وطني حبيبي، وطني الجريح الحزين هذه الأيّام، يحتاج من الجميع الوقوف من أجله، والتعامل مع المشكلات القائمة برقي وتعفّف عن بعض الشعارات التي تفصل الوطن إلى نصفين.

الوطن لجميع المواطنين، وهم أساس هذا الوطن وركائزه، ولا تستطيع طائفة العيش من دون الطائفة الأخرى، وعليه لابد لنا في هذا الوقت بالذات وقبل بدء الحوار الوطني، من أن نضع النقاط على الحروف، وأن نحاول بنيان ما تمّ هدمه في الفترة الماضية.

سواء جمعت جمعية الوفاق الآلاف، أو جمع تجمّع الوحدة الوطنية الآلاف أيضاً، تبقى الوحدة هي الشعار الأساسي، ويبقى الحوار الراقي هو الحل للتخلّص من الأزمة التي نمر بها، وعصرت قلوب الجميع بسببها.

وطني الحبيب البحرين، لم يكن يوماً منقسماً بهذا الشكل الدنيء، ولم نجد شعور البغض والكراهية والعداء فيه، ونستغرب من بعض المقرضين ممّن يحرّكون الشر، ويعثون في الأرض فساداً من خلال توجهاتهم اللاأخلاقية نحو المطالبة بالثأر، والضغط على القيادة.

أيّاً كان الضغط على القيادة سواء من تلك الطائفة أو هذه الطائفة، أو من جمعيات سياسية معيّنة، أو من شارع سني أو شيعي، فانّ القيادة تُؤثر جانب الحكمة والمصلحة العامة، مهما قال من قال وافترى من افترى وتقوّل من تقوّل.

نبقى نحن أبناء البحرين، يلمّنا شمل واحد وهويّة واحدة ونشيد وطني واحد وعلم واحد، مهما حاول البعض تقسيمنا فنحن «واحد»، وهذا ما يبني ويصلح ويجعل البحرين أفضل مما كانت عليه قبل 14 فبراير/ شباط 2011!

يبقى اليوم تحدّياً قوياً في سد الثغرات، وإسكات بعض الأصوات من تطالب بسحق بعض الفئات، فالتنوّع هو سمة من سمات البحرين، ولا يستطيع كائنٌ من كان تغيير الخريطة البشرية الموجودة على أرضنا.

نعم للحوار غير المشروط، ونعم لإرجاع من تمّ فصلهم، ونعم لمعاقبة من سوّلت له نفسه خيانة الوطن، ونعم للإصلاح، ونعم للديمقراطية، ونعم لحرّية الصحافة، ونعم لبحرين الخير والعطاء.

وألف ألف لا للشعارات الطائفية، وألف لا لتقسيم البحرين إلى طوائف وعدّة هويّات، وألف لا لمن يريد إيقاف الإصلاح، وألف ألف ألف «لا» لمن يريد أن يعيث في البحرين فساداً، فالبحرين أرض الأجداد وأرض الآباء وأرضنا نحن، ونحن من سيبنيها.

مشكلات وأزمات ومآسٍ مازالت في جوف البحرين، ولكن ما صرّح به جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة للصحافيين، كان شرفاً نحمله على صدورنا، وجرأة ورحمة منه بشعب البحرين، فالمشروع الإصلاحي مستمر، والحوار سيبدأ في مطلع يوليو/ تموز 2011، والاهتمام بقانون الصحافة ومحاولة تعديله سيعرض على النوّاب، وهذه كلّها أمور تُثلِج الصدر، وتجعل الجميع متفائلاً بما يخفيه المستقبل.

اللهم اجعل وطني آمناً، اللهم أبعد من يريد خيانة وطني وتقسيمه، اللهم لا تفرّقنا ولمّ شملنا، اللهم إننا ضعفاء وأنت القادر، وثبت بجلالك وعظيم شأنك أهل البحرين في هذه المصائب، ووحّدهم ولا تفرّقهم، إنّك على كل شيء قدير. اللهم آمين