'لا أتحمل بكاء الأطفال... ولا أعاني من اضطرابات عقلية...'. بهذه العبارة أجاب أب أمام محكمة الجنح في عنابة بجمهورية الجزائر ، بعدما أقدم، منذ أيام، على حرق وكي ابنه الرضيع، البالغ من العمر 3 أشهر، بواسطة مصباح كهربائي تفوق حرارته 200 درجة مئوية، وحجته في ذلك أنه لا يتحمل بكاء فلذة كبده، وذلك حسبما أفادت صحيفة "الخبر" الجزائرية أمس الأربعاء (1 حزيران / يونيو 2011).
توقيف الفاعل البالغ من العمر 45 سنة، جاء إثـر شكوى تقدمت بها زوجته بتاريخ 29 أيار / مايو إلى السيد وكيل الجمهورية بمحكمة عنابة، تلتمس فيها التدخل والحماية الفورية لرضيعها من التعرض المستمر لمختلف أشكال التعنيف والتعذيب من طرف زوجها، آخرها إقدامه، منذ قرابة ثلاثة أيام، حسب اعترافاتها أمام قاضي محكمة الجنح، على حرق ابنه الرضيع وفي غفلة منها، باستخدامه لمصباح المنزل الفوضوي الذي يقيمون فيه، ما سبب له جروحا وحروقا خطيرة على مستوى الكتف والإبط الأيمن، الأمر الذي جعل الرضيع المسكين، حسب اعترافات أمه، يعاني الويل، جراء آلام الحروق التي تعرض لها، حيث بقي يبكي ويصرخ طوال الليل من شدة الوجع، دون أن يسمح لها زوجها الذي دخلت معه في مناوشات حادة، بنقل ابنها إلى المستشفى لتلقي العلاج.
وصرحت الأم لدى الضبطية القضائية أن زوجها سبق له أن قام بضرب وتعذيب ابنه، منها تعرضه للضرب باليد والرأس من طرف الفاعل، ما سبب له جروحا وكدمات زرقاء على مستوى الوجه والعين، إضافة إلى توظيف زوجها، حسبها، أصابع يده واستخدمها في شكل كماشة لتعذيب ابنه بهدف إرغامه على التوقف عن البكاء.
وواجه القاضي هذا الأب برزمة من الصور الفوتوغرافية التي تظهر بشاعة فعله. وقد التمست نيابة الجمهورية تسليط عقوبة 5 سنوات حبسا نافذا في حقه، في حين طالب دفاع الضحية بإعادة تكييف الوقائع والتهمة وإحالة الملف على محكمة الجنايات بجرم محاولة القتل العمدي.