أصعب شيء عند انتهاء علاقة ما، هي البداية الجديدة، إذ إنّك لا تعرف كيف تبدأ ومتى تبدأ ولماذا تبدأ، ولكنّك حتماً ستجد ذلك الطريق الذي يقودك إلى البداية الجديدة، وعندها تنتقل إلى مرحلة أخرى من حياتك، وستتكوّن لديك خبرة جديدة، مع أشخاص آخرين.
لا ينطبق الكلام على أهل الحب فقط، ولكنّنا نخصّهم اليوم بالذّات، لأننا وعدناهم بالتطرّق إلى الموضوع، وترك السياسة جانباً اليوم، فها هو يوم جديد، يشعر فيه أحدهم بعدم جدوى حياته، وبأنّ الدنيا انتهت بعد فراق الأحبّة، ولكن الدنيا لم تنتهِ ولم ينتهِ عمره، بل وجد خبرة قيّمة في علاقته، سواء كانت مع صديق أو محبّ، وأصعب النهايات هي البدايات الجديدة.
يجب عليك النهوض من الفراش، والنهوض من الألم، لأنّ النهوض هو أصعب البدايات، ومن ثمّ اشغل نفسك، سواء بالقراءة أو السباحة أو التحدّث مع الآخرين، واعلم أنك إن لم تشغل نفسك بالخير ستشغلك النفس بالذكريات الأليمة والفراق المرير، فقد تكون ضحيّة حب، وقد تكون ضحيّة عمق مشاعر، ولكنّك حتماً ستكون أقوى من الصدمة ومن الألم!.
لا تتردّد بالتحدّث مع أصدقائك، وكن قريباً من ربّك، فهو المعين وهو السميع وهو العالم بما تمر به من لحظات ومن آلام، ولا تكن ضحيّة هذه الكآبة، بل قم وقف وغيّر حياتك إلى الأفضل، واهزم الانكسار الذي يكسوك الآن، فأنت وحدك ضد هذه الأزمة، ولا أحد يفهم مشاعرك إلا أنت.
وإذا كنت تستطيع العمل أكثر فاعمل، لأنّ العمل يجعلك تنسى من أساء إليك، ويجهد بالك عمّا يريد أن يفكّر به، وها هي الدنيا بحلوها وبمرّها مستمرّة وغير متوقفة على ألمك وما تشعر به، بل نعتقد أنّ الألم يجعلك تتلذذ وتبقي على ما تحب وما يجعلك سعيداً.
أخبر نفسك أنّك ستعيش سعيداً متمتّعاً بذكريات جميلة حملتها لمن أحببت ولمن افترقت عنه، وصدّق أنّك ستنجو من هذا الألم، وستعيش في الدنيا وستحصل على ما هو أفضل، فليس هناك شيء صعب المنال، إن اجتهدت للحصول عليه.
لا تقل إنّك انتهيت، لأنّ الآخر يعيش حياته بسعادة، فلماذا لا تعيشها أنت، فأحب نفسك وحاول تغيير عاداتك وأخطائك، ولا تتوقّف عن الحب، لأنّه نبض الحياة، وهو الذي يجعلك تثمر وتزدهر. وجمعة مباركة
إقرأ أيضا لـ "مريم الشروقي"العدد 3184 - الخميس 26 مايو 2011م الموافق 23 جمادى الآخرة 1432هـ