انقسمت الجمعيات السياسية على نفسها بشأن المؤتمر الموازي لمنتدى المستقبل الذي سيعقد في البحرين غدا ويعنى بإيصال صوت المجتمع المدني إلى منتدى المستقبل الرسمي. ففي حين رفضت جمعية التجمع القومي الديمقراطي على لسان نائب رئيسها حسن العالي فكرة إقامة المؤتمر " لأنه مرتبط بالمنتدى الرسمي"، رحبت جمعية "وعد" على لسان رئيس الجمعية إبراهيم شريف بمحاور المؤتمر، بينما لم تبد جمعية الميثاق تحفظا على إقامة هذا المؤتمر. "التجمع القومي": ضد الموازي قال نائب رئيس جمعية التجمع القومي الديمقراطي حسن العالي "إن الجمعية ضد إقامة المؤتمر الموازي لمنتدى المستقبل، لأنه مدعوم من منتدى المستقبل، لأن مشروع الشرق الأوسط الكبير طرح عدة مبادرات لدمج الدول العربية في مشروعات العولمة"، منوها إلى " أن هذه المشروعات ليست بالضرورة لمصلحة القضايا العربية والإسلامية"..." لأن الكيان المطروح المراد منه إنهاء الكيانين العربي والإسلامي و استبدالهما بكيان تكون فيه "إسرائيل" ودول أخرى بمسمى الشرق الأوسط الكبير". وأوضح العالي "أن مؤسسات المجتمع المدني التي تم توجيه الدعوة لها هي مؤسسات حكومية وليست أهلية، كما أن انعقاد المؤتمر الموازي جاء تلبية لطلب من الدول الثماني الكبرى وتم تمويله من قبل منتدى المستقبل بأكثر من 30 ألف دينار". وقال العالي "إن الجمعية تعتبر هذا المؤتمر وغيره من الأنشطة المماثلة ما هي إلا محاولات لدمج مؤسسات المجتمع المدني في أنشطة ترعاها الدول الكبرى التي تريد تحقيق مصالحها غير المنسجمة مع مصالح العالمين الإسلامي والعربي". وذكر العالي "أن الجمعية تحترم وطنية القوى المشاركة في المؤتمر الموازي ولكن ذلك لا يعني التشجيع لمشروع يخدم مصالح الدول الكبرى على حساب مصالح العالمين العربي والإسلامي".
"وعد": المشكلة ليست المحاور
من جانب آخر قال رئيس جمعية وعد إبراهيم شريف "إن المشكلة ليست في محاور المؤتمر الموازي ولكن في من سيطرح هذه المحاور". وأضاف: "من سيطرح المحاور يجب أن يراعي أن تكون ورقته ذات علاقة بالتجربة العملية ومدعمة بالأرقام، أما إذا كانت الأوراق المطروحة أكاديمية بحتة فلن تكون ذات فائدة، وإلا ما الفرق بين طرح المؤتمر في العام 1960 أو في العام 2005 إذا لم يتعرض إلى واقع الدول".
"المنبر التقدمي": المحاور مهمة
إلى ذلك قال رئيس جمعية المنبر الديمقراطي التقدمي حسن مدن "إن المحاور المطروحة على جدول أعمال المؤتمر الموازي لمنتدى المستقبل مهمة لأنها تناقش قضايا مفصلية بالنسبة إلى مؤسسات المجتمع المدني" موضحا "أن العبرة في طبيعة الأوراق التي ستقدم في المؤتمر وليست في المحاور". وذكر مدن "لا يمكن تقييم المحاور إلا بعد الإطلاع على أوراق المتداخلين التي نأمل أن ترتقي إلى مستوى الأسئلة الكبرى التي تطرحها محاور المؤتمر". وفي رده على سؤال عن دعوة مؤسسات المجتمع المدني الحكومية قال مدن "إن المهم هو تأثير وحجم تلك المؤسسات داخل بلدانها، وكان من الأنسب الاتصال المباشر بمؤسسات المجمتع المدني بغض النظر عن علاقتها بحكومة بلادها".
"التجمع الوطني": أهداف المؤتمر ضيقة
وعلى صعيد متصل رأى رئيس جمعية التجمع الوطني الديمقراطي عبدالله هاشم "أن أهداف المؤتمر لا تتماشى مع أهداف جمعية التجمع الوطني"، موضحا هاشم "أن أهداف المؤتمر ضيقة وأنه تابع لجهة معينة"، وذكر هاشم " أن المؤتمر لن يؤسس إلى رأي موحد بين قوى المجتمع البحريني المتعددة"، منوها "أن ما أسس عليه المؤتمر يمكن أن يولد فرقة في قوى المجتمع، لأن تلك القوى لا تمتلك موقفا موحدا تجاه الإستراتيجية الأميركية، فقد تقبل بعض قسمات هذه الإستراتيجية في منطقة وترفض في منطقة أخرى هذه القسمات".
"الميثاق": لا تحفظ على المؤتمر الموازي
في حين أكد رئيس جمعية ميثاق العمل الوطني أحمد جمعة "أن الجمعية لا تتحفظ على المؤتمر الموازي لمنتدى المستقبل أو منتدى المستقبل نفسه.والجمعية تدرك أن هذه الفعاليات جزء من العملية الديمقراطية التي قبلت بها". وأوضح جمعة "أن الجمعية تنطلق في رؤيتها إلى جميع الفعاليات بغض النظر عن الجهة المنظمة من منطلق مصلحة المشروع الإصلاحي، خصوصا وأن محاور المؤتمر الموازي تحمل أفكارا جيدة ولكن المشكلة في أن الواقع يخالف ما يطرح نظريا". وأشاد جمعة بمحور التنمية المستدامة "ولكن في الوقت نفسه تنظم فعاليات تتعارض مع هذا المحور، وهذا يعود إلى الخلل بين التنظير والواقع فالعناوين تعطي التفاؤل ولكن الواقع قد لا يعكس ذلك".
"الوفاق": الموازي يجب أن يقارع المنتدى
وبدوره رأى رئيس الدائرة السياسية في جمعية الوفاق الوطني الإسلامية جلال فيروز "أن المؤتمر الموازي لمنتدى المستقبل يعد فرصة لإيصال صوت مؤسسات المجتمع الأهلية إلى منتدى المستقبل"، ووصف فيروز المؤتمر "أنه مجال لالتقاء الناشطين في مؤسسات المجتمع مع نظرائهم في الدول الأخرى"، منوها فيروز إلى "أن انعقاد المؤتمر في البحرين يأتي استكمالا للمؤتمر السابق الذي عقد في المغرب". وذكر فيروز "أن هناك أراء يجب التباحث بشأنها"، موضحا أن من هذه الآراء ما يقول "إن العلاقات الفئوية تدخلت في عملية الفرز، وأنه تم استبعاد بعض الناشطين وفق هذا الفرز وهذا بحاجة إلى استدراك من قبل الجهات المعنية". وأكد فيروز "أن المؤتمر الموازي لا بد أن يكون قرينا لمنتدى المستقبل، وكان الأجدر به أن يكون أقوى ليقارع المنتدى، كما أن أجندة الموازي لا بد أن تستهدف ما يطرحه منتدى المستقبل من قبيل تطبيع العلاقات السياسية و الاقتصادية مع إسرائيل، و إعادة تشكيل المنطقة العربية والإسلامية على أساس مشروع الشرق الأوسط الكبير مشيرا إلى أن غالبية الدول المشاركة في منتدى المستقبل والتي ينتمي إليها المشاركون هي من الدول المتخلفة اقتصاديا وسياسيا، وأن بعض هذه الدول تكتفي بالفساد والظلم و قمع الحريات".
قال بيان صادر عن جمعية المحامين أن الجمعية ستعرض خلال مشاركتها في منتدى المستقبل الرسمي توصياتها بشأن سيادة القانون والأبعاد الديمقراطية والتنموية للقوانين المنظمة لمنظمات المجتمع المدني في ما يتعلق بطريقة إشهارها وستطالب الجمعية في هذا الإطار بالاكتفاء بعملية الإيداع، ومراقبة القضاء بدلا من تسلط القرار الإداري، كما ستستعرض الجمعية في توصياتها الإصلاح السياسي والدستوري والحريات العامة و الإصلاح الاقتصادي وجميع مجالات التنمية وفي مقدمتها المشاركة الشعبية. وسيشارك رئيس الجمعية عباس هلال في منتدى المستقبل الرسمي، كما سيشارك في المؤتمر الموازي للمنتدى، وسيكون عباس هلال الأمين العام المساعد لاتحاد المحامين العرب وعضو مجلس اتحاد المحامين الدولي IBMممثلا للاتحادين في المؤتمر الموازي، وفي هذا الجانب قال هلال "إنه سيركز على حق التحول النقابي للنقابات المهنية بجميع صلاحياتها النقابية والمهنية وفي مقدمتها حق الترخيص ولكي تكون لنقابة المحامين الحق الكامل في القرار المهني".
العدد 1157 - السبت 05 نوفمبر 2005م الموافق 03 شوال 1426هـ