بدأت وفود منتدى المستقبل تتوافد على البحرين منذ الأمس. الطريف في الأمر أن بعض هذه الوفود التي سمعت بجزيرة أم المليون نخلة لا ترى واقعا لذلك بعد خروجها من مطار البحرين الدولي التي تزدحم منافذه بأشجار النخيل "البلاستيكية" الصفراء والبرتقالية والخضراء والحمراء. شيء مؤسف ان تستقبل هذه الوفود بتلك الأشكال البشعة من النخيل المستورد، ولا ندري أية جهة اقترحت ذلك، ففي الأعوام الثلاثة الماضية وجدنا بعضا من هذه النخيل البلاستيكية متناثرة في بعض شوارع العاصمة، ألهذه الدرجة أصبحت النخلة البحرينية لا قيمة لها حتى بدأت مهمومة كالمواطن البحريني الذي أصبح أسيرا لهمومه ومشكلاته اكثر من أي شيء آخر. نبحث عن الرموز التي نستطيع أن نتباهى بها أمام الأجانب الزائرين فإذا بنا نستقبلهم بنخيل بلاستيكية، وحمدا لله اننا لن نستقبلهم عند سواحلنا التي اغلقت بعد ردمها واستملاكها، إن لم يكن في غالبها بأسوار اسمنتية تحجب عن الناظر جمال منظرها. "البوانيش" ترى أيكفي ان نستقبل الوفود ببعض من هذه السفن القديمة التي كانت في يوم من الأيام استخدمت لمناسبة ما ثم انتهت هذه المناسبة لتترك مهملة لفترة زمنية من دون السؤال عنها حتى جاء الوقت الذي وضعت فيه أخيرا في المكان المناسب وقد تكون ضربة حظ في ظل وقت زمني قصير. النخيل البلاستيكية لا تعكس حاضرا جميلا لبلد كان مملوءا بالنخيل الطبيعية. والنخلة البلاستيكية لا تعبر عن طموح للمستقبل في الحفاظ على ما تبقى من نخيلنا ومناطقنا الخضراء فهي ليست من أرض البحرين وإنما هي مستوردة وغالية الثمن وفي الوقت ذاته بشعة تعطي رمزية للجمود بدلا من حيوية النخلة الطبيعية التي تحرك سعفها الخضراء نسمات الهواء التي للأسف لا نراها اليوم بكثرة بسبب ما دمرته واقترفته بعض الأيدي "البحرينية" من جرائم لا تغتفر بحق بيئتنا التي مازالت تصارع من أجل البقاء. رجاؤنا إلى من يهمه الأمر أن يزيل هذا النخل البلاستيكي الشاذ من مداخل ومخارج المطار وان ينقلوها بسرعة إلى مكان النفايات وردمها بحيث يتم التخلص منها كليا وذلك حفاظا على سمعة النخلة البحرينية ومدى أثر ذلك على نفوس أهل البحرين.
إقرأ أيضا لـ "ريم خليفة"العدد 1157 - السبت 05 نوفمبر 2005م الموافق 03 شوال 1426هـ