أكد ولي العهد نائب القائد الأعلى سمو الأمير سلمان بن حمد آل خليفة، أن مملكة البحرين ماضية بثبات نحو عهد جديد بفضل الجهود الرَّامية إلى تعزيز المكتسبات الديمقراطية المستمرة من خلال المشروع الإصلاحي لعاهل البلاد جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة.
كما أكد خلال لقائه الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون بنيويورك مساء يوم الجمعة (3 يونيو/ حزيران 2011) التزام مملكة البحرين بالحوار الوطني الشامل الذي دعا إليه جلالة الملك للوصول إلى توافق حوله بين جميع فئات المجتمع عبر المؤسسات الديمقراطية، وصولاً إلى تعزيز الوحدة الوطنية وصون السلم الأهلي.
وشدد على التزام مملكة البحرين الثابت والراسخ بمبادئ حقوق الإنسان، واحترامها للحريات الأساسية بما فيها حرية التجمع والرأي في ظل الشرعية والقانون والدستور.
كما استعرض ولي العهد مع الأمين العام للأمم المتحدة جملة من الأمور ذات الاهتمام المشترك، وقدم له إحاطة بالمستجدات في البحرين، مرحباً بمواقف الأمين العام الداعمة لمملكة البحرين خلال التطورات الأخيرة وحرصه على استقرارها وعلى إنجاح مساعي الحوار الوطني فيها.
من جانبه، رحب بان كي مون بدعوة جلالة الملك للحوار الوطني، ودعا جميع الأطراف إلى المشاركة فيه بغية التوصل إلى توافق عام لما فيه خير وصالح المجتمع البحريني بجميع أطيافه وبما من شأنه كفالة الاستقرار والأمن والتقدم.
وأكد أن جلالة الملك قائد إصلاحي كبير حقق لبلاده الكثير، متطلعاً إلى مواصلة هذا النَّهج الصائب الذي سيعود بالخير على شعب البحرين والمنطقة.
يذكر أن الأمين العام كان أصدر بياناً صحافيّاً في هذا الشأن يوم 1 يونيو/ حزيران الجاري.
أعرب ولي العهد نائب القائد الأعلى سمو الأمير سلمان بن حمد آل خليفة عن إيمانه «بضرورة أن يكون الحوار شاملاً ومفتوحاً للجميع، تماشياً مع رؤية جلالة الملك، حيث يجب أن يضم الحوار جميع الآراء وأن يتم وفق مبدأ الإجماع، لكي تكون نتائجه مستدامة الأثر. ومن هذا المنطلق يتعين على الجميع المشاركة».
ورحب سموه بالتأييد السياسي الواسع النطاق لمبادرة الحوار الوطني التي أعلنها عاهل البلاد جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة يوم الثلثاء الماضي. وأكد سموه، في بيان صدر عنه، التزامه التام بجهود الإصلاح في مملكة البحرين.
وقال: «إن جلالة الملك بين بشكل واضح إن هذا الحوار سيكون جاداً وشاملاً ودون شروط مسبقة، ووجّه جلالته السلطتين التنفيذية والتشريعية في مملكة البحرين إلى التحضير للبدء بالحوار في الأول من شهر يوليو/ تموز المقبل»، معبراً بهذه المناسبة عن ترحيبه بالتأييد السياسي الواسع الذي حظي به هذا الحوار ورغبة الجميع في الانخراط فيه.وقال ولي العهد إنه «على قناعة تامة بأن الاستقرار السياسي طويل المدى يتطلب اقتصاداً يلبي طموحاتنا. ولقد قدنا عملية إصلاح الاقتصاد خلال عشر سنوات لتنويع مصادره بعيداً عن الاعتماد على النفط، في وقتٍ أتحنا فيه لمواطني البحرين فرص الاستثمار في مختلف ميادين المهارات والتعليم». وأشار إلى أن «الدعم السياسي الذي حظي به برنامج التنمية الاقتصادية في التصريحات الصادرة مؤخرا والتأييد الواسع الذي حظي به من قبل المجتمع البحريني شيء ضروري في مرحلة التعافي من الفترة العصيبة التي مررنا بها».وأضاف أن «امتلاكنا إطاراً اقتصادياً قوياً وترافق ذلك مع الإصلاحات السياسية والاجتماعية المرتقبة التي ستضاف إلى مسيرتنا في مملكة البحرين من خلال الحوار، يشجعنا على التطلع إلى المستقبل بكل ثقة».
...و يتبادل الشكر مع القائد العام بانتهاء حالة السلامة الوطنية
بعث ولي العهد نائب القائد الأعلى سمو الأمير سلمان بن حمد آل خليفة، برسالة إلى القائد العام لقوة دفاع البحرين المشير الركن الشيخ خليفة بن أحمد آل خليفة، شاكراً له الدور الوطني الذي أداه، ومثمناَ سموه «دور أبنائنا البواسل الذين شكلوا حماية وضمانة وسيظلون لمملكتنا الحبيبة درعها وسياجها».
وتمنى ولي العهد للقائد العام ولكل ضباط وأفراد قوة الدفاع «النجاح والعزة في ظل جلالة الملك الوالد القائد الأعلى».
وكان سموه تلقى رسالة من المشير الركن، عبر فيها عن شكره وامتنانه وعرفانه لدور سموه في الحفاظ على الاستقرار وأمن البلاد والدعم الذي قدمه لكل منتسبي القوات المسلحة طوال فترة السلامة الوطنية.
وجدد القائد العام عزم وتصميم القوات المسلحة واستعدادها الدائم لتلبية اوامر جلالة الملك في الحفاظ على السلم والتقدم والاستقرار في المملكة.
قال ولي العهد رئيس مجلس التنمية الاقتصادية سمو الأمير سلمان بن حمد آل خليفة، إن «موضوع إعادة إدراج سباق الجائزة الكبرى في مملكة البحرين (الفورمولا 1) كان من الأمور التي توحد عليها أبناء البحرين في هذه الفترة بشكل لافت انطلاقاً من حبهم لوطنهم وحرصهم على كل ما فيه المصلحة والخير للبحرين»، وأضاف «نتمنى أن هذه الروح ستستمر وتتعزز في المرحلة المقبلة على مختلف الأصعدة، وخاصة أن المملكة تتهيأ لبدء الحوار الوطني الذي أعلن عنه عاهل البلاد جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة».
واعتبر سموه «أن مثل هذه الروح ستكون بلا شك إحدى أهم عوامل نجاح هذا الحوار»، مؤكداً أنه سيكون داعماً لهذا الأمر وسيفعل كل ما في وسعه من أجل ذلك.
ورحب سموه بقرار المجلس العالمي لرياضة السيارات بإعادة إدراج سباق جائزة البحرين الكبرى ضمن برنامج سباقات الفورمولا واحد للعام الجاري 2011، معربا عن خالص شكره وتقديره لجميع الجهات التي سعت لتحقيق هذا الإنجاز من أجهزة مختصة وأبناء البحرين الذين عبروا عن دعمهم، مقدما سموه شكره الخاص للرئيس التنفيذي للفورمولا 1 برني أيكلستون ورئيس الاتحاد الدولي لرياضة السيارات جون تودت والمجلس العالمي لرياضة السيارات.
البيت الأبيض يستقبل ولي العهد
البحريني للدفع نحو الإصلاح
نقلت صحيفة «وول ستريت غورنال الأميركية» عن مسئولين أميركيين، أن البيت الأبيض سيستقبل ولي العهد سمو الأمير سلمان بن حمد آل خليفة في الأسبوع المقبل، للدفع باتجاه الإصلاح السياسي في البحرين.
وأشارت الصحيفة إلى أن الزيارة ستدعم جهود ولي العهد باتجاه الإصلاح، ونقلت عن مسئول أميركي رفيع المستوى في الإدارة الأميركية قوله أن «ولي العهد البحريني محاور جيد، ونقدر جيداً أهمية التواصل معه مباشرة».
كما لفتت الصحيفة إلى أن الإدارة الأميركية أكدت خلال الأسبوع الجاري أمر لقاء ولي العهد بمستشار الأمن القومي الأميركي توم دونيلون، وأن مسئولين أميركيين يتوقعون أيضاً اجتماعاً مرتقباً بين ولي العهد البحريني والرئيس الأميركي باراك أوباما، إلا أن موعد الاجتماع لم يتم تحديده بعدُ.
وأشارت الصحيفة إلى أن وجود عدد من قادة المعارضة رهن الاعتقال كان موضع تساؤل من قبل الإدارة الأميركية بشأن الأطراف التي ستقوم الحكومة بالتفاوض معها.
وتطرقت الصحيفة كذلك إلى قبول جمعية الوفاق الوطني الإسلامية عرض الحكومة بشأن الحوار، التي لايزال بعض أعضائها أيضاً رهن الاعتقال.
وقال مسئول أميركي في تصريح للصحيفة: «البحرينيون يبذلون جهداً لإطلاق حوار وطني، وهو ما دعا إليه عاهل البلاد جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ورحبت به أكبر جمعية سياسية، ونعتقد أن ذلك علامة إيجابية».
ولفتت الصحيفة إلى استهداف مواقع محسوبة على الحكومة دبلوماسيّاً أميركيّاً، والذي اتهمته بدعم المحتجين البحرينيين، وأنه في ضوء ذلك ومن أجل سلامة موظفها وعائلته، أعادته إلى واشنطن أواخر الشهر الماضي. ووصفت وزارة الخارجية إعادة موظفها بـ»العادي»، إلا أن المتحدث باسم وزارة الخارجية مارك تونر كان صرح بأنه «من غير المقبول أن يتم استهداف دبلوماسي نتيجة قيامه بمهماته الوظيفية»
العدد 3193 - السبت 04 يونيو 2011م الموافق 03 رجب 1432هـ