ينتظر شارع كرة اليد البحرينية في الداخل والخارج نهائي من نوع آخر، نهائي غير معتاد، لسبب بسيط جدا، وهو أن نهائي بطولة دوري الاتحاد البحريني لكرة اليد للموسم الرياضي 2010/2011 سيكون خاليا من دون قطبي كرة اليد البحرينية النادي الأهلي ونادي النجمة (الوحدة، الهلال سابقا)، وبالتالي فإن النهائي المنتظر الذي سيجمع فارس محافظة المحرق نادي الدير بفارس المحافظة الشمالية نادي الاتفاق سيكون استثنائيا بكل ما تحمله الكلمة من معنى.
وبالعودة لذاكرة المنافسات المحلية الرسمية (الدوري والكأس) لبداية التسعينات على الأقل، فإن الدوري كان بالطريقة التقليدية، ولم يتغير إلى أن يكون فيه نهائي على طريقة بطولة الكأس إلا في السنوات القليلة الماضية، بالتحديد الموسم الجاري والماضي، ومع دخول حقبة التسعينات بدأ نهائي الكأس يختلف عن طبيعته في أن يكون ما بين القطبين، ففي موسم 1991/1992 دخل البحرين، وموسم 1995/1996 دخل المحرق، والموسم الذي قبله دخل القادسية، وموسم 2001/2002 دخل باربار، ثم أعاد الأخير الكرة بعد موسمين، قبل أن يدخل الدير في موسم 2007/2008 ومن ثم الشباب في الموسمين الأخريين.
وكانت القاعدة العامة في كل هذه المواجهات الاستثنائية التي تجمع أيا من القطبين مع هذه الأندية التي كسرت القاعدة بوصولها للنهائي، هي أن الأفضلية لهذا القطب المتأهل كونه يمتلك أبرز اللاعبين وأكثرهم خبرة والأكثر قدرة على التعامل مع مثل هذه المباريات الحاسمة كونها معتاد عليها، ولم يكسر القاعدة هذه إلا باربار حين واجه الأهلي في نهائي موسم 2003/2004، وبالتأكيد أن هذه العبارات قيلت قبل المواجهة التي ختمها باربار لأن يكون أول نادي ينقل الكأس خارج العاصمة.
الملفت والمميز للنهائي المرتقب بين الاتفاق والدير يوم الأربعاء المقبل أن كل ما كان يقال قبل النهائي الذي يجمع أحد القطبي وأحد الأندية المتأهلة بخلاف المألوف ليس متاحا أو ممكنا، فالدير وإن كان قد خاض نهائيا قبل نحو 4 مواسم ومنذ أكثر من 12 عاما وهو يخوض مباريات الدور نصف النهائي لبطولة الكأس وبالتالي يمتلك شيئا من الخبرة وتعطيه أفضلية نسبية جدا، إلا أنها ليست تلك الخبرة الفارقة عن الاتفاق الذي يتأهل لأول مرة لمثل هذه المرحلة، وبالتالي فإن الميزان وفيه كفة الفريقين في المقارنة بين عامل الخبرة أقرب لأن يعطي مؤشر التكافؤ.
والآن، بعيدا عن الجوانب النفسية التي ترتكز على عامل الخبرة في مثل هذه المباريات، الأمر الذي له تأثير كبيرا بلا أدنى شك لو كانت الكفة فارقة، ندخل في المقارنة الفنية بين الفريقين، للوقوف على نقاط القوة لديهما في الشقين الدفاعي والهجومي والأمور الأخرى أيضا، فللوهلة الأولى يمكن القول بأن الدير يعتمد على الحراسة القوية ممثلة في الحارس الدولي محمد عبدالحسين والانطلاق السريع في الهجوم الخاطف وبكل دقة في الانطلاق والتخليص وهذا أهم مبادئ كرة اليد الحديثة، وأما الاتفاق فيعتمد على قوته الهجومية في الهجوم المنظم بقيادة أحمد عباس ورائد المرزوق وعلي عيد ويستمد قوته أيضا من الدفاع المتقدم بحركة الرجلين المتناسقة.
«الوسط الرياضي» في الميزان الفني الافتراضي، وضع مساعد مدرب منتخبنا الوطني الأول علي العنزور مدربا افتراضيا لنادي الدير، ووضع مدرب باربار الوطني السيدعباس التوبلاني مدربا افتراضيا لنادي الاتفاق، والسؤال الافتراضي هو (لو كنت مدربا لـ (الدير/الاتفاق) في هذه المواجهة، ما هي طريقة اللعب الأنسب؟ كيف ستفكر حتى تخطف الكأس؟)
العدد 3194 - الأحد 05 يونيو 2011م الموافق 04 رجب 1432هـ