العدد 3177 - الخميس 19 مايو 2011م الموافق 16 جمادى الآخرة 1432هـ

لحظة صمت على أحد المسئولين!

مريم الشروقي maryam.alsherooqi [at] alwasatnews.com

كاتبة بحرينية

في بعض الأحيان نرى الخطأ وليس بيدنا تعديله أو تغييره، وقد نرى أناساً يستغلون مناصبهم لأجل السلطة والتسلط على الآخرين، ولا نستطيع عمل شيء إلا «لحظة صمت» نتحسَّر فيها على هؤلاء المساكين، الذين يظنون أن المنصب باق في جيوبهم لا محالة.

بعض الرؤساء في بعض الوزارات في دولة ما، قد يستخدمون مراكزهم وكراسيهم من أجل إهانة أحدهم، أو التسلط عليه في قوته ورزقه، متجاهلين كون الموظف مظلوماً أو ليست عليه شائبة في العمل.

وهناك من المسئولين من يظن نفسه «ديك البرابر»، فلا أحد يستطيع النطق بعد نطقه، ولا أحد يتأخر عن موعد رتـَّبه معه، ولكنه بالمقابل لديه الحق في التأخير، والحق في إطلاق الأحكام، والويل الويل لمن يعصي له أمراً.

لقد نسي هؤلاء المسئولون أنهم محاسبون أمام الله، ومن ثم محاسبون أمام الآخرين، لأن الواجب المتحتم عليهم يجب أن يدفعهم الى احترام الآخرين، والتعامل معهم بنـَفس طيبة، وكما عليهم قراءة التاريخ عن تلك الطيور التي ارتفعت، وما إن ارتفعت حتى وقعت!

وليس هذا فقط، وإنما على من يدعي التدين أن يطبق أخلاق الرسول الكريم محمد (ص)، في التعامل مع الآخرين والتواضع، وعدم أخذ العزة بالإثم، وعدم إطلاق الأحكام من دون تريث، والدعوة بالحكمة والموعظة الحسنة، لا بالجفاء والكلام القبيح.

وجب على بعض المسئولين أن يتصرفوا وفقاً لمراكزهم، وأن يقللوا الصراخ ويُكثروا من الاستماع للآخرين، فلقد علمتنا الحياة في ظل العقيدة أن الاستماع سيد الأخلاق، ويجعل الفرد راقياً في تعامله، حتى إذا خسر المنصب لا يخسر السمعة الطيبة.

فلو قمنا بعَدِّ المسئولين في الدولة - أي دولة - الذين لا يصرخون ولا ينهرون ولا يعاملون الناس على أنهم عبيد لديهم، لا موظفين مثلهم بدرجة أقل، فإننا سنحصد عدداً قليلاً، لأن طبيعة النفس البشرية في بعض الأحيان تجعل الإنسان ينسى أصله وفصله، وينسى من هو ومن أي بيئة خرج، فمن المستحيل أن يخرج الإنسان من الدنيا مسئولا في وزارة، بل تدرج حتى وصل، وإن وصل ما هي إلا سنوات وينتهي وقته! فليتذكر جيداً مقولة «عامل الناس كما تُحب أن تُعامل».

من خبرتنا ببعض البشر نجد أن هؤلاء لا يطول وقتهم، وان طالت أعمارهم، لأنهم يحاولون التسلط وتمرير القرارات التعسفية من دون وجه حق، لا لشيء إلا من أجل حاجات دنيوية، ومن أجل إرضاء رغبة التحكم في الآخرين. وتساعدهم فيها النفس الخبيثة، التي تظن أن هذا الكرسي في تلك الوزارة سيدوم

إقرأ أيضا لـ "مريم الشروقي"

العدد 3177 - الخميس 19 مايو 2011م الموافق 16 جمادى الآخرة 1432هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً