من لعب الدور الحقيقي في الإفراج عن ثلاثة من معتقلي البحرين في غوانتنامو؟ لا أحد! الحكومة عجزت والنواب عجزوا ومحامو المعتقلين لم يصدقوا الإفراج. من أفرج عن المعتقلين هو الضغط الدولي الذي تتعرض له الولايات المتحدة الأميركية، وهذه هي الحقيقة. وربما يكون السؤال الصحيح: من ساهم في الإفراج عن المعتقلين؟ كل الشعب وليس الحكومة أو النواب أو أية لجنة أهلية، وربما لا يمكن أن ننسى فضل مركز البحرين لحقوق الإنسان الذي تبنى القضية وتعاون مع محامين أميركان لتبني القضية بـ "بلاش"، بعد أن أبعدت الحكومة نفسها عن هذا الجانب، ولم تفعل ما فعلته الكويت عندما وضعت مليوني دينار في تصرف اللجنة الأهلية للدفاع عن معتقلي غوانتنامو الكويتيين، بحجة أن لا فائدة من تعيين محامين فإذا أرادت أميركا الإفراج عنهم ستفرج من دون اي محام، وهذه الحجة بها الكثير من الصواب. أما النواب فقد بقوا صامتين مدة طويلة وحتى وقت متأخر عندما تحرك بعضهم وتم تشكيل لجنة نيابية للدفاع عن المعتقلين لتتخاطب مع الحكومة وتحثها على الضغط في اتجاه الإفراج عن البحرينيين في غوانتنامو. جل النواب "بمن فيهم الإسلاميون" رفضوا توقيع عريضة شعبية رفعت إلى الحكومة تطالبها بالتحرك والضغط، فيما عدا النائب محمد خالد... والشعب وقع العريضة التي تبنتها الجمعية البحرينية لحقوق الإنسان وحققت نجاحا كبيرا من خلال المسيرات. أقول إن أميركا أرادت الإفراج عن المعتقلين فأفرجت عنهم، والحكومة وجدت ما تفتخر به على رغم ضعف تحركاتها، وبالتأكيد سنسمع من كثيرين أنهم الأبطال وهم المناضلون والمضحون من أجل الإفراج بينما من تحرك من أجل المعتقلين فئة صغيرة جدا أهمهم نائب رئيس مركز البحرين لحقوق الإنسان نبيل رجب الذي كان حلقة الوصل بين المحامين والأهالي
إقرأ أيضا لـ "هاني الفردان"العدد 1157 - السبت 05 نوفمبر 2005م الموافق 03 شوال 1426هـ