ربما ان البعض لا يكترث كثيرا الى القضايا التي تمس خدم المنازل بشكل عام في البحرين أو حتى في بعض دول الخليج التي هي الأخرى ليست في مأمن من ذلك. فالحالات التي لاتزال تنشرها الصحف المحلية والخليجية من قضايا الاعتداء الى التعذيب الجسدي الذي تلقاه بعض الخادمات الآسيويات عند بعض الأسر... هي حالات ليست شاذة بل هي ناجمة عن قلة الوعي والجهل بحقوق الإنسان التي هي واقعا ليست بعيدة عن ثقافة الاديان المختلفة، بما فيها ديننا الإسلامي الحنيف الذي لا يرضى بذلك لا للإنسان ولا للحيوان. يستغرب المرء حقا من هذه الممارسات والانتهاكات التي تمارسها بعض الأسر البحرينية والخليجية، ففي اوقات كثيرة نجدها لا تختلف كثيرا عن الوحشية النازية الى السادية الاميركية في سجن "أبوغريب" مثلا. نسمع وننتقد الغرب بينما تكتظ ممارسات "أبوغريب" في عدد ليس بقليل من بيوت أهل البحرين والخليج. نخط هذه السطور بحروف مثقلة من واقع عملنا كصحافيين لا للتباهي بالسبق الصحافي على القارىء لكن من أجل ان ننقل ونكشف الصورة الأخرى والمخيفة في بعض الاحيان لشكل مجتمعاتنا. هذه المجتمعات التي للاسف لا تأبه في تحسين قوانينها لتلك الفئة المستضعفة التي تعمل من أجل راحتنا ومن أجل انقاذ أسرها من فقر مدقع ينخر افرادها حتى النخاع. فلولا الحاجة لما غادروا أسرهم التي تعيش في وضع لا يحسد عليه وخصوصا إذ علمنا بان كثيرا من أسرهم تهدم وتفكك من جراء ما يتعرضون اليه من انتهاكات معنوية وجسدية في أبشع صور الاستغلال. المضحك المبكي في الامر ان نجد نفرا في مجتمعنا البحريني يطالب بحقوقه المهضومة بينما في الوقت نفسه لا نجده يطبق ما ينادي به داخل بيته... فيقسي على مخدومته بصور شتى تتعارض مع المبادىء التي يطالب بها! بينما في الضفة الأخرى نجد آخرين أصبحوا في فترة وجيزة ابطالا على غرار قصة الفرسان الثلاثة ينخرطون في ساحة النضال الحقوقي واهمين انفسهم بانهم كذلك على رغم ان تصرفاتهم تقول عكس ذلك... كل ما نتمناه هو ان تنظر الجهات المعنية في البحرين لهذا الموضوع بجدية، وذلك من خلال سن قوانين عادلة تنصف حقوق خدم المنازل وتعاقب كل من يقترف جرما بحق الإنسانية
إقرأ أيضا لـ "ريم خليفة"العدد 939 - الجمعة 01 أبريل 2005م الموافق 21 صفر 1426هـ