لم يكن قرار إقالة كارلو أنشيلوتي من تدريب تشلسي الإنجليزي مفاجئا بالنسبة إلى المدرب الإيطالي لأنه كان يدرك بأن مهمته في الفريق اللندني ستصل إلى نهايتها قبل نهاية عقده منذ أن قامت الإدارة بالتخلي عن خدمات مساعده "الأمين" راي ويلكنز دون علمه.
قرر مالك الفريق اللندني الملياردير الروسي رومان إبراموفيتش أن يبلغ أنشيلوتي قرار إقالته من منصبه قبل أن يصعد المدرب الإيطالي إلى حافلة فريقه المتجهة إلى المطار إثر الخسارة أمام إيفرتون (صفر/1) أمس (الأحد) في المرحلة الختامية من الدوري المحلي.
لكن مصير المدرب الإيطالي حسم منذ العاشر من نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي من خلال الرسالة التي وجهها له إبراموفيتش بإقالة مساعده ويلكنز من منصبه دون علمه، وتعيين مايكل إيمينالو الذي يفتقد للخبرة المطلوبة بدلا منه.
وعلى رغم تكتم ويلكنز عن السبب الذي أدى إلى إقالته، فإن وسائل الإعلام البريطانية تحدثت عن أن إبراموفيتش قام بهذه الخطوة لأن لاعب الوسط السابق اعترض على تدخل الملياردير الروسي بالتفاصيل المتعلقة بالمسائل الفنية للفريق إن كان من ناحية الأسلوب أو الخطط.
وكان رحيل ويلكنز عن المنصب الذي تسلمه العام 2008 خلال فترة إشراف المدرب البرازيلي لويز فيليبي سكولاري على الفريق، بمثابة ضربة لسلطة أنشيلوتي كما أثر على اللاعبين أيضا لأنه كان شخصية محبوبة وتوحي بالثقة بالنسبة إلى نجوم مثل جون تيري وفرانك لامبارد.
وترك رحيل ويلكنز عن الفريق آثاره السريعة على النتائج، إذ فشل الفريق اللندني في تحقيق أكثر من فوز خلال تسعة مباريات منذ التخلي عن خدمات لاعب وسطه السابق، ما تسبب بتنازله عن صدارة الترتيب لمصلحة غريمه مانشستر يونايتد الذي نجح في نهاية المطاف في إحراز اللقب. كما لعب المرض والإصابة دورا أيضا في مسلسل النتائج المخيبة التي حققها تشلسي في تلك الفترة، وبان واضحا افتقاد الفريق لخدمات لاعبين يتمتعون بالخبرة مثل الألماني ميكايل بالاك وجو كول اللذين تركا الفريق في نهاية الموسم الماضي، وذلك لأن اللاعبين الشبان لم يرتقوا إلى المستوى المطلوب خلال فترة غياب لاعبين مثل العاجي ديدييه دورغبا ولامبارد والغاني مايكل إيسيان.
وشعر أنشيلوتي بإحراج كبير عندما سقط تشلسي على أرضه أمام سندرلاند (صفر/3) في منتصف نوفمبر، وتعقدت الأمور بشكل كبير عندما مني الفريق بهزيمة ثانية على التوالي على يد برمنغهام (صفر/1)، ثم بخسارته أمام جاره آرسنال 1/3 خلال فترة عيد الميلاد.
وأصر أنشيلوتي خلال تلك الفترة بأن فريقه يمر بـ "وقت صعب" لكنه سيتجاوزها في نهاية المطاف، إلا أن الأرقام لم تؤكد حينها نظريته لأن الفارق بينه وبين مانشستر يونايتد وصل إلى 15 نقطة قبل أن يستضيف الأخير في الأول من مارس/ آذار 2011.
وكانت هذه الموقعة التي احتضنها تشلسي على ملعبه "ستامفورد بريدج" مفصلية بعدما حسمها رجال أنشيلوتي لمصلحتهم 2/1، اذ حققوا بعدها سبعة انتصارات متتالية في 8 مباريات ليستعيدوا حلم المحافظة على اللقب، لكنهم عادوا وسقطوا في الامتحان المفصلي أمام "الشياطين الحمر" (1/2) في المرحلة السادسة والثلاثين ما مهد الطريق أمام فريق المدرب الاسكتلندي أليكس فيرغوسون للظفر بلقبه التاسع عشر.
ومن المؤكد أن الخروج من مسابقة دوري أبطال أوروبا لعب الدور الأكبر في إقالة أنشيلوتي من منصبه لأن إبراموفيتش جاء بالمدرب الإيطالي إلى الفريق من أجل قيادته إلى اللقب الأوروبي المرموق الذي أصبح يشكل "هاجسا" للملياردير الروسي الذي تخلى عن خدمات المدرب البرتغالي الفذ جوزيه مورينهو لهذا السبب بالذات.
وتناسى إبراموفيتش تماما ما قدمه أنشيلوتي للفريق في موسمه الأول معه عندما قاده لثنائية الدوري والكأس المحليين، وذلك لأن طعم الخروج من دوري أبطال أوروبا على يد مانشستر يونايتد بالذات كان طعمه مرا جدا على المالك الروسي الذي سيبحث مجددا عن مدرب يرى فيه الشخصية التي باستطاعتها تحقيق حلمه الأوروبي وقد تكون هذه الشخصية متمثلة بمدرب بورتو البرتغالي الشاب أندري فياس-بواس الذي قاد فريقه هذا الموسم إلى ثلاثية الدوري والكأس المحليين والدوري الأوروبي "يوروبا ليغ".
كما تحدثت وسائل الإعلام عن اهتمام إبراموفيتش بخدمات الهولندي غوس هيدينك الذي أشرف على الفريق العام 2009 عقب إقالة سكولاري، لكنه غير مهتم بالمنصب لانشغاله بارتباطه مع المنتخب التركي إلا أنه رشح مواطنه ماركو فان باستن لتسلم هذا المنصب الذي شغله 8 مدربين منذ وصول الملياردير الروسي إلى الفريق العام 2003.