عكس رئيس تنفيذي لإحدى شركات الاتصالات القلق الذي يساور شركات الاتصالات الصغيرة العاملة في البحرين بسبب المنافسة الشديدة التي تشهدها السوق الصغيرة، والتي تخدم نحو 1,2 مليون نسمة، وحذر من خروج بعض المشغلين من السوق إذا استمر مسلسل الحوافز والعروض السخية التي تقدمها الشركات الكبيرة على خدمات الاتصالات، مالم تسع إلى تقديم خدمات مختلفة ذات جودة عالية.

كما ذكر أن شركته، أسوة ببعض شركات الاتصالات العاملة في البحرين، بدأت البحث عن أسواق في دول المنطقة نتيجة تشبع السوق، وانخفاض حصة شركته فيها، في وقت تضخ فيه شركات اتصالات رئيسية ملايين الدولارات لتطوير شبكاتها، في منافسة محمومة للسيطرة على السوق أو على الأقل الاحتفاظ بحصتها الحالية.

وتعمل أربع شركات رئيسية في مملكة البحرين، وهي شركة البحرين للاتصالات (بتلكو) وشركة زين البحرين والشركة السعودية «فيفا»، وكذلك مينا تيليكوم، المملوكة إلى بيت التمويل الكويتي - البحرين، بالإضافة إلى نحو 10 شركات أخرى صغيرة.

وأبلغ المسئول، الذي رغب في عدم ذكر اسمه، «الوسط» خلال مقابلة جرت معه في مكتبه «الوضع في البحرين صعب جداً فيما يتعلق بالقيام بالأعمال ولذلك لا يمكننا تقديم تفاصيل عن التوقعات. السوق متشبعة جداً وهناك منافسون من مشغلي اللاسلكي، بالإضافة إلى شركات كبيرة مثل بتلكو وزين البحرين، ولذلك فإن الشركات الصغيرة أو الشركات الجديدة عليها أن تكون قوية ومختلفة عن بقية الشركات حتى يمكنها النجاح».

وأفاد «هناك صعوبة بالنسبة إلى الشركات للنجاة (من المنافسة)، وإذا استمر توجه السوق كما رأيناها منذ العام 2010 حتى الآن، وخصوصاً بالنسبة إلى الشركات الصغيرة أو الجديدة في سوق الاتصالات، فسيكون من الصعوبة بمكان أن تنجو».

وشرح ذلك بقوله إن «المنافسة التي نواجهها هي أن الشركات الكبيرة تنافس بالخدمات نفسها مع المشغلين الصغار الذي يسعون إلى تخفيض النفقات والذين يستطيعون تقديم خدمات محددة. إذا استمرت الشركات الكبيرة في سعيها إلى خفض الأسعارواستغلت قوتها في تخفيض الأسعار على أي من الخدمات فإن العديد من المستثمرين لن يكونوا سعداء وقد يؤدي ذلك إلى الخروج من السوق».

وأضاف «هذه الحقيقة التي كنا نشاهدها في الآونة الأخيرة في البحرين، ولذلك لن نركز أعمالنا فقط فيها، وإنما سننظر إلى الأسواق الإقليمية الأخرى».

وتعمل نحو 17 شركة اتصالات في البحرين التي فتحت القطاع للمنافسة أمام مختلف الشركات في العام 2003، وأنشأت هيئة تنظيم الاتصالات (الهيئة) بهدف تقديم أفضل الخدمات بأقل الأسعار. وأدت الخطوة إلى انهاء احتكار «بتلكو» السوق لأكثر من عقدين، وساهم في تراجع أسعار المكالمات، وخصوصاً الدولية، بشكل حاد. كما تم توفير جميع الخدمات بأسعار معقولة سواء إلى الشركات أو الأشخاص.

وتعتمد معظم الشركات الصغيرة في تقديم خدماتها على شركة «بتلكو»، المملوكة بنسبة 75 في المئة إلى الحكومة البحرينية، وخصوصً فيما يتعلق بالكابلات البحرية والخطوط الأرضية لتوصيل خدماتها إلى المنازل، ولذلك أبدت «بتلكو» استعدادها لتطوير الشبكة الأرضية باستثمارات تصل إلى نحو 8 ملايين دينار إذا وجدت أن استثماراتها ستكون على أسس تجارية.

وأفاد مسئولو اتصالات أن الطلب في البحرين على خدمات البرودباند المتنقلة تنمو بشكل موسع وذلك تبعاً لتزايد استخدام بطاقات البيانات المتنقلة، والهواتف الذكية وأجهزة بلاك بيري للدخول إلى شبكة الإنترنت والبريد الإلكتروني وتنزيل البيانات أثناء التنقل، وهدف الشركات من ذلك هو مواصلة ضخ المزيد من الاستثمارات لتلبية احتياجات السوق قدر الإمكان.

وكانت «بتلكو» قد وقعت مؤخراً مع شركة إريكسون، اتفاقاً يتم بموجبه تعزيز قدرات شبكتها لخدمات الموبايل بقدرات تقنية عالية ضمن مشروع توسعة، باستثمار قدره 14.5 مليون دينار لتلبية الطلب المتنامي لخدمات اتصالات عالية المستوى من قبل المستهلكين في البحرين.

كما تخطط «فيفا» إلى استثمار نحو 280 مليون دولار في العامين المقبلين بهدف تطوير وتوسيع الشبكة، في خطوة تهدف إلى جعلها واحدة من أكبر وأقوى شبكات الاتصالات في المنطقة والاستيلاء على حصة أكبر من سوق الانترنت في البحرين.

لكن الشركات الأخرى مثل «زين البحرين» هي الأخرى تسعى إلى الحفاظ على حصتها في السوق، وأعلنت طرح جهاز BlackBerry PlayBook، وهو الجهاز التقني الذي يجمع ويفي بالمتطلبات كافة سواء المهنية أو الترفيهية.

وقد رأى مسئولون أن النمو في الوقت الحاضر يتركز على خدمة البيانات والمعلومات (Data) عن طريق الانترنت بسبب التواصل الاجتماعي، أكثر من النمو في خدمة الصوت، وأن الأسعار هبطت بسبب المنافسة الشديدة بين شركات الاتصالات. ومعظم الشركات والمؤسسات تعتمد على البيانات والمعلومات من خلال الانترنت، وكذلك زيادة التواصل الاجتماعي، وخصوصاً بين فئة الشباب، من خلال المواقع الرئيسية مثل «فيس بوك» و«تويتر»