عَمَّ تبحثين؟
في ظُلمة الليل.. في عزّ السكون.. يُشاغلني النصّ.. يُشاغلني سؤال!
فيمَ الكلام؟
يُعاتبني - قبل الكلّ - نصّي.. وجرأته في العتاب سؤال.. ولا جواب!
وأهمّ بالقول من بعد العَتَب.. من بعد السؤال.. وصمتٍ كأنّه رثاءٌ للقادم من نصوصي: أيّ شيءٍ تريدين؟
لكنّي - في خروجٍ عن النصّ فاضحٌ - أصرخُ سلاماً!
***
عَمَّ تبحثين؟ فيمَ الكلام؟ وأيّ شيءٍ تريدين؟
لم تزلْ كلّ الأسئلة.. ولا جواب!
أسيرةً لسؤالاتِ النصّ كنتُ..
أشكوها.. وتشكوني..
أهجوها.. وبمثل الحدّة وجموح السؤال تهجوني..
كيما نصوغ بالهجاء والشكوى خيالاتٍ ما عرفتُ من بعدها إلا الظنونا!
***
عبثاً أُعرِضُ عن الحزن.. والحبّ.. والحرمان.. وحيرتي التي مارستُ بلُغتي!
فأهطل عليها - لُغتي - من حيث لا منطق للهطول..
ويُخيّل إليّ كما لو أنّ الفضاء - حتّى الفضاء - يسخرُ من تحليقي!
***
أسفاً الفضاءُ يسخرُ منّي.. وبين السخرية والجهل ضيّعتُ مكاني!
مُنتهى الغُبن ألا يعرفني وأرى فيه بداياتي..
مُنتهى الوجع ألا أرى فيه - فضائي/ خرابي الجميل - سواي.. والنصّ.. وظلّي!
***
تُرهبني خواتم الأشياء.. وبعد رهبتي الأولى أدركُ أنّ بعض الخواتم محضُ بدايات..
فآهٍ لو أعود بالنصّ إلى حيثُ ودّعتُ أحلامي/ أوهامي بنيّة حضورٍ في الغياب!
فهناك أيضاً أودعتُ قلبي.. وشكّي.. ويقيني رحمةً للمكان..
ومضيتُ أطوي الزمانَ بدعاءٍ كأنّه صلاة.. فنسيتُ أن أبكي!
***
سآوي إلى النصّ.. لن أبكي..
سأعتنقُ دهشةَ/ جنونَ اللغة تعويذةً للنجاة.. لن أبكي..
سأغنّي للخرائب والمنايا قليلاً.. لن أبكي..
أقسمتُ ذات صحوة.. واليومَ بكيت!
***
تُرى ما الذي يُثير حفيظةَ الدمع حتّى يغادر أعيناً تبرّمت من حزنها كثيراً..
وأقسمت بعد التبرّم ألا تُثار فتهطلُ؟
لا مساحات هنا للهطول..
لا فضاء!!
وحدها اللغة هطول.. وحده الحرف فضاء..
فإلامَ يؤول النصّ وليس ثمّة نجاة من أسئلتي؟
وعلامَ ألومه - إنْ فعلت - وعلامَ يلومني؟
***
يُشاغلني النصّ..
في ظُلمة الليل.. في عزّ السكون.. يُشاغلني سؤال!
عَمَّ تبحثين؟
ذَبُلَ العمرُ أسئلة.. ولا جواب
العدد 3172 - السبت 14 مايو 2011م الموافق 11 جمادى الآخرة 1432هـ