العدد 3182 - الثلثاء 24 مايو 2011م الموافق 21 جمادى الآخرة 1432هـ

مسئول: تضرر الطيران في المنطقة بسبب الاضطرابات السياسية والاقتصادية

قال مسئولون في قطاع الطيران إن الأزمات السياسية والاقتصادية التي تمر بها دول الشرق الأوسط من الشرق إلى الغرب أدت إلى تضرر شركات الطيران، وخصوصا في الدول المعنية، وإن الأعمال انخفضت بحدة بسبب عزوف الناس عن السفر من وإلى الدول التي تعصف بها الاحتجاجات.

كما ذكروا أن الوضع المتردي أدى إلى تعليق خطط بعض الشركات الخاصة في المنطقة لشراء طائرات جديدة، في وقت تكافح فيه هذه الشركات من أجل البقاء بسبب المصاعب التشغيلية التي تواجهها.

وأبلغ أحد المسئولين في الطيران الخاص «الوسط» رداً على استفسار «أن قطاع الطيران من أكثر القطاعات حاسية، ويتأثر حتى بالأمراض، فكيف بالوضع إذا كانت هناك أزمات سياسية؟ الأعمال انخفضت كثيراً في الآونة الأخيرة بسبب الاحتجاجات في تونس ومصر واليمن وليبيا ودول أخرى في المنطقة. نكافح للبقاء فقط».

وبيَّن أن كل الصناعات تأثرت بالأزمات التي شهدتها المنطقة؛ ماعدا الغذاء، «ولكن صناعة الطيران خصوصاً تضررت أكثر من غيرها، وأن هذه الشركات إما ألغت أو أخرت شراء طائرات جديدة حتى يتحسن وضع السوق».

وأضاف «إحدى الشركات الخاصة العاملة في المنطقة أوقفت طلبات 5 طائرات جديدة كانت تنوي شراءها من الشركات العالمية المصنعة انتظاراً لتغير وضع السوق؛ إذ في الوقت الحالي الأعمال شبه متوقفة».

ويقول مسئولون إن شركات الطيران عانت من العديد من الأزمات في الآونة الأخيرة، وأدت إلى زيادة في الكلفة التشغيلية لهذه الشركات، أهمها الأزمة المالية العالمية التي تفجرت في الولايات المتحدة الأميركية في سبتمبر/أيلول العام 2008، وامتدت بعد ذلك إلى بقية الدول في شكل أزمة ائتمانية.

وقال أحد المسئولين، الذي رغب في عدم ذكر اسمه: «شركات الطيران مرت بثلاث أزمات متتالية في غضون 3 سنوات، بدأت بالأزمة المالية العالمية وانتهت بالأوضاع الأمنية غير المستقرة في العديد من دول الشرق الأوسط، أثرت بشكل أو بآخر على قطاع الطيران. أعمال شركات الطيران الخاصة، وبعض الشركات التجارية، هي في أدنى مستوياتها في الوقت الحاضر».

غير أن رد الفعل تباين بالنسبة إلى الشركات التجارية في دول الخليج العربية التي تعمل فيها 9 شركات طيران، تخدم نحو 32 مليون نسمة؛ من ضمنها شركتان في البحرين هما طيران الخليج، المملوكة إلى الحكومة، وشركة الطيران التجارية الخاصة طيران البحرين، في وقت تهيئ المنطقة نفسها لكي تكون سوقاً ضخمة لصناعة الطيران في العالم.

ومن المنتظر أن تستضيف البحرين المعرض العالمي للطيران العام المقبل، وهو المعرض الثاني والذي يقام مرة كل عامين، وتحضره أكثر من 40 شركة من 30 دولة، من ضمنها الشركات العالمية الرئيسية المصنعة للطائرات، والذي سيشكل اختباراً لقدرة المنطقة في السير باتجاه الخطط المرجوة.

ويساهم موقع المنطقة المتوسط بين أوروبا ودول الشرق الأقصى بجعلها تتميز بمنافسة شديدة خلافاً لشركات الطيران العالمية الأخرى؛ إذ إن المنطقة تقع في منتصف الطريق بين الغرب والشرق، ونقطة توقف بين أسواق أوروبا وآسيا.

وقد بيَّن تقرير صدر عن Aviation Business أن دول الشرق الأوسط احتلت المرتبة الثانية من حيث النمو في الرحلات الجوية، في وقت سعت فيه العديد من دول الخليج العربية مثل دبي وأبوظبي والبحرين وقطر إلى العمل كمركز رئيسي للرحلات الجوية المتوجهة من الدول الأوروبية إلى دول الشرق الأقصى وبالعكس.

وأفاد أنه في ظل الاستثمارات الضخمة لشركات الطيران في هذه الدول، فإن المنطقة حققت نمواً هذا العام بلغ 17.6 في المئة، وأن هذا النمو يتوقع أن يستمر لفترة طويلة، في وقت تسعى فيه 3 شركات رئيسية هي طيران الإمارات المملوكة إلى دبي، وطيران الاتحاد المملوكة إلى أبوظبي، والخطوط الجوية القطرية، إلى زيادة أساطيلها توقعاً لنمو كبير في حركة السفر إلى المنطقة.

وبلغت خسائر صناعة الطيران نحو 10 مليارات دولار في العام 2009؛ لكن الأمور تحسنت بشكل كبير خلال العام 2010 ويتوقع أن تصل الأرباح إلى 2.5 مليار دولار

العدد 3182 - الثلثاء 24 مايو 2011م الموافق 21 جمادى الآخرة 1432هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً