العدد 3184 - الخميس 26 مايو 2011م الموافق 23 جمادى الآخرة 1432هـ

الطالب المتألق غوارديولا يتحدى الثعلب العجوز فيرغسون

لن تكون المباراة النهائية لبطولة دوري أبطال أوروبا لكرة القدم بين برشلونة الاسباني ومانشستر يونايتد الإنجليزي والمقررة غدا (السبت) مجرد مواجهة بين اثنين من بين أكثر الفرق جاذبية في أوروبا، ولكنها ستكون أيضا مواجهة ذات طابع خاص بين اثنين من أبرع وأذكى المدربين إن لم يكونا الأذكى على الإطلاق.

ويرتدي المدير الفني الاسكتلندي لفريق مانشستر يونايتد سير أليكس فيرغسون عباءة الأستاذ الكبير والقدير بعدما أجاد على مدار سنوات طويلة في القيام بدوره من خلال قيادة الشياطين الحمر إلى العديد من الألقاب محليا وأوروبيا وعالميا. وفي المقابل، نجح المدرب جوسيب غوارديولا في عبور مرحلة الطالب أو التلميذ النجيب في مدرسة التدريب وأصبح من العلامات المميزة في هذا المجال على مدار السنوات الثلاث الماضية ليصبح بمثابة التحدي الكبير لفيرغسون وخصوصا أن غوارديولا يتميز بأفكاره الجديدة وذهنه الحاضر.

واصطدم المدربان من قبل في نهائي البطولة نفسها وتغلب غوارديولا على الفارق الكبير في السن والخبرة ليقود برشلونة إلى الفوز بلقب البطولة بعد التغلب على مانشستر يونايتد وفيرغسون 2/صفر في نهائي البطولة العام 2009 بالعاصمة الإيطالية روما. وقبل عامين فقط كان غوارديولا في الثامنة والثلاثين من عمره ولكنه نجح في التغلب على فارق الثلاثين عاما التي تفصله عن الثعلب العجوز فيرغسون من خلال تغيير طفيف في مراكز لاعبيه بتبديل مركزي نجمي الهجوم الكاميروني صامويل إيتو رأس حربة الفريق والأرجنتيني ليونيل ميسي الذي يميل للعب دائما كمساعد هجوم في الناحية اليمنى من الملعب.

وارتبك دفاع مانشستر وفشل في التعامل مع هذا التغيير غير المتوقع لينجح كل من إيتو وميسي في هز الشباك ويتوج برشلونة باللقب. والآن، ما زال الفارق بين المدربين بالطبع ثلاثين عاما ولكن المؤكد أيضا أن خبرة غوارديولا أصبحت أكبر وأنها تطورت ربما بشكل أكبر من التغير في خبرة فيرغسون.

وعلى مدار العامين الأخيرين بعد الهزيمة التي مني بها في نهائي 2009، نجح فيرغسون في بث الشباب والحيوية في صفوف الفريق من خلال تجديد دماء مانشستر يونايتد بلاعبين شبان مثل فابيو ورافاييل ودارون جيبسون وأنطونيو فالنسيا. ونتيجة لهذا التطوير والتحديث، يمتلك فيرغسون حاليا العديد من البدائل والاختيارات المتاحة أمامه ما يجعله قادرا على الدفع في هذه المباراة النهائية غدا (السبت) بتشكيل رائع. وفي المقابل، لا يمتلك غوارديولا العدد الهائل نفسه من البدائل إذ يعاني من صغر حجم فريقه من الناحية العددية للاعبين كما تحوم الشكوك حول قدرة مدافعيه المخضرمين كارلوس بويول والفرنسي إيريك أبيدال في المشاركة بهذا النهائي المثير على استاد ويمبلي.

وينتظر ألا يشهد التشكيل الأساسي لبرشلونة أية مفاجآت لتكون المفاجأة الوحيدة المتوقعة من غوارديولا في كيفية التعامل مع المباراة والخطة التي سيعتمدها في هذا اللقاء الصعب. وفي ظل الفارق الكبير في السن بين المدربين غوارديولا وفيرغسون، يبدو الاحترام المتبادل واضحا وراسخا بينهما.

وعندما سئل في الأسبوع الماضي عن فيرغسون، قال غوارديولا: «إنه أحد أفضل المدربين على الإطلاق وإنجازاته واضحة أمام الجميع». وفي المقابل، قال فيرغسون إن غوارديولا: «مدرب بارز بالفعل». والحقيقة أن العديد من التقارير الإعلامية أشارت إلى الإعجاب الشديد لدى فيرغسون بالمدرب الاسباني المتألق غوارديولا لدرجة أنه رشح غوارديولا لخلافته في تدريب مانشستر يونايتد بعد اعتزاله (فيرغسون) التدريب.

وأوضح فيرغسون، الذي يحتفل بعيد ميلاده السبعين في ديسمبر/ كانون الأول المقبل، أنه ما زال مستمرا في تدريب مانشستر يونايتد. وإذا نجح مانشستر يونايتد في التغلب على برشلونة غدا (السبت)، سيمنح الفريق مدربه القدير فيرغسون اللقب الثالث له في البطولة القارية رفيعة المستوى إذ سبق له قيادة الشياطين الحمر للفوز باللقب في عامي 1999 و2008. ويستطيع فيرغسون بذلك حجز مكان له في قائمة أعظم المدربين بهذه البطولة إلى جوار مدربين رائعين مثل مات بوسبي وبيل شانكلي وبون بايسلي وبراين كلوج وهيلينيو هيريرا ورينوس ميتشلز وأريجو ساكي.

وإلى جانب اللقبين السابقين في دوري الأبطال، قاد فيرغسون مانشستر يونايتد للفوز بلقب الدوري الإنجليزي 12 مرة في غضون 25 عاما تولى فيها تدريب الفريق منذ العام 1986 علما بأن رصيد مانشستر الإجمالي من الألقاب في الدوري الإنجليزي على مدار تاريخه هو 19 لقبا إذ انفرد بالرقم القياسي بعدد مرات الفوز بالبطولة بفارق لقب واحد فقط أمام ليفربول. ومقارنة بفيرغسون، يصبح غوارديولا مجرد مدرب ناضج ولكن سجله مع برشلونة يضعه ضمن قائمة العظماء أيضا في عالم التدريب.وفي غضون 3 سنوات فقط تولى فيها تدريب برشلونة، قاد غوارديولا الفريق إلى 9 ألقاب بارزة منها 3 ألقاب في الدوري الاسباني ولقب في دوري الأبطال الأوروبي لينال إشادة عالمية هائلة بهذا السجل الرائع إذ يطلق الجميع على برشلونة حاليا «فريق بيب» في إشارة إلى جوسيب غوارديولا. ويأمل غوارديولا في قيادة فريقه إلى الفوز باللقب العاشر غدا (السبت) على استاد ويمبلي لكنه يعلم تماما أن رغبته تناقض أفكار ورغبات الثعلب العجوز فيرغسون

العدد 3184 - الخميس 26 مايو 2011م الموافق 23 جمادى الآخرة 1432هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً