أكدت المدير العام لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو)، إيرينا بوكوفا، استعداد المنظمة لتطوير التعاون الوثيق مع مملكة البحرين، مشيرة إلى أنها تتابع الأوضاع في البحرين، ومبدية ارتياحها لعودة الحياة لطبيعتها في المؤسسات التعليمية انطلاقا من العلاقات الوثيقة بينهما، لفتت إلى أن ما شهده الميدان التربوي من آثار سلبية لابد أن يعالج لتعود الأوضاع لسابق عهدها.

جاء ذلك خلال اجتماع وزير التربية والتعليم ماجد النعيمي مع المديرة بوكوفا في مقر المنظمة بباريس، حيث أكد النعيمي خلال الاجتماع اهتمام مملكة البحرين وبتوجيه من قيادتها بتعزيز التنسيق والتعاون مع المنظمة في جميع مجالات اختصاصها، وخاصة في مجال التربية والتعليم.

وتقرر خلال الاجتماع أن يتم التنسيق بين وزارة التربية والتعليم وجامعة البحرين والجهات المختصة بمنظمة اليونسكو لتقديم المزيد من الدعم التربوي والتخصصي لتعزيز الجهود المبذولة من الوزارة والجامعة في مجال التربية للمواطنة وحقوق الإنسان والتعايش والتسامح وتنمية المهارات الحياتية لتعزيز الوحدة الوطنية ومعالجة ما تعرض له الميدان التربوي من أحداث مؤسفة.

ومن جانبها، قدرت بوكوفا ما تقوم به وزارة التربية والتعليم وجامعة البحرين من جهود، وخاصة على صعيد قيم التسامح والتعايش، وهو ما ينسجم مع سياسة منظمة اليونسكو وأهدافها المؤكدة حق التعليم للجميع، معربة في الوقت ذاته عن أسفها لاستخدام المؤسسات التعليمية في الأحداث السياسية.

هذا، واطلع الوزير بوكوفا «على ما تعرضت له المؤسسات التعليمية في مملكة البحرين من اعتداءات ذات تأثيرات سلبية على مسيرتها وعملها خلال الأحداث المؤسفة التي شهدتها مملكة البحرين، وخاصة ما نتج عنها من شرخ نفسي واجتماعي اثر على قيم العيش المشترك داخل المدرسة بسبب الزج بالطلبة في الصراعات السياسية والطائفية وحملهم على مهاجمة بعضهم بعضاً، ما أثر سلبا على الوحدة الوطنية وأسهم في زرع الكراهية والعنف في بعض المؤسسات التعليمية».

وأشار إلى «خطورة الإضرابات ذات الطابع السياسي والمخالفة لقوانين مملكة البحرين والتي تسببت في تلك الآثار السلبية، وكذلك خطورة الدعوات الصادرة عن جمعية المعلمين خلال الأزمة، وحث الأطفال وجميع فئات الطلبة على مقاطعة المدارس، وحث أولياء أمورهم على الامتناع عن أخذ أبنائهم إلى المدارس».

وختم الوزير، في الاجتماع الذي حضره سفير البحرين في فرنسا المندوب الدائم لدى اليونسكو ناصر البلوشي ورئيس جامعة البحرين إبراهيم جناحي والمستشارة الثقافية فريدة مراد ومسئولين من منظمة اليونسكو ووفد من وزارة التربية والتعليم، عرضه بالتأكيد أن مملكة البحرين استطاعت ولله الحمد اجتياز هذه الأزمة، وأن وزارة التربية والتعليم وجامعة البحرين تقومان حاليا بجهود مكثفة في مجال الإرشاد النفسي والاجتماعي ووضع البرامج لمعالجة الظواهر السلبية التي نتجت من تلك الأعمال التحريضية وآثارها الخطيرة لاستعادة الحياة الطبيعية وتعزيز نسيج التعايش الأخوي بين أبناء الوطن الواحد