تفاقمت بصورة كبيرة جداً هذه الأيام مظاهر الازدحام الشديد عند دوار قرية بوري، وباتت السيارات المتعطلة تتعدى الدوار الأول لمدينة حمد من جهة، وتصل إلى نهاية شارع بوري العام من داخل القرية من جهة أخرى، إذ تصل غالباً إلى الدوار الصغير الذي يقع قبل النفق. فضلاً عن شبه شلل يشهده الشارع المحاذي لمنطقة المطاعم الجديدة بسوق واقف والمؤدي إلى الدوار المذكور.
وتتركز المشكلة عند ثلاث فترات غالباً، الأولى عند وقت الدوام الرسمي صباحاً، والثانية وقت الظهر عند انتهاء الدوام، والثالثة وهي وقت الذروة الأكثر تزاحماً بين الرابعة والسابعة مساء تقريباً من كل يوم.
وتفتقر المنطقة المشار إليها إلى أية مخارج أخرى باستطاعة السواق اللجوء إليها هرباً من التعطل الذي يؤخرهم إلى أكثر من نصف ساعة أحياناً، فيما لاتزال وتيرة الازدحام تتزايد في ظل التوسع التجاري والخدمي المتواصل في تلك المنطقة.
«الأشغال» وعدت باستبداله بإشارات
وكانت «الوسط» نشرت بتاريخ 27 يونيو/ حزيران 2010 (قبل عام تقريباً) خبراً تحت عنوان: «الأشغال وبلدي الشمالية يستبدلان دوار بوري بإشارات ضوئية»، جاء فيه أن مجلس بلدي الشمالية اتفق مع وزارة الأشغال على استبدال دوار بوري بإشارات ضوئية. وبحسب المجلس البلدي فإن «الطرفين اتفقا على إزالة الدوار في أسرع وقت ممكن لتنظيم سير الحركة المرورية، على أن تبدأ الوزارة بتجهيز الخرائط والرسومات الفنية للمشروع، بعد أن أجري مسح ميداني على المنطقة، وتبين وجود حاجة ضرورية إلى اقتلاع الدوار واستبداله بإشارات ضوئية».
وأشار المجلس حينها إلى أنه خاطب وزارة الأشغال في العام الماضي (أي قبل عامين)، واجتمع مع مسئولي الطرق لمناقشة الموضوع نفسه، الذين من جانبهم زاروا الموقع وأكدوا الحاجة إلى إنهاء الاختناقات المرورية المتكررة بشكل يومي.
ونقل الخبر عن رئيس مجلس بلدي الشمالية السابق يوسف البوري قوله: «إن استبدال دوار بوري بإشارات ضوئية جاء بعد أن تزايدت الحركة المرورية في المنطقة بشكل ملحوظ ولافت استمر على مدى أشهر في المنطقة»، موضحاً أنه «في السابق كان الازدحام يبدو واضحاً في فترة الذروة فقط، التي تبدأ منذ الخامسة عصراً وتستمر حتى التاسعة ليلاً، بينما الآن أصبح في جميع الأوقات».
وعزا السبب في زيادة الحركة المرورية في المنطقة إلى أن موقع الدوار مهم جداً ويقع على مفترق يؤدي إلى الكثير من الخدمات الضرورية للمواطنين وإلى المحلات التجارية التي يحتاجها المواطن بشكل يومي، والتي تبدأ من سوق واقف وتستمر حتى شارع الهملة، لافتاً إلى أن عددها في تزايد مستمر.
وفي الوقت الذي توقع فيه أن يزداد الازدحام الذي يصل في الكثير من الأوقات إلى دوار مدينة حمد خلال العطلة الصيفية، أكد أن المجلس البلدي رفع تصوره بشأن استبدال الدوار بإشارات ضوئية إلى الوزارة، مؤملاً البدء فيه في أسرع وقت لخدمة المواطنين، وخصوصاً قاطني تلك المنطقة.
أما فيما يخص تفاصيل المخطط الجديد فبيّن البوري حينها أن التصور المقترح سيتضمن ثلاثة مسارات في كل اتجاه لجعل حركة السير أكثر مرونة وخصوصاً للقادمين من جهة مدينة حمد وللمتوجهين نحو قرية دمستان أو البديع أو قرية بوري، مؤكداً أن وضع مسارات أكثر في كل شارع سيساهم في تحديد كل سائق للمسار المناسب له، في ظل وجود الكثير من المحلات التجارية والخدمية التي يصعب التوجه إليها، ما يعوق حركة السير.
وأضاف أن وضع الإشارات الضوئية سيحل مشكلة الازدحام في تلك المنطقة، التي بدأ المواطنون يتذمرون منها بشكل مستمر، آملاً أن يتم البدء في المشروع في أسرع وقت ممكن.
وبعد شهرين من التصريح السابق، وتحديداً بتاريخ 28 أغسطس/ آب 2010، قال عضو مجلس بلدي المنطقة الشمالية السابق علي منصور، عقب لقائه وزير الأشغال السابق فهمي الجودر: «إن وزارة الأشغال ستبدأ قريباً في أعمال استبدال دوار بوري بإشارات ضوئية ضمن المرحلة الأولى من مشروع تطوير شارع زيد بن عميرة حتى قرية كرزكان تقريبا».
وعن تفاصيل استبدال دوار بوري بإشارات ضوئية، بيّن منصور أن «دوار قرية بوري سيتم استبداله قريباً بإشارات ضوئية لإنهاء أزمة الاختناقات المرورية المتكررة يومياً عند هذا الدوار».
وأضاف العضو البلدي أن «دوار بوري يربط بين الشوارع المؤدية لشارع ولي العهد في اتجاه معسكر الضلع والجسرة، وكذلك مع الشارع المؤدي لمدينة حمد ودمستان وبوري»، مبيناً أن «الضغط الكبير على الشارع يتسبب في حدوث طابور طويل من السيارات واختناقات مرورية تصل إلى دوار مدينة حمد الأول حتى، وخصوصاً في الفترة الصباحية عند خروج المواطنين للدوامات الرسمية، ومساء أيضاً».
نصب النخلة التذكاري
وأوضح منصور أن «الدوار المشار إليه كان من المفترض أن يقام فيه نصب تذكاري للنخلة، إلا أن المجلس تدخل في الوقت الأخير وأوقف المشروع على أن ينقل لمكان آخر، وذلك بعد ورود فكرة تحويل الدوار لإشارات ضوئية بسبب الازدحامات الكبيرة».
ووفقاً للعضو البلدي، فستكون هناك 4 اتجاهات رئيسية ضمن الإشارات الضوئية الجديدة، فالشارع المقبل من مدينة حمد ستكون له 3 مسارات رئيسية، الأول سيؤدي لقرية بوري، والثاني لشارع ولي العهد المؤدي لمعسكر الضلع، والمسار الثالث سيؤدي لقرية دمستان.
وأما الشارع المقبل من قرية دمستان فله 3 مسارات أيضاً، فالأول سيؤدي لمدينة حمد دون الحاجة للوقوف عند الإشارة الضوئية، والمسار الثاني سيؤدي لقرية بوري، والثالث لشارع ولي العهد في اتجاه معسكر الضلع. وأما الشارع الخارج من قرية بوري، فأيضاً له 3 مسارات رئيسية، الأول سيؤدي إلى مدينة حمد، والثاني إلى دمستان، ومسار آخر سيؤدي إلى شارع ولي العهد دون الحاجة للانتظار عند الإشارات الضوئية ضمن منعطف جانبي. في حين أن الشارع المقبل من منطقة معسكر الضلع (شارع ولي العهد)، ستكون له ثلاثة مسارات رئيسية أخرى، الأول سيؤدي مباشرة إلى شارع قرية دمستان دون الحاجة للوقوف عند الإشارات الضوئية، ومسار ثانٍ مباشر لشارع مدينة حمد، في حين سيكون المسار الأخير مباشرة لمدخل قرية بوري.
ولكن بعد هذه التطمينات التي ارتاح لها المواطنون، تغيّر القائمون على وزارة الأشغال وكذلك الأعضاء البلديون بعد أشهر، بينما استمر الحال على ما هو عليه في دوار «بوري»، ولم تتغيّر صورة الازدحام التي بات يضيق بها الكثيرون ذرعاً، بل بدت آخذة في التوسع
العدد 3178 - الجمعة 20 مايو 2011م الموافق 17 جمادى الآخرة 1432هـ