على رغم أن ضحكات المواطنين والمقيمين تعلو الوجوه حينما تمر "الفرقة الشعبية الصغيرة" وهي تصدح بأغنية شهيرة وبأسلوب فكاهي، فإن الأمر لا يخلو من الكر والفر بين بعض السكان وأولئك الشباب. .. وخصوصا بالنسبة إلى العائدين من نوبة ليلية ويرغبون في نوم هادئ. ويبدو أن الكثير من الصبيان والأطفال وجدوا في الطبول و"الطيران الشعبية" أداة جيدة لكسر جمود أيام العيد، فابتكروا فكرة المرور في الطرقات والشوارع والأزقة في الأحياء السكنية للتهنئة بالعيد أو لطلب العيدية من خلال بعض الأغاني التي يقدمونها للناس، وليست المسألة مرتبطة برغبة الجمهور بقدر ما هي اتفاق بين المجموعة لتقديم ما يحفظونه على الأقل. ولم تعد الأهازيج الشعبية التراثية المعتادة هي التي تسيطر على الوضع مثل "سلم ولدهم" أو"عطونا الله يعطيكم بيت مكة يوديكم"، بل اختلطت بالحداثة والأغاني الشبابية تلك التي صارت تبث على القنوات الفضائية ليل نهار، ففرق العيد الشعبية الصغيرة، لا تنافس روبي ولا نانسي عجرم ولا راغب علامة بأية حال من الأحوال، لكنها يمكن أن "تقتل" الملل في إجازة العيد التي يجب أن تكون مبهجة للأطفال والكبار على حد قول علي مبارك، وهو طالب بالمرحلة الإعدادية من أهالي الرفاع الشرقي شارك مع مجموعة من أصدقائه في الغناء أيام العيد بالشوارع. أما يوسف سالم يوسف، وهو طالب بالمرحلة الابتدائية، فهو يجيد تقديم أغنية "أخاصمك آه.. أسيبك لا" حتى وإن لم تكن تنضبط مع إيقاع "الطارة" فإنه يلونها بحسب الطلب سواء كان المستخدم طارة أو مرواس "وهما نوعان من الطبول الشعبية في الخليج". ومن أجل إضفاء مزيد من البهجة، حفظت المجموعة بضع أغنيات معروفة أنها أغنيات للفكاهة مثل "أمه نعيمه" وأغنيات شعبان عبدالرحيم. لكن في حال وقوع "هجوم غاضب" من أحد المواطنين أو المقيمين ضدهم حين يقلقون راحته، فإن لديهم ردودا على هذا الموقف مثل ترديد أهزوجة "صاده ما صاده... وشلون صاده" وفي بعض الأحوال يكررون أغنية "صاددووووه جكوووووه"، الا أن الأهم، أن لا أحد من أولئك الشباب تلقى عيدية عبارة عن "طراق راشدي" أو "رفسة محترمة" بسبب بعض الناس ذوي المزاج الصعب... فهم يعرفون جيدا أن هذه الصورة، هي صورة تتكرر في كل عيد... وعيدكم مبارك
العدد 1157 - السبت 05 نوفمبر 2005م الموافق 03 شوال 1426هـ