400 مشارك و8 محاور و... إلخ، كل هذه الأرقام تراجعت، ولم تعد تثير الاهتمام الذي تستحقه، فكل ما يهم المواطن البحريني أن تنطلق اليوم، واليوم على وجه التحديد أعمال منتدى «الحكومة الإلكترونية» الرابع في موعده المحدد، ودون أي تأخير. قد يبدو في ذلك شيء من الصنمية غير المبررة، لكني، ولكي أشارك القارئ هذا العرس البحريني الخاص والمميز، أستعيد معه شريط الأحداث التي عرفتها البحرين خلال شهري فبراير/ شباط ومارس/ آذار الماضيين، عندما كانت البحرين ساحة صدامات شبه مستمرة أدت، فيما أدت إليه، إلى شلل للحياة اليومية، وانعكست بشكل سلبي على جميع مرافق الحياة، ودونما أي استثناء؛ ما قاد إلى إلغاء، أو تأجيل، بعض الفعاليات المهمة والحيوية، المؤثرة في اقتصاد البلاد.

في خضم تلك الأحداث، كان النقاش يدور وراء الكواليس، بين متحمس جريء، مُصرّ على أن ينعقد المنتدى في وقته ومكانه المحددين، وآخر محافظ حذر، يناشد التأجيل، ويبرر تحاشي المخاطرة. وإن كان إعجابي بالأول يتعاظم اليوم، فلن يفقد الثاني احترامي له. الاثنان كانا يتسابقان من أجل مصلحة البحرين، الأول كي يثبت قدرتها على الفعل، والثاني كي يوفر عليها مواقف الإحراج.

اليوم، ونحن نشارك في انطلاق أعمال المنتدى الرابع تقف أمامنا، وبشموخ مجموعة من الحقائق التي تدحض مساعي كل من يحاول أن يشكك في استقرار البحرين والأمان الذي باتت تنعم به، ومن ثم قدرتها على استقبال فعاليات ذات مستوى دولي، من درجة هذا المنتدى.

فإلى جانب تعبير ذلك عن نجاح البحرينيين، ممن يقفون وراء إقامة المنتدى في وقته، في انتشال بلدهم من أزمة كادت أن تدمر الاقتصاد، وتشوه صورة البحرين في الخارج، فهي في الوقت ذاته، مساهمة مجدية في تشجيع أولئك المترددين، ممن يخشون المغامرة كي يبدأوا في التشمير عن سواعدهم، والعمل من أجل استعادة بعض الفعاليات التي هاجرت إلى أسواق قريبة، أو استحداث فعاليات مشابهة تعوض البحرين عما فقدته منها.

أكثر من ذلك ربما يكون هذا النجاح دعوة صادقة من أجل التفكير الجدي، في فعاليات ذات نوعيات مختارة، قادرة على توليد قيمة مضافة للاقتصاد البحريني، فنسارع إلى دعوتها، وإقناعها، ومن ثم إحضارها إلى البحرين، كي تشكل بادرة تبنى عليها إقامة فعاليات أخرى في الاتجاه ذاته.

انطلاقة المنتدى اليوم عرس كبير لا يمكن لمن يحب البحرين إلا أن يشارك القائمين عليه، والمشاركين فيه أفراحه