هكذا ينهض العالم بحثاً عن أشلائه لا أشيائه!! حين يكون الشعر سيد ذلك الخراب... الخراب المؤدي إلى دقة تتجاوز الهندسة!نزوع للقبض على جمرة تذكر الكائن بأول كينونته، وإن كان على شفا فكرة من الموت! مزيد من الصهيل كي تمضي الخيول بذاكرتها الرحبة نحو المضمار المفتوح على حواف مقبلة لتتعلم بعد تلك الحواف غرز الأجنحة محل الصهيل... طيراناً نحو الجهة التي لا تأتي!
@@@
تفتيت الصورة ملَكة هي الأخرى لا تقل عن ملَكة ابتكارها... التفتيت الذي يوجد صورته المختلفة. من قال إن أشكال الدمار ليست ابتكاراً هي الأخرى؟ وهي تذهب نحو النقيض تترك لنا الذهول أمام طاقة الخراب الخلاقة تتجاوز بمراحل الذهول الذي تخلفه موهبة الهندسة!
@@@
إدمان الإيقاع «حشيشة الشكل الغابرة» إدمان على ما يلهي العالم عن مجرد احتمال الكوارث... تلك التي نواجهها بعد فوات الأوان بسرداقات النعي وتسليم أوراق اعتماد العزاء... الإيقاع بشكله السافر. قرص فاليوم تصحو من خلاله على واقع لست سيده. سيده الفاليوم. وحين تصحو على واقعك لن تجد غير الثرثرة وجلبة ارتطام كالتي تحدث في مخزن للخزف ينطلق فيه ثور هائج. هناك يكون الاحتمال مفضوحاً لا مجال لأن نترك الاحتمال مشرعاً على الأفق الشاسع لتشكله بوساوسك وهواجسك كلما احتدمت وذهبت باتجاه التصاعد.
@@@
الموت أشد الأجهزة حساسية لدى الشاعر؛ لذلك تراه يقترف الحياة بوقاحة شديدة كلما شعر بدنو تلك اللحظة. ألا يفسر ذلك التخريب اليومي الذي يرتكبه الشاعر في أروقة الكون/ الحياة؟ بين حياته والحياة التي يهبها للخراب الذي يخلفه وراءه، تحصين له من الحياة المضادة. الموت ... فضح لكل الأجهزة التي تسعى للتشويش على نياته المتراكمة!
@@@
لا يكتفي الشاعر «بقبس» من نار الشعر. هو يسعى إلى الاستحواذ على النار كل النار. فثمة عتمات لن يكون في وسع ذلك القبس أن يفتت أستارها. النار كل النار؛ وإلا فالعتمة أجدر به، ما دام قادراً على تحسس ما لا يدل عليه!
@@@
«الأخضر بن يوسف» متاهة تقود متاهة. إلى أين تصلان؟ إلى متاهة! ثم ماذا؟؟ تقفز متاهة أخرى لتأخذ بيدها! إلى أين؟ لابتداء درس التيه؛ إذ يعلن «هاته تيهاً آخر يا أصل المعرفة». «الأخضر بن يوسف» مغامرة ساخرة في تيه اللون. نية الرمادي في أفق لا تحتاج إلى كبير موهبة كي تفرق بين «جنرال» في بزته، وراع يخرب طمأنينة الحقول بالناي ورقص الحوافر المنهمر على الأخضر كشلال كاسح
إقرأ أيضا لـ "جعفر الجمري"العدد 3181 - الإثنين 23 مايو 2011م الموافق 20 جمادى الآخرة 1432هـ