العدد 3183 - الأربعاء 25 مايو 2011م الموافق 22 جمادى الآخرة 1432هـ

الوصول إلى المحيط الأطلسي

قاسم حسين Kassim.Hussain [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

كان أول تعليقٍ قرأته عن دعوة المغرب للانضمام إلى مجلس التعاون، مقال لكاتبةٍ سعوديةٍ على أحد المواقع قبل أسبوعين، تحذّر فيه مواطناتها مما سيلاقينه من منافسةٍ نسائيةٍ على قلوب الأزواج.

وبسبب الهم الداخلي، لم أهتم بمتابعة ردود الفعل والتعليقات، حتى شاهدت الحلقة الأخيرة من برنامج «واجه الصحافة» على قناة «العربية»، الذي كشف عن واقع الحال.

مقدم البرنامج داوود الشريان أشار إلى أن استبياناً أجروه كشف أن 85 في المئة من المقالات في الصحف الخليجية كانت ضد دعوة انضمام الدول الأخرى للمجلس. وأكد وجود عوامل داخلية تدفع إلى تبني هذا الموقف، في مقدمتها ارتفاع نسبة البطالة بين الخريجين في مختلف دول الخليج، وانضمام دول تعاني من وفرةٍ في الخريجين سيضيف عنصراً منافساً للخريج الخليجي.

ضيوف البرنامج كانوا ثلاثة، كاتب كويتي أكد أنه لم يقرأ مقالاً واحداً يؤيد توسع المجلس بهذه الصورة حتى المحيط الأطلسي، علماً بأن الكويت بها أكثر من 16 صحيفة يومية؛ وبها أعلى منسوبٍ من حرية التعبير؛ وأعلى نسبةٍ من التنوع الفكري والاختلاف بين التيارات السياسية.

الضيف الثاني كاتبة إماراتية (ابتسام الكتبي)، أستاذ مساعد بقسم العلوم السياسية بالجامعة، وعضو مؤسس بلجنة حقوق الإنسان بالإمارات، ومهتمة بقضايا المرأة والمجتمع المدني والتحول الديمقراطي في الخليج. كما أنها عضو باللجنة التنفيذية بمنتدى التنمية الخليجي، ومجلس الأمناء بالمنظمة العربية للشفافية ومكافحة الفساد، والجمعية العربية للعلوم السياسية. بكلمة أخرى ليست طارئةً على الساحة، أو من أدعياء الثقافة، وبالتالي فإن حديثها يعكس رأياً عاماً في الخليج، يشعر بأن القرارات الكبرى تؤخذ من دون الرجوع إليه أو حتى الاستئناس برأيه، ولذلك يصاب بالصدمة عند سماع هذه القرارات من على التلفزيون.

الضيف الثالث (عبدالوهاب بدرخان)، كان يحاول أن يحدث نوعاً من التوازن في الطرح، كونه ينطلق من فكرة القومية والعروبة... إلخ. وتمنّى لو أن الفكرة طُرحت أولاً على الشعوب ليقوم الإعلام بشرشحتها أولاً، ومن ثم يقرّر المجلس ما يريد.

الموقف الشعبي الخليجي، قابله رد فعل من مواطني الدولتين الأخريين. وإذا كان استقبال الخبر في الأردن إيجابياً عموماً، لما يمثله من فرصةٍ اقتصاديةٍ واعدة، إلا أن رد الفعل المغربي كان شديداً وغاضباً، وخصوصاً أنه لم يتقدّم أصلاً بطلب للعضوية، وإنّما دُعي كضيف، وله الحق بالقبول أو الرفض. فرؤيته الاستراتيجية تقوم على اعتبار الاتحاد المغاربي خياره وفضاءه الطبيعي.

لفت نظري كثرة الردود من المغربيات على مقال الكاتبة السعودية، ومن المغربيين على برنامج «العربية»، وأغلبها كان غاضباً، فالشعوب لها كرامتها التي لا تشترى بالمال. وربما دفعهم ذلك إلى رفض فكرة الانضمام للمجلس، مقابل الرفض الشعبي الخليجي، الذي تعكسه الصحف إلا في بلد واحد، مازالت تغرّد صحافته خارج السرب، فتتخبط بين دعوة إلى «فدرالية»، أو «كونفدرالية»، أو «ميني كونفدرالية»! وذهب بعض غلاة الوحدة الطارئة إلى الدعوة إلى ضرورة إعلان الوحدة الشاملة والكاملة على غرار الاتحاد الأوروبي مباشرةً ومن دون تأخير، وجادل آخر بضرورة اتباع نموذج الولايات المتحدة الأميركية، بينما طالب صحافيٌ ثالثٌ باحتذاء النموذج السويسري، الممتد من بحر العرب إلى بحر الظلمات

إقرأ أيضا لـ "قاسم حسين"

العدد 3183 - الأربعاء 25 مايو 2011م الموافق 22 جمادى الآخرة 1432هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً