قال عالم الدين السيدعبدالله الغريفي إن الشعب البحريني عاش تاريخاً من المحبة والتآلف والوئام، وهو ما حصّنه من التأزيم الطائفي خلال الأزمة الأخيرة التي مرت بها البحرين.
وأوضح الغريفي، في حديثه الأسبوعي مساء أمس الأول (الخميس)، أن «مِن أخطر ما يواجه الأوطان هو التأزيم الطائفي، وله أسبابه ومنتجاته الكثيرة، وقد شهد وطننا الحبيب خلال محنته الأخيرة محاولات تأزيمٍ طائفيٍّ خطير، إلا أنّ مُحصّنات هذا الشعب الذي عاش تاريخاً من الوئام والمحبّة والتآلف والأخوّة أسقطت كلّ رهانات التأزيم الطائفي، وأفشلت وستفشل كلَّ الاستفزازات الطائفيّة، أيًّا كان مصدرها، وأيًّا كان مُحرّكها، لأنّه لا خيار بين أبناء هذا الوطن إلّا التآخي والتصافي والتلاحم». ورأى الغريفي، في سياق حديثه، أن «حينما تختفي سياسات التمييز لدى الأنظمة الحاكمة، فإنّ هذا من أكبر الإنجازات، التي تمارسها هذه الأنظمة، ما يوفر أجواءً صالحة لتلاحم حقيقي بين مكوّنات الشعب، الأمر الذي لا يسمح لأيِّ حراكاتٍ طائفيّة أن تفرض نفسها مهما كانت المؤجّجات والمحرّضات قويّة وطائفية»وتحت عنوان التكافل الاجتماعي، بيّن الغريفي «تحدّثنا في حديثٍ سابق، عن مسئولية الدولة في رعاية كلّ العاطلين، من خلال توفير الأعمال لكلّ القادرين على العمل، أو من خلال توفير ضمانات اجتماعيّة معيشيّة، تحميهم من العوز والفقر والحرمان، وهذا لا يعني أن يتخلّى النّاس القادرون عن مسئوليّاتهم تجاه العاطلين الذين لا يملكون ما يوّفر لهم وضعاً معيشياً مقبولاً». وأشار إلى أنه «إذا قصرّت الدولة أو عجزت عن أداء وظائفها في حماية العاطلين، فتبقى مسئولية كلّ القادرين من أبناء الوطن في إنقاذ هؤلاء العاطلين، بتوفير أعمالٍ لهم أو بمساعدتهم، لكي يعيشوا حياة كريمة كبقية النّاس، وهذا لا يعدّ تفضّلاً أو منّةً على هؤلاء المحرومين، بل هو حقّ من حقوقهم المشروعة، ولهم أن يطالبوا بها بكلّ عزّةٍ وكرامةٍ، لا بذلّةٍ ومهانةٍ»
العدد 3178 - الجمعة 20 مايو 2011م الموافق 17 جمادى الآخرة 1432هـ