لا أعتقد أن أحداً كان سعيداً بما حصل في البحرين، فالأحداث كانت مؤسفة بكل المقاييس، وأحدثت تأثيرات سلبية على البحرين، اقتصاديّاً، وسياسيّاً، واجتماعيّاً، كما أنها أساءت لسمعة البحرين في المحافل الدولية... لكن هذه الأحداث مضت بكل ما فيها، لكن آثارها بقيت حية في النفوس. وهذه هي المشكلة الحقيقية.
من أجل ذلك دعا ملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة إلى حوار وطني من أجل تصفية الأجواء، وإعادة البحرين إلى ما كانت عليه قبل الأحداث بل وأفضل من ذلك.
ملك البحرين وجه هذه الدعوة أثناء كلمة وجهها إلى كبار الإعلاميين في البحرين، فقال لهم إنه وجه «السلطتين التنفيذية والتشريعية إلى الدعوة إلى حوار للتوافق الوطني بشأن الوضع الأمثل لمملكة البحرين واتخاذ جميع الاجراءات اللازمة للتحضير لهذا الحوار الجاد والشامل من دون شروط مسبقة». وأكد أن الهدف من هذا الحوار «دفع عجلة الإصلاح لمزيد من التطور في كافة المجالات والمساهمة في ترسيخ قواعد المشروع الإصلاحي وتحقيق آمال شعب البحرين الكريم في السلم والعدالة واستمرار عجلة التنمية والتقدم».
أعتقد أن هذه الدعوة تستحق الاهتمام والمبادرة بقبولها والعمل الجاد على إبرازها لتكون واقعاً كريماً يراه كل المواطنين في البحرين ويعيد إليهم جميعاً الأمن والاطمئنان.
وبحسب «الوطن» السعودية في1 صفر 1432هجـ، فإن المتحدث باسم الجمعيات الست المعارضة أكد ترحيب هذه الجمعيات بهذه المبادرة، وقال: «إن موقف الجمعيات الست واضح. وهو الترحيب بالحوار»، لكنه أكد ضرورة توفير الأجواء المناسبة لانعقاد هذا الحوار ليكون جادّاً وصلباً.
الشيء الذي أتمناه ألا تضع أية جمعية عقبات في سبيل انطلاق هذا الحوار وبأسرع وقت ممكن، كما آمل من كل مثقفي البحرين على اختلاف توجهاتهم ومذاهبهم أن يقفوا صفّاً واحداً لإنجاح هذا الحوار والوصول إلى حلول مرضية لكل الأطراف.
الشيء الذي لا يشك فيه أحد هو ان أي تصدع بين المواطنين سيضر بهم جميعاً، وسيترك فرصة للأيدي الخارجية أن تعبث بأمن البحرين، وهذا - إن حدث - سيضر بالجميع على اختلاف مذاهبهم وأفكارهم وتوجهاتهم.
البحرين لكل أبنائها وعلى قدم المساواة، وكلام جلالة الملك وولي عهده كان واضحاً في هذا المجال، ومعروف أن سمو ولي العهد كان أعلن مبادئ سبعة للحوار في شهر مارس/ آذار الماضي، وكم كنت أتمنى لو ان الجميع انخرطوا في هذا الحوار آنذاك، أما وإن ذلك لم يحدث فإن الأمل أن يتفق الجميع الآن على إعادة ذلك اللون من الحوار والابتعاد الكامل عن إثارة الاختلافات والمشاكل التي لا يستفيد منها إلا أعداء البحرين، والتي تضر بالبحرين وأهلها.
كم حزَّ في نفسي وأنا أجري مقارنة بين البحرين قبل الأحداث المؤسفة وبعد هذه الأحداث... وكم حزَّ في نفسي وأنا أسمع من مختلف أصحاب الأطياف في البحرين أن الجميع كانوا خاسرين. إذن لماذا يحدث كل ذلك؟! ولماذا لا يتوقف؟! ولماذا لا يبدأ الجميع في فتح صفحة بيضاء يسعد فيها الجميع؟! آمل أن يستجيب الإخوة كلهم لدعوة ملكهم؟ وليطرح كلٌّ ما عنده من آراء وليتوافق الكل على تحقيق مصالحهم ومصالح بلادهم
إقرأ أيضا لـ "محمد علي الهرفي"العدد 3195 - الإثنين 06 يونيو 2011م الموافق 05 رجب 1432هـ