العدد 3196 - الثلثاء 07 يونيو 2011م الموافق 06 رجب 1432هـ

يا حافي القدمين!

قاسم حسين Kassim.Hussain [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

من فعلها بالرئيس اليمني علي عبدالله صالح؟ هل يمكن معرفة «الجاني»؟ هل يبحث أحدٌ عنه، أم ان محاولة اغتياله ستدخل ضمن ألغاز التاريخ؟

المستفيدون من رحيل صالح أكثر من أن يُحصَوا، دولاً وأفراداً، فضلاً عن 30 مليون يمني إلا نصف مليون، فقد أصبح الرجل وحيداً يتخبط في عزلته، بعد أن تبرأ منه الأقرب، ولفظه الأبعد.

عندما استفاق لأول مرةٍ بعد تلقيه الضربة، وجَّه التهمة لبيت غريمه الجديد (الأحمر)، فقد كان يتوقع بحسِّه القبَلي أن يعاجلوه بالثأر، بعد أن أعلن الحرب عليهم وقصف بيوتهم. ولكن ربما يكونون آخر المتهمين، فقد أظهروا ميلاً للتهدئة وإيثار الهدنة.

بعد يومين من الواقعة وجه النظام أصابع الاتهام إلى «القاعدة»، وهي فرضية مستبعدة، فما وقع في اليمن أثبت أن التنظيم لا يملك تلك القوة التي كان يهوِّل بها الرئيس من أجل استمالة الغرب إليه في حربه من أجل البقاء في الحكم.

شباب الثورة الذين أبدوا تمسُّكهم الشديد بالسلمية، رغم ما نالهم من عسف النظام وعنف بلاطجته، كانوا خارج دائرة التهمة، فلم يُثِر أحدٌ حولهم أية شبهة.

ما نـُشر حتى الآن عن تفاصيل الحادثة لايزال قليلاً، وتدور حوله الشكوك، فما أحوجنا في مثل هذه الأيام إلى وثائق «الويكيليكس»! وربما يكون أصحه ما صدر عن مصادر غربية، من إشاراتٍ بشأن خطورة إصابة الرئيس في الصدر والرقبة، وتعرض 40 في المئة من جسمه للحرق. وطريقة الهجوم مازال يلفها الغموض «البنـَّاء»، الذي يخدم مصلحة الجهة المنفـِّذة، إذ تتضارب التسريبات ما بين عبوةٍ ناسفةٍ من الداخل، وهجومٍ صاروخي من الخارج... مع التجنب التام لأية إشارةٍ باحتمال أن يكون الهجوم بطائرةٍ من دون طيار، مجهولة الهوية، كالتي تستخدم كثيراً في أفغانستان وباكستان، واستخدمت أيضاً في اليمن والصومال.

مثل هذا الهجوم الذي أوقع بالرئيس وأغلب أركان حكمه (نائبه ورئيس وزرائه وإمام مسجده ورئيسي مجلسي الشورى والنواب، ضمن 35 شخصية أخرى)، من الصعب أن تنفذه مجموعة صغيرة، أو يكون نتيجة انشقاق في الجيش، إنما الأرجح أن يكون مدبَّراً على أيدي أجهزة استخباراتية كبرى، ضمن لعبة أمم جديدة، تريد أن يكون لها اليد الطولى في رسم مسار منطقة الشرق الأوسط، بعد تفجُّر ثورات الغضب العربي في عدد من البلدان.

يقولون ابحث في الاغتيالات عن المستفيد، وفي الحالة اليمنية: ابحث عن أسرع المبادرين لتلقف خيوط اللعبة. طبعاً لم تكن الجامعة العربية، ولا المؤتمر الإسلامي، ولا حتى الأمم المتحدة.

لم يكن صدفة أن يكون أول عمل يقوم به الرئيس المؤقت هو اللقاء مع السفير الأميركي جيرالد فايرستاين، الذي اجتمع أيضاً مع بقايا النظام والعسكريين المنشقين عنه، ومع زعماء القبائل وقيادات المعارضة، وتناقش معهم في حل مشاكل السياسة وشحِّ الوقود وانقطاع الكهرباء والماء وارتفاع أسعار السلع الغذائية. وسيجتمع قريباً مع قيادات شباب الثورة، لإعادة الفرقاء إلى طاولة الحوار وإيجاد مخرج للأزمة اليمنية. ولم يكن غريباً أن تضع هيلاري كلينتون «خطة طريق» لتصحيح مسار الأوضاع في اليمن. هي تأمر وتعلن عن رغباتها، وعلى بقايا النظام السمع والطاعة.

قبل عشرة أيام أمر صالح بقصف بيوت الأحمر، فهدده الزعيم القبلي بإخراجه من اليمن حافي القدمين. ولم يمض أسبوع حتى خرج الرئيس محمولاً على آلةٍ حدباء، ويده اليمنى عاجزة عن الحركة، رئته معطلة، وقد اخترقت شظية صدره بعمق 7 سنتيمترات، وطبعاً... كان حافي القدمين

إقرأ أيضا لـ "قاسم حسين"

العدد 3196 - الثلثاء 07 يونيو 2011م الموافق 06 رجب 1432هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً