العدد 3183 - الأربعاء 25 مايو 2011م الموافق 22 جمادى الآخرة 1432هـ

اليوم هو الخميس

مريم الشروقي maryam.alsherooqi [at] alwasatnews.com

كاتبة بحرينية

اليوم هو الخميس، نهاية الأسبوع في العمل، الجميل فيه أنّ الجميع ينتظره على أحرّ من الجمر، ولكن أغلبهم لا يسعى إلى الاستمتاع به، أو حتى في اليومين اللذين بعده، إذ إنّنا تعوّدنا على الروتين، ونخاف من التغيير، ولا نستطيع حتى المحاولة لرسم البسمة داخل قلوبنا في هذا اليوم.

للأسف تجد أغلب الناس يتحوّلون إلى المجمّعات أو إلى السينمات أو يبقون في المنزل لمشاهدة التلفاز؛ ما يجعل هذا اليوم وإن كان خاصّاً، روتينياً كئيباً كباقي الأيام، فالنّاس تعوّدت على عدم الاستمتاع والنشاط في أغلب الأحيان!

أين البحر وأين الشواطئ، وأين المسرحيات، وأين المساحات الخضراء في أرض الخلود؟! كلّها أماكن يستطيع الفرد الاستجمام عن طريقها مع عائلته، ولكنّه محاصر في ظل الزحف العمراني والاجتياح الغاشم من قبل بعض المتنفّذين على الشواطئ والبحار، وجلب لنا ما يسمّى بظاهرة الاحتباس الحراري، فما إن نخرج حتّى تغضب شمس النهار، فتسلّط علينا أشعّتها بسبب عدم توافر المساحات الخضراء، وتجعلنا حبيسي الروتين والبيت والمجمّعات.

هل نستطيع تغيير هذه العادات؟ وهل نستطيع الاستجمام مع عوائلنا في مناطق خضراء؟ لا تقولوا لي «الدولة»، فهي لا تصفّق بيد واحدة، بل إنّنا نحتاج إلى كل أسرة تزرع غرسة خضراء، ونحتاج إلى مجموعة أسر تتّفق على زراعة حديقة ما مثلاً، كمساهمة منهم في زيادة هذه الرقعة.

كذلك نحتاج إلى كسر الروتين الحياتي، إمّا بالهروب من الحر إلى البحر، الذي قلّ تواجده إلا من هنا وهناك، أو عن طريق الاستفادة من الحدائق العامة، أو حتى من المزارع الخاصة، فالأطفال يحتاجون إلى هذه المشاهد، وهناك بعض الناس من لا يستطيع السفر مع أبنائه لرؤية هذه المساحات الخضراء وجمال الطبيعة!

على صعيد آخر، هل تستطيع وزارة البلديات تغيير النخيل المزروعة في الطرقات إلى أشجار كبيرة تظلّل الشارع؟ فلقد كانت تلك الأشجار في يوم من الأيام تزيد من جمال البحرين، وتعطي الشوارع رونقاً خاصاً، وخاصة أيام السبعينيات.

على العموم، تحتاج الأسر في البحرين إلى ترفيه طبيعي أكثر من الترفيه داخل المجمّعات وغيرها، كما تحتاج إلى الاستجمام والاسترخاء، فقد يكون هذا منفذاً لتهدئة النفوس، وخاصة بعدما حدث في البحرين، إذ إنّنا نجد بأنّ حرارة الشمس المرتفعة والرتابة والروتين في الحياة، مدعاة إلى الانفجار، فهل لنا ذلك؟!

لنجعل هذا الخميس مغايراً عما سلفه، ولنحاول التخطيط لرحلة عائلية إلى بعض المناطق في البحرين، المتاحة للجمهور، حتى ننعم بجنّة مؤقّتة تهدئ نفوسنا، وتنعش عقولنا، وتزيد من ترابطنا.

الخميس والجمعة والسبت، ثلاثة أيّام يمكننا الابتعاد فيها عن السياسة وعن الدين وعن كل ما يثير نفوسنا، كما نستطيع التركيز على إدخال الفرح فينا وفيمن حولنا ومن نحبّهم، فالعمر قصير، ولا نستطيع إرجاع ما فقدناه، فهل نحاول ذلك اليوم؟

إقرأ أيضا لـ "مريم الشروقي"

العدد 3183 - الأربعاء 25 مايو 2011م الموافق 22 جمادى الآخرة 1432هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً