بأس به في هذا المجال وخصوصا ان هذه الدول أصبحت تمتلك خطوط طيران وتتبع استراتيجيات متطورة في مجالات السياحة لذلك آن الأوان لنتجه نحو إبراز الهوية الإعلامية وضرورة التحرك بهذا الاتجاه لأنه أصبح يسير بقوة في المنطقة". برأيك، من أين يجب أن نبدأ في هذه الهوية فيما لو تم وضع تصور معين لها؟ - "لابد من عمل دراسة لتحديد الاتجاه الذي يجب أن نسير فيه ومن نريد فعلا ان نخاطب بهذه الهوية. هل نريد ان نخاطب جميع دول العالم؟ بلا شك ان العملية صعبة بل ومكلفة أيضا. وإذا اتجهنا نحو دول الخليج بحيث نستقطب الزوار ومن المستثمرين من المنطقة الخليجية فيجب ان نبدأ بالدراسة من خلال استطلاعات تبين ما نتميز به وما يأخذ علينا ومن خلال هذه الاستطلاعات نستطيع ان نضع تصورا كاملا والى اين نتجه تحديدا". هل تعتقد ان هناك معوقات معينة لإبراز هوية البحرين وخصوصا مع عدم وجود رؤية محددة حتى الآن للهوية التي نريد ان نبرزها؟ - بالتأكيد هناك معوقات، لذلك دور الهوية ان تساعد على تخطي هذه المعوقات. فعندما يتم "إيصال أهمية هذا الهدف لأكبر شريحة ممكنة من البحرينيين يتم الاتفاق مع الغالبية بالتوجه الذي نرغب ان تتجه البحرين به"
العدد 940 - السبت 02 أبريل 2005م الموافق 22 صفر 1426هـ