... وأسدل مهرجان كان السينمائي في دورته الرابعة والستين ستاره يوم 22 مايو/ أيار 2011 وقد تبارى فيه المبدعون لنيل السعفة الذهبية وغيرها من جوائز هذا المهرجان العالمي.
لكن هذه الدورة ستبقى مميزة للحضور العربي من خلال مشاركة مصر وتونس فيها حيث كرم المهرجان السينما التونسية في حفل افتتاح دورته الرابعة والستين بدعوة خاصة من وزير الثقافة والاتصال الفرنسي، كما تم تكريم مصر بوصفها ضيف شرف في مهرجان كان السينمائي في أول مشاركة للسينما المصرية
وذكر مهرجان القاهرة السينمائي أن مهرجان كان السينمائي الدولي الذي انطلق يوم 11 مايو «اختار مصر ضيف شرف الدورة 64 للمهرجان وذلك تحية لثورة 25 يناير/ كانون الثاني التي كان لها صداها في العالم».
وقد خصصت إدارة مهرجان كان 19 مايو «يوماً مصريّاً خالصاً» عرضت فيه فيلم «18 يوماً» وهو عبارة عن عشرة أفلام أخرجها عشرة من المخرجين البارزين والشباب عن «ثورة 25 يناير». ومن هذه الأفلام العشرة نذكر: «تحرير 2 - 2» لمريم أبو عوف. «لما يجيك الطوفان» لمحمد علي. «حظر تجول» لشريف البنداري. «كعك التحرير» لخالد مرعي.»حلاق الثورة» لأحمد علاء.
ويعد اختيار مصر ضيف الشرف في هذه الدورة تقليداً جديداً وللمرة الأولى في تاريخ مهرجان «كان» السينمائي.
ووفقاً لرئيس المهرجان جيل جاكوب سيستمر هذا التقليد فى الأعوام المقبلة وسيتم اختيار كل عام دولة ما لتكون ضيف شرف المهرجان.
كما كرمت تونس وثورتها التي أطلق عليها في فرنسا «ثورة الياسمين، وذلك مع عرض فيلم «لا خوف بعد اليوم» في عرض خاص له، وهو فيلم وثائقي من إخراج مراد بن شيخ.
وتعليقاً على هذه المشاركة يعتبر لطفي العيوني - وهو من رواد السينما التونسية ومشرف على تنسيق مشاركتها في مهرجان كان - أنّ أهمّ ما تحقق هو عودة تونس إلى الواجهة في أهم تجمع فنّي عالمي وذلك من خلال عدة تظاهرات.
وما يميز مشاركة تونس هذا العام الاهتمام بها أكثر من السنوات الماضية من وسائل الإعلام الدولية كما لوحظ إقبال أكبر من المنتجين الأجانب للتحدث مع المشاركين التونسيين والنظر في الإمكانات المتاحة للتصوير في تونس بعد الثورة.
ولا يشك أحد في أن الاهتمام بتونس كان بفضل الثورة نظراً إلى تواضع الإنتاج السينمائي التونسي في العشرية الأخيرة ولعلّ اختيار فيلم «لا خوف بعد اليوم» لمراد بن الشيخ والحبيب عطية في قسم «عروض خاصة» هو ما أعاد الاعتبار إلى السينما التونسية التي غابت عن الاختيارات الرسمية للمهرجان منذ العام 2001.
وقال عطية لوكالة «فرانس برس»: إن «القائمون على هذا المهرجان اختاروا الفيلم للمشاركة في المسابقة الرسمية للفوز بالكاميرا الذهبية»، وهو ما اعتبره «فرصة مهمة ومشاركة تبعث على الافتخار بالنسبة إلى المخرج والمنتج وإلى تونس ككل».
ويتناول الفيلم «لا خوف بعد اليوم» على مدى 73 دقيقة يوميات شخصيات وطنية وحقوقية وإعلامية ونشطاء سياسيين ومواطنين عاديين خلال الانتفاضة الشعبية التي شهدتها تونس اعتباراً من منتصف ديسمبر/ كانون الأول الماضي، والتي أدت إلى الإطاحة بالرئيس التونسي زين العابدين بن علي في 14 يناير/ كانون الثاني.
وباشر المخرج التونسي تصوير المشاهد الأولى للفيلم قبل أيام قليلة من فرار الرئيس التونسي من البلاد، واستمرت عملية التصوير حتى 15 ابريل/ نيسان.
ويشهد المخرج في هذا الفيلم على التزامه بالنضال من أجل الحرية في بلده.
تدور أحداث الفيلم حول فتاة شابة تدعى «لينا بن مغنى» تصف بدقة شديدة أحداث مدينة «سيدى بوزيد» على مدونتها الخاصة، مبرزة كل كبيرة وصغيرة، وشخصية «راضية نصراوي»، وهي محامية تدفع ثمن إصرارها على الدفاع عن حقوق الإنسان، أما الصحافي «كارم شريف» فيدافع بحزم وشجاعة عن حبه، وبذلك يعرض الفيلم 3 مصائر، 3 التزامات وخوفاً واحداً.
كما تناول الفيلم علاقة الفيس بوك بنجاح الثورة التونسية. وعرض التعامل العنيف والدموي من قبل الشرطة التونسية تجاه المتظاهرين وفضائح عائلة ليلي الطرابلسي ورصد الفيلم أحداث الثورة التونسية يوماً بعد يوم.
ربما يكون المستوى الفني للفيلم متوسطاً وأقرب إلى التحقيق التليفزيوني منه إلى فيلم سينما، لكن هي طبيعة الأعمال الفنية الملتزمة إذ تطغى عليها الوظيفة المرجعية والتعبيرية على الوظيفة الجمالية، ونحن نأمل مع توفير الإمكانات المادية والفنية للمنتجين والمخرجين في تونس ومصر أن نشهد ثورة فنية تعيد إلى الأذهان أعمالاً سينمائية كاد يذهب بها النسيان
إقرأ أيضا لـ "سليم مصطفى بودبوس"العدد 3181 - الإثنين 23 مايو 2011م الموافق 20 جمادى الآخرة 1432هـ