دقت ساعة الصفر لانطلاقة سباق الفورمولا 1 للعام الثاني اليوم في ربوع البحرين. ورفعت حلبة البحرين الدولية استعداداتها إلى الدرجة القصوى بغية التأكد من الوفاء بالمستويات العالمية المنشودة لهذا الحدث الرياضي الدولي الجليل، وذلك في ضوء النجاح الباهر الذي تحقق إبان العام الماضي مع انطلاقة فعاليات هذه البطولة، والإنجاز الرياضي الذي تحقق في مستوى رياضة السيارات العالمية في ربوع المملكة، ما أسهم في تعزيز المكانة المرموقة للمملكة وترسيخ منزلتها الرائدة في خريطة العالم للرياضة. واليوم تفخر مملكة البحرين بكونها المضيف الوحيد على مستوى منطقة الشرق الأوسط لسباق الفورمولا 1 العالمي، ما يبعث على الاعتزاز بهذه المنزلة الرياضية المرموقة. لقد اكتسبت البحرين مكانة عالمية رائدة على مدى العامين الماضيين ولاسيما خلال الترتيبات التي تم اجراؤها قبل انطلاقة سباق الفورمولا 1 للعام الأول وخلال الاستعداد لتدشين هذا السباق للعام الثاني، وحظيت المملكة بهذه المنزلة بما لم يسبق له مثيل في أي حدث رياضي آخر. لقد أسهم سباق الفورمولا 1 في تعزيز وترسيخ البعد الثقافي لمنطقة الشرق الأوسط، ما كان له أبلغ الأثر في مد جسور التفاهم والثقة بين دول الغرب والمجتمع العربي. ويشار إلى أن أكثر من 350 مليون مشاهد من جميع دول العالم قد حرصوا على متابعة فعاليات سباق الفورمولا 1 خلال العام الماضي، وكان حدثا رياضيا جليلا وفق أحدث تقنيات العصر في ربوع مملكة البحرين العزيزة، وذلك للمرة الأولى في تاريخها المديد. هذا، ويتميز سباق الفورمولا 1 بالقوة والإثارة والتنافس الشريف، وأظهر هذا السباق مدى مقدرة مملكة البحرين على أن تكون الاختيار الأمثل لاستضافة مثل هذه الفعاليات الرياضية المهمة على مستوى العالم بأسره. إن سباق الفورميولا 1 للعام الثاني سيستغرق ثلاثة أيام من المتعة والتشويق والتنافس، ما يجعله مختلفا ومتميزا ومثيرا في مملكة البحرين عن أي مكان آخر في العالم. إن سباق الفورمولا 1 في مملكة البحرين ليس مجرد سباق عادي للسيارات، بل إن هناك ثمة اختلاف استراتيجي كبير في هذا الشأن، فهذا السباق يعد في حد ذاته حملة دعائية ضخمة في مجال العلاقات العامة، لأنه يهدف إلى ترويج اسم مملكة البحرين وتعريف العالم بتراثها الحضاري العريق ومكانتها الاستراتيجية المتميزة على الصعيدين الإقليمي والعالمي، لما تحظى به من بنية تحتية حديثة للتجارة والأعمال والاستثمار. إن مفهوم الاستثمار في هذا الحدث العالمي المهم يندرج تحت أحد المشروعات الجوهرية في مملكة البحرين نظرا إلى امكاناته الهائلة وحجمه الضخم، إلى جانب الكثير من المشروعات الرائدة الأخرى مثل درة البحرين ومركز البحرين العالمي للتجارة ومنتجع العرين ومرفأ البحرين المالي. إن مشروع الاستثمار في المضمار الرياضي وليد فكرة رئيس مجلس إدارة حلبة البحرين الدولية ورئيس المؤسسة العامة للشباب والرياضة الشيخ فواز بن محمد آل خليفة، كما أن هذا المشروع يأتي تنفيذه تحت رعايته، وبهذه المناسبة أوضح الشيخ فواز قائلا إن النجاح الحقيقي لا يقاس بمردوده المالي، بل إن هناك عدة معايير جوهرية لابد من أخذها في الحسبان، وأضاف أن سباق الفورمولا 1 قد وضع مملكة البحرين على خريطة العالم الرياضية بكل قوة وثبات وأسهم في جعلها محط أنظار واهتمام شتى بلدان العالم وشعوب المنطقة، وأكد أن البعد الإعلامي لهذا الحدث الجليل كان رائعا وباهرا بكل المقاييس، وأشار إلى أن الاستثمار في المضمار الرياضي كان أيضا بمثابة الخطوة المنطقية الواعية في الاتجاه الصحيح لإظهار قدرات وإمكانات المملكة كمركز عالمي مرموق في مجال الاستثمار، وواصل قائلا "إذا أردت أن تحقق النجاح المنشود، فلابد أن تكون مخلصا وجريئا وقبل كل شيء أن تكون مختلفا"، وأشار إلى أنه بمثل هذا المنطق يتم تنفيذ مشروع الاستثمار في المضمار الرياضي، وأكد "أن سباق الفورمولا 1 يعد بمثابة المحك الحقيقي لإحراز النجاح المرجو وتحقيق الإنجازات المنشودة، كما أن هذا السباق سيكون بمثابة العون الكبير في تعزيز القدرات والإمكانات لبلوغ الغايات"، وأوضح قائلا "إننا بحق على الطريق السليم". إن هذا المشروع الرياضي الكبير يأتي برعاية مجلس التنمية الاقتصادية وهي الجهة الواعية التي تتولى تسهيل الاستثمار ومساعدة المستثمرين لتنفيذ شتى الأنشطة الاستثمارية في المنطقة، كما يهدف المجلس إلى تهيئة المناخ الاستثماري الملائم وتقديم الخدمات المتميزة للمستثمرين من خارج البحرين، وأشار سعادته إلى أن مجلس التنمية الاقتصادية يقوم أيضا بمساعدة المستثمر على تنظيم الزيارات لمملكة البحرين بغية استكشاف مجالات الاستثمار الواعدة والبحث عن فرص الاستثمار الطيبة، فضلا عن تقديم المعلومات والتقارير والإحصاءات التي تساعد على اتخاذ القرار في هذا الشأن بما يسهم في تمكين المستثمر من بناء قاعدة راسخة من الاتصالات المحلية، والتعامل مع الوزارات المعنية بكل يسر بغية تسهيل الإجراءات المطلوبة. إن الكثير من المبادرات الاقتصادية والتجارية التي شهدتها المملكة أخيرا كانت بإشراف ومتابعة دقيقة من قبل مجلس التنمية الاقتصادية ومثال ذلك تحرير سوق الاتصالات في مملكة البحرين، واستضافة فعاليات سباق الفورمولا في منطقة الشرق الأوسط خلال أبريل/ نيسان ،2004 ولعل من أبرز تلك المبادرات تلك المبادرة الوطنية لتنفيذ مشروع الإصلاحات الشاملة. لقد بدأت تلك المبادرة الوطنية فعالياتها خلال سبتمبر/ أيلول الماضي وذلك بتدشين برنامج إصلاح سوق العمل باعتباره الدعامة الأولى في المبادرة، وكان ذلك متبوعا ببرنامج الإصلاح الاقتصادي في فبراير/ شباط الماضي ثم برنامج الإصلاح التعليمي الذي يتم تدشينه خلال هذا العام. إن برامج الإصلاح التي يطلقها مجلس التنمية الاقتصادية تهدف في جوهرها إلى تطوير خطة وطنية طموحة بغية تعزيز الآليات والسياسات الرامية إلى تعزيز الاقتصاد الوطني في المملكة ودعم قدراته وإمكاناته. لقد ازداد الوعي العالمي تجاه مملكة البحرين باعتبارها مركزا مرموقا في مجال الاستثمار، وأصبحت مملكة البحرين مقصدا للسائحين من شتى بقاع العالم على مدار العام، وحققت المملكة تقدما ملموسا في صناعة السياحة، كما أن سماء المملكة تشهد حركة دائبة ومستمرة من قبل مختلف شركات الطيران العالمية التي تجوب سماء البحرين على مدار العام، وتشهد سوق العقارات انتعاشا ملحوظا في أرجاء المملكة، وتواصل البحرين تطوير مشروعات البنية التحتية بما يخدم التوجهات الرامية إلى تعزيز النمو الاقتصادي في البلاد. وأضاف الشيخ فواز أن الاستثمار في المضمار الرياضي بالبحرين يعد بمثابة الأداة الفعالة التي تعمل من أجل دعم مسيرة التنمية والتطور الاقتصادي وإحراز التقدم المنشود على الأصعدة كافة، وأشار إلى أن مملكة البحرين تشهد تطورا ملموسا على جميع المستويات، ولاسيما في المجالات الثقافية والتعليمية وأهمها المجالات الاقتصادية، وأضاف أن إرادة شعب البحرين الوفي وسعيه الدءوب إلى تحقيق الغايات المرجوة يمثل حجر الأساس في هذا الصدد، ما حدا بنا أن نجعل سباق الفورمولا 1 مختلفا ومثيرا ومتجددا، وأكد أن مملكة البحرين قد وضعت خطة أخرى واعية تهدف إلى بناء جسور الأمل وعلاقات الصداقة الحميمة مع شعوب العالم من اجل غد أفضل. إن نجاح سباق الفورمولا 1 خير دليل على التزام المملكة الجاد ورؤيتها الواعية من أجل بناء جيل فتي طموح قادر على المضي قدما بفضل الاقتصاد القوى والحضارة العريقة والعلم الحديث، وتقوم مؤسسة "بيكو بحرين" بترويج وتنظيم فعاليات هذا المشروع الرياضي العالمي، وهي مؤسسة إقليمية متفرعة عن شركة عالمية كبرى تعنى بتنظيم وتسويق الفعاليات المهمة فضلا عن توفير حلول الاتصالات الواعية، كما أن هذه المؤسسة تقوم بابتكار الأفكار الجديدة وتصميمها ولاسيما في مجال المعارض والمؤتمرات والحملات التسويقية المختلفة وغيرها من وسائل الإعلام المتعددة وفن التصميم الداخلي والإعلان والاجتماعات وغيرها. وبهذه المناسبة، أوضح الرئيس التنفيذي لمؤسسة بيكو بحرين خالد جمعان أن سباق الفورمولا 1 يعد بمثابة النافذة التي تطل من خلالها مملكة البحرين على العالم لاستكشاف المزيد من المشروعات الناجحة، كما أنها أداة فعالة في تأكيد قدرة المملكة على إحراز التقدم والنجاح بغية الوصول إلى الغايات المنشودة، وأضاف أن الاستثمار في المضمار الرياضي فكرة طموحة ورسالة واعية حان وقت تنفيذها على النحو الامثل بما يخدم مرئيات وطموحات المملكة ويؤكد قدراتها الكبيرة في توفير فرص الاستثمار الرائعة بما يعمل على جذب المستثمرين من شتى بقاع العالم، وأشار إلى أن هذا المشروع سيمهد الطريق لفتح الحوار مع المزيد من الشركاء الجادين الراغبين في اغتنام الفرص الرائعة وإحراز النجاح المنشود وتحويل الحلم إلى حقيقة على أرض الواقع
العدد 938 - الخميس 31 مارس 2005م الموافق 20 صفر 1426هـ