العدد 3207 - السبت 18 يونيو 2011م الموافق 16 رجب 1432هـ

المرأة السعودية بدأت وإلى أين المطاف؟

مريم الشروقي maryam.alsherooqi [at] alwasatnews.com

كاتبة بحرينية

نضال المرأة السعودية بدأ على يد العديد من النساء منذ التسعينيات، في محاولات منهن للحصول على حرّيتهن في السياقة، وهي حرّية في كومة قش من الحرّيات التي تنشدها في الحصول على حقوقها.

ومع وجود «الفيسبوك» و «التويتر» استطاعت المرأة السعودية التواصل، وبالتالي إنشاء لوبي خاص بها، حتى تكسر القيود المحاطة بها، وناضلت هذه الأيام للحصول على حرّيتها في قيادة السيارة، وهي أبسط الحقوق.

قبل أسبوعين تمّ القبض على منال الشريف، التي قادت سيّارتها في محاولة منها لتجاوز هذا الحاجز، وخرجت من السجن بتعهّد عدم السياقة مرّة أخرى، ومن بعدها تبعتها 5 نساء قِدنَ السيارات في وسط السعودية، وما كان تعامل المجتمع السعودي إلاّ كما كان متوقّع من أي خوف لانفلات زمام الأمور، والضغط على المرأة حتى لا تخرج من بيتها بدون سائق، آسفة بدون محرم!

ومن ثمّ أطلقت عدّة دعوات على الشبكة الاجتماعية، وعلى التوتر بالخروج في يوم الجمعة بتاريخ 17-06-2011، لقيادة السيارة، بشرط أن تكون للمرأة حاجة في الخروج، وفضّلت من دعت إلى هذه الحملة، أن تحمل المرأة رخصة قيادة دولية، وأن تكون محتشمة، وألاّ تحاول إغضاب أحد.

وبالفعل خرجت عدّة نساء، وقدن سيارتهن، ووثّقن الخروج بصور وفيديو عُرِضَت على الشبكة الاجتماعية، وإن دلّ هذا فإنما يدل على إصرار المرأة في الحصول على هذا الحق، وانتهى المطاف بهن بمخالفة مرورية لإحداهن، وتعهّد لأخريات.

بتنا على يقين بأنّ التغيير سيحدث لا محالة في أرض المملكة العربية السعودية، وإن كان هناك من لا يرضى، فالتغيير سمة من سمات التاريخ، وليس غريباً على من قرأ التاريخ أن يتنبّأ بالتغيير.

الباقي اليوم هو مسايرة التغيير من قبل الحكومة السعودية، فليس هناك ضرر من سياقة المرأة، والذهاب والإياب لقضاء حاجاتها، بدون مواجهة المرأة السعودية بمشكلات أكبر حتى لا تخلق أزمة لها، أو العمل على قمع من تحاول معارضة العادات والتقاليد الجاهلية في خطوة جريئة لتصحيح مفاهيم المجتمع المتخلّفة!

مسألة القيادة ليست على درجة من الأهمّية، ولكن للمرأة السعودية بالذات، تُعد من الأولويات، فوجودها خلف المقود، وكسر هذا الحاجز التافه الذي ظلّ حتى الألفية الثانية، هو لحظة تاريخية في المملكة العربية السعودية، ولجميع نساء الوطن العربي، لأنّ السعودية خرجت من مخدعها ومن بركانها النائم، للحصول على ما تطمح إليه.

يبقى الآن السؤال المهم: إلى أين المطاف يا السعودية؟ هل ستتنازلين عن حق قيادة السيّارة أم ستناضلين من أجل الحصول على الحق؟ ولتعلمي بأنّ خطوة التغيير تبدأ بواحدة، وتستمر بالآلاف! كما نتمنى من الحكومة السعودية أن تتعامل مع وضع المرأة بطريقة صحيحة، فهذا الحق لا يضر أحداً، ولا يصم المملكة وصمة عار، بل سيجعل من الحكومة معلماً للتغيير، وسيشهد العالم أجمع هذا التغيير الخلاّق فيها

إقرأ أيضا لـ "مريم الشروقي"

العدد 3207 - السبت 18 يونيو 2011م الموافق 16 رجب 1432هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 6 | 11:48 ص

      أمرأة تحب الخير

      نشكرك على مقالاتك باأختنا العزيزة وفي هذا المقال اقول لك ان المرأة السعودية تستطيع السياقة اذا تغيرت نظرة الرجل السعودي الى المرأة ... وإلا سوف تتعرض المرأة للخطر وخصوصا وجود الأماكن البعيدة والصحاري الذي لا يعلم سكانها الا الله

اقرأ ايضاً