العدد 3172 - السبت 14 مايو 2011م الموافق 11 جمادى الآخرة 1432هـ

كشكول مشاركات ورسائل القراء

مشاهد قتل سامية

تركضُ عقارب الساعة متسارعةً مهرولةً تدور حول نفسها تلاحق الدقائق ثم الثواني ليعلن كشف الستار عن فجر جديد وزمن حديث تتصدره العبارات المزيفة والكلمات المدبلجة التي تكاد أن تكون صاخبة ورنانة لأشخاص ألهموا القيادة والسيادة لمشاهد ومصائب تدعى: «مشاهد قتل سامية».

في أيامنا هذه بدأ العالم الخارجي بفتح مضافته ومصراع بابه العظيم أمام نظرية العولمة والحداثة التكنولوجية التي باتت تمثل اجتياحاً غريباً من نوعه للفكر والفكرة والعقل على غرار سلس ونجيب يوجه الأفراد في المجتمع الى أعمال وتصرفات حديثة ومغايرة عن الواقع الأصلي للشعوب والأساس القديم للأخلاق الحميدة.

فيصير هؤلاء المتأثرون بهذا الاجتياح مثل قطرات الماء التي تنزل ببطء شديد على رأس أحد المعتقلين الصينيين فتفقده صوابه بعد أيام فيصبح الصيني مصاباً، وأولى الإصابات التي تصيب العقل عندنا هي إصابة الذوبان في الآخر وتزيينه وتجميله، لأنه يصير سيدة حسناء تضاهي أناقتها وجمالها الرخام وسط الوشيعة المذهلة بوردها والطبيعة الخضراء الصاخبة التي تحيطها من كل جانب.

إصابة العقل هذه بدأت تصدر لنا تراجم جديدة من التصرفات تدعى: «مشاهد قتل سامية»، وهي طرق التعامل الحديثة التي يمر بها الناس الضالون في قتلهم لأوصال الترابط بينهم وتفويضهم لقوة الجبروت والقهر بدعوى الكبرياء والدفاع عن الكرامة فباتت العبارة المأثورة: «اقتلْ، اثأرْ، وارم بالرصاص حتى تردى قتيلاً».

هذه الإصابة الإجرامية في العقل العربي الحديث هي المعضلة الجديدة التي يواجهها المجتمع الذي نجح في تضليله عن الواقع الحقيقي الغزو الفكري في نظريات العولمة والحداثة الجديدة، وهي الوسائل التي فهم موجهوها العقلية الكيميائية للعربي الذي يتميز بصفة (الدم الحر) والوقود الذي يشتعل بنار رعناء سرعان ما تطفأ وتذوي مشاعلها لكنها نار باتت تشتعل في مشاهد القتل الجديدة التي يعايشها الناس فصارت الكرامة والكبرياء في الدفاع عن حقوق العائلة أو عن جماعة: (المافيا) والتي هي القائد لشراع السفينة التي تحصد مثل القصف البحري أرواح البشر وتفكك المجتمع بصورة لئيمة ومجنونة في آن واحد.

هذه القراءة في استبانة الداء والعقم في رحم الأمة العربية تدل على سبيل حديث في تفكك الترابط ومعاني الإخاء والمودة وموت وصايا النور المبين وتعاليم القرآن الكريم من داخل شخصية الفرد المسلم، حتى إن الحق وقول الحق استشهد واستشهد ذووه معه، فبات اليوم جيل جديد من المستعربين والمنتحلين لهيئة أهل الخير والصلاح فهم يقودون مسيرة الخير بدعواهم على رغم الحجاب العظيم الذي يحجبهم عن واقع الخير وعن الإخلاص في التغير وتنمية المجتمع الى ما هو خير له واصلاح ذات البين، في أوساط المتحاربين الجدد في ساحاتنا العربية.

إن هذه الحقائق الجديدة التي تؤول بالناس إلى ممارسة طريق جديدة بدعوى العائلية والكبرياء أساسها في تفكك وتشرذم المجتمع عن سبيل العبادة والطاعة وظهور عالمية جديدة في أوساط التكنولوجيا على مختلف وسائلها على غرار السينما، التي تنمي بذرة العنف داخل الأرواح وتبعث فيهم وسائل جديدة لتعلم طرائق للاغتيال المنظم، فبعد جهد كبير من الأعوام في عرض مستمر لهذه الأفلام دخلت الممارسات العنيفة في عقلية الشاب العربي وصارت طريقة جديدة لكسب الرزق، أو لعرض العضلات والغطرسة على الآخرين، أو لحل المشاكل.

أبناء الجلدة الواحدة باتوا شرذمة من القماش البالية تذوي أمام النيران المتصاعدة فيها من كل حَدَب وصوب، فنحن نشكو هشاشة في عمودنا الفقري (...) ونهضتنا الدعوية، هذه الهشاشة حوّلت الأرواح الملاحقة لمطامع الدنيا إلى حيوانات تتصرف بعنجهية حيوانية ويحكمها قانون جديد يدعى: (قانون الغاب)، ففيه يقتل القوي الضعيف ويسلب حقه في الحياة مبتعداً عن السمو في وجودية الإنسان وارتقاء العقل الإنساني والروح الإنسانية إلى مكارم الأخلاق المحمودة ونزاهة العقل عن فكرة القتل اللئيمة في الاحتساب عند رب العباد والتخلي عن طريق التواجه الجديدة البعيدة عن لغة الحوار والتفاهم المعهودة بين أبناء البشر.

باتت هذه الأفكار الحديثة الموجهة في الغزو الفكري لغة حديثة بين الصغار قبل الكبار وطريقة لتوجيه الاهتمامات نحو قيادة السيارات من دون رخصة أو تحديث السيارة لتكون سيارة فتّاكة وحديثة تقتل صاحبها بخطف البصر، أو لعبهم بأسلحة مصغرة يقلدون بها الواقع بصورة غريبة فيلبسون اللثام على وجوههم ويقومون بالاختباء مثل الخفافيش فيرمون برصاص وهمي أنفسهم لينتصر الولد الأقوى بينهم وفي نظرهم.

هذه الفكرة يعززها لدى أبنائنا التلفاز والانترنت ووسائل الإعلام بشكل عام، فالسينما مثلاً تطرح أمامنا الكثير من مشاهد العنف بصورة تروق لنا... نحبها ونستلهم منها إشارات تدخل العقل الباطن وتخاطب اللاوعي بصورة فريدة من نوعها، لتوجه العقل بواسطة مؤثرات صوتية أو موسيقية تسمعها الأذن أو مؤثرات بصرية تشاهدها العين وخدع جميلة لمشاهد العنف التي تنطبق على التصرفات اليومية، فينطلق العقل الباطن ليبعث دوافع داخل الصغار والكبار لينقادوا لتصرفات عجيبة تأخذهم الى مساحات ضالة ومجنونة في حال وقوع النزاع أو الخلاف بينهم فيصير النزاع استثارة لنعرات القبلية الجاهلية أو لنعرات السيطرة والقوة وطلب الثأر متناسين دين التسامح والإخاء ولغة الحوار والعفو وكظم الغيظ.

هذه القيم الحميدة تمثل لجاماً لتصرفات البشر الحيوانية ولانصياعهم وراء السفور والإسفاف في تخريبهم لأرض الله وانصياعهم لما تملي عليه غرائزهم فصارت كتابتي هذه ثقافة جديدة في قراءة الوضع لدى المثقف العصري وسط كومة من النفايات المسمية مجتمع السيطرة: «مافيا»، والتي باتت تسيطر كحركات جديدة على الشباب الذين رماهم الزمن الى الضياع والهلاك والخراب.

إن هذه القضية تطرح أسئلة كثيرة وحيرة كبيرة في مصطلحات حديثة يتداولها الشباب، كمثل ان يقول: «أنا لا أفتح عن فلان»، وهذا التعبير انه لا يفشي السر الاجرامي أو التخريبي، هذه الطريق الجديدة العصرية التي أنستنا القضايا الرئيسية لنا كأمة وشعب؛ باتت تمثل مأساة تراجيدية تعلن انتصار مشاهد القتل السامية وإحداث شرخ وجرح عميق في داخل المجتمع وأبناء الأم الواحدة.

ونحن اذ نطرح هذه القضية بصورتها الحقيقية نصير أشباحاً تُحدثُ ظلاماً يجب أن ترمى بالرصاص لأن الضمير الحي يأبى إلا قول كلمة الحق وعدم التفريط في خيرية الأمة التي بلغنا الله إياها بالآية الكريمة: «كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر» (110: آل عمران).

فكيف يسمحُ الانسان لنفسه بالاستسلام لهذا الغزو المجنون؟

وكيف نسمي أنفسنا عقلاء ونحنُ عقلاء منقادون الى مجانين؟

وهل يعقل أن يسكت القلم عما سكت عنه العقل؟

لا أظن!...

محمد حسني عرار


حياة ترفيهية للمتقاعدين

هناك طرق كثيرة يستمتع بها المتقاعد على أرض البحرين الحبيبة، جمعيات نموذجية واسعة للجميع نساء ورجالاً، وهناك دور كثيرة تجمع بين الأصدقاء والأحبة من المناطق نفسها وترتب رحلات ترفيهية يحتاج إليها المتقاعد ونشاطات كثيرة وندوات دينية وثقافية ومناقشات وحوارات متبادلة بين الحضور في جو مرح ومناسب لجميع الأعمار.هذا ما يحتاجه المتقاعد الذي أمضى سنين طويلة في خدمة الوطن الغالي ويجب عليه أن يبتعد عن الهموم والتعب الذي واجهه في العمل طوال تلك السنين وعليه أن يتقرب الى الله سبحانه وتعالى ويكثر من قراءة القرآن الكريم وزيارة بيت الله الحرام إذا أمكنه ذلك، لأن تلك الزيارات المقدسة ستجعله قريباً من ربه أكثر، وعليه أيضاً أن يبتعد عن الزعل والحساسية تجاه الآخرين ويترك الزمن والحياة تسير وهو في صحة جيدة ويزيد من محبته للناس جميعاً، وعليه أن يكون متسامحاً كي يتجنب المشاكل التي ستؤثر على صحته ويكمل حياته مع عائلته التي كان بعيداً عنها فترة العمل ويتفرغ للحياة الجديدة ويتماشى مع التطور والتقدم.فليعلم الجميع أن الجمعيات والدور هي عبارة عن مكان يلتقي فيه المتقاعدون والمسنون، ونحن نشكر كل من ساهم أو فكر في بنائها وجعلها بيتنا الثاني الذي نلاقي فيها أحبابنا ونستمتع بكل هذه الأنشطة الترفيهية ونتمنى من المسئولين الاهتمام بها وتطويرها واستغلالها بالطريقة الصحيحة للأجيال المقبلة إن شاء الله.

صالح بن علي


المقومات الأساسية للمجتمع وحقوق وحريات الأفراد والواجبات العامة (7)

الواجبات العامة

لم يقتصر الدستور على إيراد الحقوق والحريات العامة، وإنما أورد أيضاً الواجبات العامة، فالحقوق والحريات لا تكون لها قيمة ما لم يقابلها واجب يفرض على الأفراد، فحيثما وجد حق لشخص فمعنى ذلك أن هناك واجباً قد فرض على شخص آخر. فهناك علاقة قوية بين الحقوق والحريات التي يتمتع بها الأفراد، والواجبات التي تفرض عليهم؛ فالحق لا قيمة له من دون واجب أو التزام يفرض على الغير.

وأول واجب يفرض على الأفراد هو واجب الأفراد باحترام حقوق الآخرين، وعدم التعدي عليها، وتمكينهم من التمتع بها، وهذا الواجب لا تنص عليه الدساتير بصورة مباشرة، لأنه يعتبر من الأمور البديهية التي لا يمكن تصور تمتع الأفراد بحقوقهم وحرياتهم من دونه.

وهذا الواجب معناه التزام الأفراد بالقانون، فالحقوق والحريات كما أشرنا سابقاً تنظم بالقوانين فاحترام القانون يعني احترام حقوق وحريات الأفراد.

أما الواجبات التي نص عليها الدستور البحريني فهي أربعة واجبات أساسية يأتي في مقدمتها واجب حماية المال العام، وواجب العمل، ومن ثم واجب أداء الضرائب والتكاليف العامة، وأخيراً واجب الدفاع عن الوطن.

أولاً: واجب حماية المال العام

المال العام هو كل مالٍ مملوك للدولة أو أحد أشخاصها المعنوية العامة المرفقية أو الإقليمية، ومخصص لتحقيق منفعة عامة بموجب قانون أو مرسوم أو قرار صادر من الوزير المختص. ومن خلال هذا التعريف يمكن تحديد شرطين لتحقيق صفة المال العام، هما:

1 - أن يكون مملوكاً للدولة أو أحد أشخاصها المعنوية العامة سواء كانت مرفقية أو إقليمية.

2 - أن يكون مخصصاً للمنفعة العامة بالقانون أو بقرار إداري أو بالفعل.

وقد نص المشرع البحريني على واجب الأفراد في حماية الأموال العامة، ويعتبر من الواجبات الأساسية، فكل فرد ملزم بحماية المال العام من الاعتداء أو الإتلاف، لأن المال العام كما أشرنا يشترط فيه أن يكون مخصصاً لمنفعة عامة، أي مخصص لخدمة جميع أفراد المجتمع بصورة مباشرة أو غير مباشرة. لذا تحرص التشريعات في مختلف دول العالم ومنها البحرين على توفير الحماية القانونية للمال العام وهذه الحماية تكون دستورية ومدنية وجنائية.

ثانياً: واجب العمل

يعتبر العمل من الواجبات الأساسية التي تفرض على الأفراد، فالدول والمجتمعات لا تنهض ولا تتطور من دون العمل، لذا فقد فرض الدستور البحريني على الأفراد واجب العمل، حيث نصت المادة (13) الفقرة (أ) على أن «العمل واجب على كل مواطن، تقتضيه الكرامة ويستوجبه الخير العام، ولكل مواطن الحق في العمل وفي اختيار نوعه وفقاً للنظام العام والآداب».

ثالثاً: واجب أداء الضرائب والتكاليف العامة

يُعد أداء الضرائب والتكاليف العامة من الواجبات المهمة، فأداء الضرائب المنصوص عليها في القانون أمر لازم على كل فرد، فالضرائب تعد من الموارد الرئيسية للدولة، ومصدر مهم من مصادر الخزينة العامة، من خلالها تستطيع الدولة أن تقدم الخدمات العامة للأفراد وتقوم بإدارة المرافق العامة وتطويرها.

وقد نص الدستور البحريني على هذا الواجب في المادة (15) الفقرة (أ) التي جاء فيها «الضرائب والتكاليف العامة أساسها العدالة الاجتماعية، وأداؤها واجب وفقاً للقانون».

رابعاً: واجب الدفاع عن الوطن

يعتبر هذا الواجب من أبرز الواجبات، فالأفراد ملزمون بالدفاع عن أرضهم ووطنهم إذا ما تعرض لاعتداء، والدفاع عن الوطن يكون بجميع الصور وبمختلف الأشكال، ولكن من أبرز صوره الدفاع العسكري.

وقد نص الدستور على هذا الواجب في المادة (30) الفقرة (أ) التي جاء فيها أن «السلام هدف الدولة، وسلامة الوطن جزء من سلامة الوطن العربي الكبير، والدفاع عنه واجب مقدس على كل مواطن، وأداء الخدمة العسكرية شرف للمواطنين ينظمه القانون».

معهد البحرين للتنمية السياسية


القراءة مفتاح الحياة

إن القراءة هي مفتاح العلم والمعرفة، وبالتالي إنارة العقل البشري ومعرفة قيمة الحياة التي نحياها، ويكفينا دليلاً على ذلك أنها أول ما أُمر به الرسول - صلى الله عليه وسلم - وأول ما أنزل عليه، ولأهمية القراءة وطلب العلم أخبر الرسول الكريم بأن طلب العلم فريضة على كل مسلم ومسلمة ولاشك أن من أهم أسبابه القراءة.

ولولا القراءة لما كان للإنسان أن يتعلم، أو يحقق الحكمة من وجوده على هذه الأرض وهي عبادة الله وطاعته وعمارة هذا الكوكب. وفضلاً عن هذا فإن القراءة تمكن الإنسان من التعلم بنفسه، والاطلاع على جميع ما يريد معرفته من دون الاستعانة بأحد في كثير من الأحيان، ما يولد في النفس فضيلة الاعتماد على النفس، والثقة في النفس.

لاشك أن القراءة هي غذاء الروح، ويكفي أن تعلم بأن عمر الإنسان يقاس بمقدار ما يقرأ من كتب. فكن محباً للقراءة، لأن لك فيها حياة أخرى غير التي تحياها، فالقراءة هي مفتاح الحياة.

أحمد مصطفى الغر

العدد 3172 - السبت 14 مايو 2011م الموافق 11 جمادى الآخرة 1432هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً