فرضت الولايات المتحدة عقوبات تقضي بتجميد أي أموال في الولايات المتحدة للرئيس السوري بشار الاسد وستة من كبار مساعديه يوم الأربعاء وذلك فيما يتصل بانتهاكات لحقوق الانسان في تصعيد كبير للضغوط الامريكية على سوريا كي توقف حملتها العنيفة على المحتجين.
ووجه استهداف الأسد شخصيا بعقوبات ضربة كبيرة لدمشق واثار تساؤلات بشأن ما إذا كانت واشنطن والغرب قد يسعون في نهاية الامر لإزاحة الاسد عن السلطة. ويتعرض الرئيس الأمريكي باراك أوباما الذي تدخل عسكريا في ليبيا لمنع القوات الموالية للزعيم الليبي معمر القذافي من مهاجمة المدنيين والسعي للإطاحة به لضغوط لعمل المزيد لإنهاء العنف الدامي في سوريا. وقال مسئول كبير في الحكومة الأمريكية تحدث للصحفيين بشرط عدم الكشف عن اسمه "أمام الرئيس الأسد خيار واضح.. إما قيادة هذا الانتقال إلى الديمقراطية أو الرحيل" وذلك في واحد من أوضح الإشارات الأمريكية إلى أنها ترغب في رحيل الأسد. وقالت وزارة الخزانة إن العقوبات على الأسد ونائبه فاروق الشرع ورئيس الوزراء عادل سفر ووزير الداخلية محمد إبراهيم الشعار ووزير الدفاع علي حبيب بالاضافة الى عبد الفتاح قدسية مدير المخابرات العسكرية ومحمد ديب زيتون رئيس شعبة الامن السياسي تستهدف إجبار الرئيس السوري على إجراء الاصلاحات السياسية التي قاومها في سعيه لقمع احتجاجات شعبية مستمرة منذ أكثر من شهرين قتل خلالها المئات.
واستهدفت مجموعة أخرى من العقوبات اثنين من كبار أفراد الحرس الثوري الإيراني تتهمهما واشنطن بمساعدة حملة القمع السورية وابن خال للأسد ورجل أعمال سوريا وأربع هيئات سورية وجميعهم متهمون بارتكاب انتهاكات لحقوق الإنسان. ولم يتضح على الفور أي من الأموال سيجري تجميده. ويقول نشطاء سوريون إن 700 مدني على الاقل قتلوا في شهرين من الاشتباكات بين القوات الحكومية ومحتجين يسعون لانهاء حكم الاسد المستمر منذ 11 عاما.
وبينما تبقي الولايات المتحدة في العلن على ما يبدو قدرا من الأمل في أن الأسد قد يشرع في الإصلاح قال محللون إن البيت الأبيض لديه على الأرجح أمل ضئيل في هذا وربما يستعد لرحيل الأسد في نهاية المطاف. وقال توني بدران في مؤسسة الدفاع عن النظم الديمقراطية "هذا الرجل انتهي. لم تعد لديه أي شرعية ويتعين على الولايات المتحدة أن تبدأ في الحديث عن إدراة انتقال السلطة. ننجر إلى هناك ببطء وعلى مضض." ولكن المحللين قالوا إن أوباما يحاول مساعدة المحتجين السوريين المؤيدين للديمقراطية دون توريط الولايات المتحدة في حرب في رابع دولة إسلامية بعد التدخل العسكري الأمريكي في أفغانستان والعراق وليبيا. وأعادت حكومة أوباما سفيرا إلى سوريا في يناير كانون الثاني بعد غياب دام خمس سنوات أملا في تواصل قد يساعد على إبعاد سوريا عن دائرة النفوذ الإيراني.