تهدف قطر من وراء الاستحواذ على نادي باريس سان جيرمان الفرنسي الى تدعيم صلتها بعالم كرة القدم والاستعداد لاستضافة نهائيات كأس العالم 2022.
واشترت مؤسسة قطر للاستثمارات الرياضية المملوكة للدولة والتي أقامها عام 2005 الشيخ تميم بن حمد ال ثاني ولي العهد ونجل الأمير - 70 في المئة من أسهم باريس سان جيرمان.
وجاءت تلك الصفقة عقب شراء قطر نادي ملقة الاسباني ، ثم حصلت علي صفقة قياسية لرعاية قميص برشلونة الاسباني بطل دوري ابطال اوروبا. ولم تكلف تلك الصفقات قطر كثيرا بالنظر الى امتلاكها احتياطيات ضخمة من الغاز الطبيعي مما جعلها أغنى دول العالم فيما يتعلق بدخل الفرد.
وقال ديفيد روبرتس نائب مدير معهد رويال يونايتد سيرفسيز ومقره الدوحة "فيما يتعلق بتعزيز صورة البلاد فلا يوجد ما هو أفضل من كرة القدم."
واوضح مصدر قريب من الصفقة تحدث بشرط عدم الافصاح عن هويته أن الاستحواذ على باريس سان جيرمان من ضمن أهدافه نقل المعرفة قبل كأس العالم 2022.
وقال المصدر "انهم يشترون الخبرات مثل أي شيء.. سوف تجد المباني حوله تساوي أكثر من قيمة النادي."
ويقع ملعب باريس سان جيرمان في منطقة تجارية للاثرياء في العاصمة الفرنسية. وقامت فرنسا بتشييد استاد جديد لكأس العالم 1998 التي استضافتها البلاد.
وفازت قطر بحق استضافة كأس العالم 2022 لكن رئيس الاتحاد الالماني لكرة القدم دعا في الاسبوع الماضي الفيفا لاعادة النظر في القرار وسط مزاعم بأن قطر دفعت اموالا مقابل شراء التنظيم. وتنفي قطر ارتكاب أي اخطاء.
ويعد باريس سان جيرمان بمثابة عملاق نائم. وعلى العكس من اندية انجليزية تعتمد على حضور جماهيرها بكثافة عالية في مبارياتها فان الحضور في مباريات باريس سان جيرمان بلغ متوسطه 62 في المئة من سعة الاستاد البالغة 47400 متفرج في الموسم المنصرم.
لكن باريس سان جيرمان هو النادي الوحيد في العاصمة الفرنسية بينما هناك خمسة اندية من لندن في الدوري الانجليزي الممتاز ولذلك هناك امكانية لحضور اعداد كبيرة من الجماهير رغم ان النادي يعاني من الشغب منذ فترة طويلة.
وعرفت جماهير باريس سان جيرمان بسمعة سيئة نتيجة للمشاجرات ليس فقط مع مشجعي اندية منافسة بل ضد بعضها البعض وتم حل رابطة للمشجعين في عام 2010 بعد ان توفي مشجع اثناء اشتباكات.
وقال روبرتس "اذا قدمت قطر التمويل اللازم لاحتفاظ باريس سان جيرمان بلاعبيه وشراء لاعبين جدد خاصة في الدوري الفرنسي الذي يعرف ببيع اللاعبين فان النادي سيكون له مستقبل جيد."
واحتل باريس سان جيرمان المركز الرابع في الموسم المنصرم بدوري الدرجة الاولى وقاد المدرب انطوني كومبوار الفريق لافضل مركز حققه منذ عام 2004 لكنه عجز عن التأهل لدوري أبطال اوروبا أهم بطولات القارة.
وجمعت تشكيلة باريس سان جيرمان في الموسم المنصرم بين عنصري الشباب والخبرة مثل لاعب ريال مدريد وتشيلسي السابق كلود ماكليل ولودوفيك جولي جناح برشلونة الاسباني السابق.
وهذه ليست الخطوة الاولى لقطر في الاستحواذ على اندية رياضية. ففي العام الماضي قام الشيخ عبد الله ال ثاني أحد أفراد العائلة الحاكمة بالاستحواذ على نادي ملقة المنتمي لدوري الدرجة الاولى الاسباني مقابل 36 مليون يورو (51.43 مليون يورو).
لكن رغم شراء قطر حصص مسيطرة في باريس سان جيرمان وملقة الا انها لم تدخل بعد عالم كرة القدم للنخبة إذ لن يعتقد الكثيرون ان ملقة سيصبح قادرا على تهديد عرش برشلونة وريال مدريد في الدوري الاسباني كما ان الدوري الفرنسي ليس بقوة نظيره الانجليزي.
وتستهدف دول خليجية قطاع الرياضة في العالم منذ فترة. ففي عام 2008 اشترت مؤسسة اماراتية نادي مانشستر سيتي الانجليزي.
وقالت ساره بازوباندي المحللة في مركز نومورا انترناشيونال في لندن "من المهم لقطر أن تظهر كفاءة كبرى في استضافة كأس العالم."
واضافت "ومع معاناة المنطقة من البدانة وداء السكري حتى في اوساط الشباب اصبحت سياسة دول الخليج تشجيع الرياضة فيها. وذكرت أبوظبي ذلك ضمن سياستها لتعزيز الاستثمارات عند شراء مانشستر سيتي."
وتابعت قائلة "كان الجميع يتساءلون عما اذا كانت صفقة لا طائل منها لأبوظبي في ذلك الحين. والان وبعد أن فازت بحق تنظيم كأس العالم اصبح لدى قطر الكثير من الحوافز لشراء اندية كرة قدم، لن أشعر بمفاجأة اذا اصبحوا نشطين في مجال كرة القدم حتى اذا قاموا بشراء شركة نايكي أو اديداس (للادوات الرياضية)."