العدد 939 - الجمعة 01 أبريل 2005م الموافق 21 صفر 1426هـ

كيف نتعامل مع مقاومة الأبناء تطوير عاداتهم؟

سلوى المؤيد comments [at] alwasatnews.com

.

لو لم يقاوم أبناؤنا تغيير عاداتهم لقلنا لأنفسنا ان هؤلاء الابناء غير طبيعيين. .. اذ من الطبيعي ان يقاوموا التغيير في البداية... وكذلك بالنسبة إلى الكبار لو حاولوا تغيير عاداتهم القديمة الى عادات جديدة. اذا ماذا يفعل الآباء امام هذه المقاومة؟ وكيف يمكنهم التغلب عليها لتغيير عادات هؤلاء الابناء السيئة الى عادات حسنة؟ ان أول ما يحتاج اليه هؤلاء الأبناء هو الحوافز والاصرار على الاستمرار والتوقعات الواقعية من آبائهم لما يريدونه منهم. سيسمعون عبارات من أبنائهم هي "هذا ليس بعدل" أو "انت خبيثة لأمهم وخبيث لأبيهم..." لكن عليهم ان لا ييأسوا لأن هذا الامر طبيعي ويدل على عدم رغبتهم في تغيير عاداتهم والغريب ان الازواج قد يجدون هذه المقاومة من الزوجات والعكس... بالنسبة الى تغيير عادات تعودوا عليها. وهذا ما حدث لسارة الأم عندما حضرت بعض ورش توجيه الآباء العملية في تربية أبنائهم... لتتمكن من التحكم في ثورة ابنها علاء البالغ من العمر أربع سنوات... فبعد ان حاولت تهدئته او معاقبته أو التوسل اليه لكي يهدأ فانها لم تجد فائدة... بل بالعكس ازداد تمرده وازدادت عدد مرات ثورته. حاولت سارة ان تشجع زوجها ليحضر معها بعض هذه الدروس التربوية العملية لكنه كان يرفض لانه لا يجد في ما يفعله ابنه مشكلة... قائلا: "كل الاطفال في سن الرابعة يتصرفون هكذا... هي مرحلة يمر بها فقط... ولا نحتاج إلى دروس لكي يعلمونا ذلك". قالت له سارة: "ربما تعلمنا طرقا افضل للتعامل مع سلوكه المزعج هذه الايام". قال لها زوجها: "اذهبي انت... اعتقد اننا نتعامل معه بشكل جيد". ولهذا حضرت سارة دروس ورشة العمل وحدها مساء... ولاحظت انها اصبحت اكثر مهارة في التعامل مع ثورات ابنها اعطته خيارات محدودة عندما بدأ يتأفف ويشتكي ثم قامت بوضع وقت محدد له ليكمل فيه المهمة التي طلبتها منه سواء اكمال واجبه او ارتداء ملابسه أو تناول وجبته وعندما مر اسبوعان لاحظت ان ثورات ابنها قلت كثيرا ثم اختفت تقريبا خلال النهار لكنها لاحظت ان ثوراته مازالت تشتعل خلال المساء لأن زوجها يصبح مسئولا عنه في المساء فقد تابع أسلوبه القديم في التهديد والتوسل اليه ثم الاستسلام لإلحاح ابنه في النهاية ويحصل علاء على ما يريد. قررت سارة ان توضح لزوجها عمليا مدى استفادتها من هذه الدروس التي لم يكن مقتنعا بها... فطلبت منه ان يترك مهمة التعامل مع علاء مساء لها وكان زوجها سعيدا باقتراحها لانه مل من صعوبة التعامل مع غضب ابنه. قالت سارة لنفسها: "ربما يتعلم مما سأقوم به لكي يتأكد من أهمية هذه الورش التربوية ويحضرها معي". وبدأت سارة في تطبيق ما تعلمته طلب منها ابنها المزيد من "الآيس كريم" وعندما رفضت طلبه اخذ يلح ويشتكي وخصوصا ان والده كان حاضرا ويستطيع ان يجعله يستسلم لإلحاحه. قالت له أمه: "علاء عليك ان تتوقف أو ستظل عشر دقائق في غرفتك لتعود الى هدوئك.. ماذا تريد ان تفعل؟ علاء كان يرى في عرض أمه انها كانت ترفض طلبه فاستمر في الصراخ وضرب بقدميه على الارض لتستسلم له. بهدوء امسكت به امه واخذته الى غرفته وقالت له بحزم "عليك ان تبقى في غرفتك لمدة عشر دقائق وعدنما تستمر في ازعاجك لنا سأمدد المدة التي ستبقى فيها. وعندما عادت سارة الى غرفة المعيشة لاحظت الدهشة تطل من عيني زوجها، كان معجبا بما فعلت وازدادت دهشته وانبهاره عندما عاد علاء بعد عشر دقائق هادئا.. ولم يلح على طلب "الآيس كريم" بعد ذلك تعاملت سارة في تلك الليلة عدة مرات مع ثورات ابنها للحصول على ما يريد بالاسلوب نفسه الهادئ الحازم. في اليوم الثاني وبعد أن عادت من ورشة العمل مساء سألت زوجها عما فعل ابنها قال لها انه فعل ما كان يفعل معه من قبل لكنه استخدم طريقتها معه وأصبح هادئا. وتابع قوله "انت محقة لان الدروس التي حضرتيها في الورشة أفادتك كثيرا ومهمة لنا لنربي ابننا بطريقة سليمة". ان في امكان اية زوجة أن تتعلم أساليب جديدة في التربية ولا تجد حماسا من زوجها في التعاون معها ان تجرب طرقها التي تعلمتها أمامه لكي يقتنع بها ويتعلم عمليا ماذا تفعل ليطبقها فيما بعد. والى الحلقة المقبلة في الاسبوع المقبل. * كاتبة بحرينية

إقرأ أيضا لـ "سلوى المؤيد"

العدد 939 - الجمعة 01 أبريل 2005م الموافق 21 صفر 1426هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً