يبدو أن «وعد» بدأت تستعيد «لياقتها» السياسية بوتيرة أسرع مما كان متوقعاً لها. يعكس ذلك ما ورد في حوار أجرته إحدى الصحف المحلية مع نائب الأمين العام لجمعية العمل الوطني الديمقراطي (وعد) رضي الموسوي. فبعد أن قام الموسوي بجردة بانورامية سريعة ومكثفة سلّط من خلالها الأضواء على الأوضاع الراهنة، دون إغفال الخلفيات التي قادت إليها، تحوّل الموسوي نحو قضية الساعة وهي الحوار الوطني التوافقي، وموقف «وعد» حول المشاركة فيه، قائلاً: «إنها (وعد) تسعى ومن خلال هياكلها التنظيمية وضع مرئياتها تماشياً مع قناعتها ومواقفها المعلنة وستناقش هذه المرئيات وتقرها ومن ثم تقدمها إلى طاولة الحوار. وإن الجمعية تعكف حالياً على تقديم مرئياتها إزاء الحوار الذي رحبت به من الناحية المبدئية».
يستمد تصريح الموسوي هذا أهميته الخاصة من ثلاثة مصادر أساسية: الأول الإشارة إلى مشاركة «هياكل وعد التنظيمية» في اتخاذه؛ الأمر الذي يؤكد تمسك «وعد» بقيمها التنظيمية، حتى في أحلك الأوقات، وأصعب المراحل، وإصرارها على عدم التفريط بها أو المساومة بشأنها. والثاني هو المسارعة إلى القبول «المبدئي بالحوار»، بشكل منفرد ومستقل، دون أن يكون في ذلك استعداء لأيِّ فصيل آخر، أو تجاوز العلاقات التحالفية التي تربط «وعد» بالفصائل السياسية الأخرى. الثالث أنها تعكف على إعداد مرئياتها للحوار؛ ما يعني أنها، بعد الانتهاء من الإعداد، إما ستطرحها للمناقشة مع الفصائل الأخرى، وفي حال تعذر ذلك، وهو أمر مستبعد، فسوف تكون جاهزة لتقديمها للحوار مباشرة.
ما يضفي أهمية خاصة على تصريح كهذا، كونه يأتي في وقت لا يزال الكثير من الضباب يحيط بمسألة «الحوار الوطني». فهناك الكثير من التساؤلات المطروحة من مستوى: ما هي آلية الحوار؟ وكيف سيجري تحديد التمثيل السياسي فيه؟ وما هي الضمانات التي تؤكد تنفيذ القرارات والتوصيات التي سوف يخرج بها بعد نيلها موافقة المشاركين فيه؟
باختصار، تمد «وعد» يدها نحو الجميع، مبدية استعدادها للتعاون، دون التفريط في المبادئ السياسية التي تناضل من أجلها، ولا القيم التنظيمية التي تصر على التمسك بها، آملة أن تتلقى القوى الأخرى ذات العلاقة بالحوار الوطني المرتقب هذا الموقف المبادر بشكل إيجابي، كي تشكل جميعاً الرافعة الوطنية المؤهلة لممارسة دور ريادي على طاولة الحوارات، فيتسنى لها وضع صمامات الأمان المطلوب توافره في محرك ذلك الحوار، فتحول دون انحرافه، وتحرص على تقدمه على الطريق الصحيحة، ونحو الأهداف المرجوة.
بالتالي، فمن الطبيعي أن تتوقع «وعد» مواقف إيجابية من القوى السياسية العاملة حالياً في الساحة، دون استثناء لأيٍّ من تلك التي تملك «وعد» تحالفات تاريخية قديمة معها. فموقف هذه القوى الإيجابي، هو الذي سيساعد «وعد» على حث خطاها للتشافي، وسيمكنها من أخذ موقعها الطبيعي في صفوف قوى المعارضة البحرينية، دون تردد أو وجل
إقرأ أيضا لـ "عبيدلي العبيدلي"العدد 3209 - الإثنين 20 يونيو 2011م الموافق 18 رجب 1432هـ
من فضلك
انا من الحريصين على متابعة مقالاتك وسبق واكدت اعجابي بمواقفك العاقلة وعدم ردك على من يرميك بالحجارة بيد انني اختلف معاك في وضع وعد وكانها قضية استراتيجية فوق كل القضايا مع التاكيد على احترامي العالي للاخوة في وعد.
اخي الكريم لك رصيد وطني معروف بيد ان تركيزك على وعد دون غيرها من القضايا يضعك في خانة العصبوية الايديولوجية التي لا نرضى ان تكون صنفا منها.
اتمنى ان لا تدع مستوى شوقنا لمقالاتك يهبط وعليك ان تعرف الانسان يصيبه الغثيان اذا تكررت وجبة الغذاء فلا تد عنا ان نكون كذلك-مع صادق تقديري لشخصك
مفصول
كل يوم تكتب عن وعد , من فضلك تركز على المفصولين شوي , ارجوك انشر