عرض جيران اليمن الخليجيون يوم الثلاثاء بذل مساع جديدة للوساطة لايجاد حل في الأزمة السياسية الدامية في اليمن لكنهم لم يقدموا أي خطة لاجتياز المأزق بشأن النزاع على مصير الرئيس الجريح على عبد الله صالح الذي يتشبث بالسلطة بعد أشهر من الاحتجاجات المناهضة لحكمه. وحاول جيران اليمن مرارا ولكن دون طائل التوسط لخروج صالح من السلطة بعد شهور من الاحتجاجات المناوئة له.
ويعالج صالح في السعودية بعدما اصيب في هجوم على قصره في وقت سابق هذا الشهر. وعقب فشل أحدث محاولة خليجية في مايو ايار نشبت معارك على مدى أسبوعين دمرت أجزاء بالعاصمة واثارت مخاوف غربية واقليمية من انزلاق اليمن إلى الفوضى ومنح القاعدة معقلا قرب ممرات شحن النفط. وتراجع صالح ثلاث مرات عن اتفاق جرى التوصل إليه بوساطة من مجلس التعاون الخليجي يتيح خروجه من السلطة.
وكان احد أعضاء مجلس التعاون وهو قطر انسحب من المفاوضات الشهر الماضي بعد انهيار تام لعلاقاته مع صالح. وقال عبد اللطيف الزياني الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي للصحفيين في جدة بعد اجتماع قمة للمجلس "فيما يتعلق باليمن من الواضح ان مبادرة البلدان الخمسة في مجلس التعاون ... فإن القرار الأخير بتعليق المبادرة ما زال قائما والرئيس اليمني مدعو الى التوقيع." واضاف قوله "البلدان الخمسة مستعدة للاستمرار (في مساعي الوساطة) إذا طلبت منها ذلك كل الفئات اليمنية." وفي وقت سابق قال الشيخ صادق الأحمر أحد زعيم قبائل حاشد القوية في اليمن انه يجب على نائب الرئيس عبد ربه منصور هادي أن يسمح بتشكيل حكومة انتقالية. وقال لشبكة التلفزيون الفضائية الجزيرة انه من الناحية الدستورية يجب عليه ان يتحمل مسؤولياته خلال الفترة الانتقالية.
وقالت وكالة الانباء اليمنية سبأ ان صالح الذي لم ير في مناسبة عامة منذ الهجوم على قصره تحدث هاتفيا مع العاهل السعودي الملك عبد الله يوم الثلاثاء. وقالت وكالة الانباء السعودية ان الملك عبد الله كرر مساندة المملكة "ليمن موحد آمن ومستقر." ولم يظهر صالح علنا منذ الهجوم على قصره الذي اصابه بحروق وشظايا. وقال سفير اليمن في لندن يوم السبت ان صالح يتعافى وان حالته مستقرة. وقالت مصادر صحية سعودية ومسئولون يمنيون ان علي محمد مجور رئيس الوزراء اليمني ووزير آخر اصيبا في الهجوم على القصر قد اجريت لهما جراحات جديدة وان حالتهما "خطيرة". وقال مسئول يوم الثلاثاء إن قنبلة انفجرت فقتلت ضابطا بالجيش مواليا للرئيس اليمني في البريقة القريبة من مدينة عدن الساحلية الجنوبية. وانفجرت القنبلة في سيارة العقيد مطيع السياني وهو قريب لحاكم إحدى المحافظات من بين مؤيدي صالح فقتلته.