دعا إمام وخطيب جامع جدحفص الكبير، الشيخ منصور حمادة، إلى الإنفاق وبذل الأموال في الأعمال الخيرية، وعمل الخير وكسب الأجر والثواب في الدنيا، قبل الآخرة، مشدداً على ضرورة مساعدة الآخرين.

وقال حمادة في خطبته يوم أمس (الجمعة)، «تعرَّفوا إلى اللهِ ونعمتِه ووحّدوه، وتشرَّفوا بخدمتِه واعبدوه، وما فرضَه عليكم فأدّوه، وأخرجوا ما في أموالِكم من الحق، الذي أوجبَه عليكم فيما منحَكم من الرزق، إلى إخوانِكم في الدينِ ونظرائِكم في الخَلق، مقتدين بأهلِ العصمةِ الكرام (ع)، في الالتزامِ بنوافلِ الصلوات، وما بعدَ الواجبِ من مستحبِّ الزكوات، كابحين في أنفسِهم سلطانَ الشهوات، ومؤثرين عليها غيرَهم من ذوي الحاجات، يرجون بذلك رضا الرحمن، فتقبَّلَ منهم وأعدَّ لهم منزلاً متميزاً في الجنان».

وحث حمادة على «استخدموا ما رزقَكم من المال، لإنقاذِ أنفسِكم يومَ القيامةِ من الأهوال، ولتجدوه مضاعَفاً لكم عند ذي الجلال». وأكد حمادة أن «ما تنفقونه لوجهِ اللهِ ثمنٌ لمساكنِكم ونعيمِكم في الجنّات، في يوم الحاجةِ الماسةِ إلى الحسنات». وفي سياق خطبته، شدد على ضرورة أن «اتقوا الله في ما تقولون، وما تعملون، ممَّا تُبدون وما تُخفون، وما تسرُّون وما تعلنون، فإنَّه لا تخفى عليه خافيةٌ أينما تكون، ولا يجهلُ مُصدِرَها كائناً من يكون، بل يعلمُها قبلَ أن تكون، فاعرفوا من هو وقدِّروه، واذكروا آلاءَه عليكم واشكروه، وأقلِعوا عن معصيتِه واستغفروه، فقد أخبرَكم أنَّكم إذا استغفرتم، غفرَ لكم ما أذنبتم، ومحا عنكم ما أسأتم، وبالمداومةِ على الاستغفار، يضاعفُ الخيرَ في الآخرةِ بل وفي هذه الدار».

كما دعا حمادة إلى طلب «جوائز الله الفاخرة، في الدنيا والآخرة، واستثمروا أعمارَكم، وحوِّلوا عن الدنيا أنظارَكم، وأشخصوا إلى الآخرةِ أبصارَكم، واعمروا ما تقدرون عليه من أوقاتِكم، بما دُعيتم إليه من عباداتِكم، وقدِّموا الأهمَّ على المهمِّ من طاعاتِكم، قبل أنْ يأتيَ الأجل، وتنتهيَ الفرصُ والمُهَل، فتفارقَ الأرواحُ الأبدان، ويسلِّمَكمُ الأقاربُ والخلاَّن، ويخذلَكم الأصدقاءُ والأعوان»