يستحق المسلمون الأميركيون فرصة. هناك ما يبلغ ما بين ستة وثمانية ملايين مسلم يعيشون في الولايات المتحدة ويساهمون في الدولة كأطباء ومهندسين وفنانين وممثلين ومهنيين. لكن منذ عقد من الزمان وجد الكثيرون منهم أنفسهم ودينهم وقد تساوت مع إرهابيين مثل أسامة بن لادن. وقع الكثيرون منهم ضحية الخوف والشك والإجحاف وإهانة المسلمين والرقابة غير القانونيَّة والبحث غير الشرعي والاعتقال والسجن.
كما اعتبرت الجهود المبذولة لبناء المراكز الإسلامية والمساجد في نيويورك وويسكونسن وكنتاكي وتينيسي مساوية لبناء نُصُب للإرهاب.
وتتحدث شخصيات عامة أميركية بارزة وسياسيون، مثل بيل أورايلي وسارة بيلين وعضو الكونغرس بيتر كنغ ونيوت غينغريتش، بشكل مفتوح ضد المسلمين ويشجعون شكوكاً لا أساس لها حولهم. وتكون المحصِّلة النهائية زيادةً في معاداة الإسلام وهجوماً ضد المسلمين، كما شهدنا في الهستيريا التي أدت إلى حركة عبر حوالي 20 ولاية في أميركا لمنع الشريعة.
إن توافر التغيرات التاريخية اليوم ومقتل أسامة بن لادن والربيع العربي فرصة لإصلاح معاداة الإسلام والتحيز ضد المسلمين (الرهاب الإسلامي) ولإعادة تأكيد أن الأميركيين المسلمين، مثلهم مثل غيرهم من الأميركيين من التيار الرئيس، يرغبون برؤية أميركا آمنة وديمقراطية، وعلى رغم حقيقة أن الأميركيين المسلمين ولسنوات طويلة اضطروا إلى أن يشرحوا أنهم لا هم ولا دينهم يشجع على الإرهاب.
أظهرت استطلاعات رئيسية وبشكل ثابت أن الرأي العام الأميركي بالإسلام يتداعى. وأعاد الغضب حول المركز الإسلامي المقترح (بارك 51) في مدينة نيويورك، أعاد إلى الواجهة العداء تجاه الإسلام والمسلمين. وبحسب منتدى بيو عن الدين والحياة العامة، تقول أقليات كبيرة العدد إنهم لا يستطيعون التفكير بأي شيء إيجابي يقولونه عن الإسلام. وتُظهِر إحدى الدراسات أن 38 في المئة من الأميركيين لديهم وجهة نظر غير إيجابية عن الإسلام، مقارنة بـِ 30 في المئة أظهروا وجهة نظر إيجابية. ووجدت دراسة أخرى أجرتها «الواشنطن بوست» أن صورة الإسلام غير الإيجابية تتجه نحو 49 في المئة بين الأميركيين.
جرى تعزيز هذا الخوف والعداء نتيجة جهل أساسي من جانب الجمهور الأميركي وسوء فهم للإسلام، فقد وجد استطلاع منتدى بيو 2010 عن المعرفة بالدين أن نصف الأميركيين فقط يعرفون أن القرآن هو كتاب الإسلام المقدس. وقد وجد كذلك أن أقل من ثلث الأميركيين يعرفون أن معظم الناس في إندونيسيا، أكثر الدول الإسلامية سكاناً في العالم، هم في الواقع مسلمين. ما يعلمه الكثيرون ويخافونه هو الصور النمطية التي ترتكز على المعلومات الخاطئة.
في أحيان كثيرة، جرت المساواة بين الأميركيين المسلمين من التيار الرئيس، بشكل غير دقيق مع الإرهابيين الذين يرفضون الديمقراطية. يقدّس المسلمون الأميركيون الحرِّيات التي يضمنها دستور الولايات المتحدة تماماً مثل غيرهم، وكما أشار استطلاع غالوب العالمي لخمسة وثلاثين دولة إسلامية يرغب غالبية المسلمين عالميّاً، مثلهم مثل جميع الأميركيين، في الديمقراطية والحرية ويخافون ويرفضون التطرّف الديني والإرهاب.
ويستمر الفشل في إدراك وتقدير هذه الحقائق في تغذية الرهاب الإسلامي المتنامي في أميركا الذي يهدد أمن وسلامة العديد من المسلمين الأميركيين وحرياتهم المدنية، على رغم أنهم، وكما أظهر استطلاع غالوب واستطلاع بيو، متكاملون تعليميّاً واقتصاديّاً وسياسيّاً مثلهم مثل باقي الأميركيين.
لقد حان الوقت لتذكّر كلمات الرئيس الأميركي جورج دبليو بوش مناشدة جميع الأميركيين التمييز بين المنطقة الجغرافية لدين الإسلام والأعمال التي يرتكبها جزء صغير من المسلمين الذين يرتكبون أعمال الإرهاب، وكلمات الرئيس الأميركي باراك أوباما مذكّراً الأميركيين أن «الولايات المتحدة ليست ولن تكون في يوم من الأيام في حالة حرب مع الإسلام ... لم يكن بن لادن زعيماً إسلاميّاً، بل قاتلاً جماعيّاً للمسلمين. بالطبع، قتلت القاعدة عشرات المسلمين في العديد من الدول، بما فيها بلدنا».
لقد حان وقت إعطاء وعاظ الحقد وسياسييه أُذناً صماء وإعادة الأمور إلى مجاريها مع مواطنينا الأميركيين المسلمين
العدد 3198 - الخميس 09 يونيو 2011م الموافق 08 رجب 1432هـ