لا شيء سيعيد إلى التاريخ طمأنينته، إلا الالتفات إلى تخليص الحاضر من استعداده لتراكم الأخطاء والنَّظر إلى المستقبل بتجنيبه الأخطاء تلك.
سيمارس التاريخ قسوته على الذين يدَّعون أنهم لا يعرفون. سيقسو على المتغافلين، على اللاّ «أدريين». على الذين اكتفوا بمكياجهم، مطلِّين على شرفة لا تاريخ ولا حاضر ولا مستقبل ولا جغرافية لها.
هذا الكلام ينسحب على القادرين على ضخ دماء جديدة في البلاغة العربية، والنص العربي، والمشهد العربي، والحراك العربي، والرفض العربي، وحتى القبول العادل والمشرِّف والداعم لمسيرة العرب.
من القصيدة الواعية لشروط اللحظة، إلى القصيدة الذاهبة في غور الزمن والمستقبل. من التعليق السياسي القارئ والمتنبئ بالثغرات والانكشافات، إلى التعليق الذي يرمي بإفادته تنبيهاً لمنزلق وشرك ما.
لا أحد بمنأى عن المساءلة. من العاطل في مقهى، واستمرأ تلك العطالة، فيما هو قادر على الفعل وما بعد الفعل، إلى المصابين بداء اليأس في المقاهي السياسية، وحتى مقاهي «البغاء» و»الغباء» التي قادتهم إلى الانحياز إلى عطْل رأوا ضرورته. إذ ثمة من يرى ضرورة قصوى لمثل تلك العطالة والبطالة، في ظل تجميد لا يقتصر على الحجر والمدر، بل يطول الإنسان.
***
المواعيد وخصوصاً من قبل أولئك الذين لا يجيئون... لا يحضرون. درس بليغ. «فلقة» من نوع آخر تصيبك في الصميم من القلب والروح والأعصاب.
***
الغريزة تتحكم في العالم. للسياسيين غرائزهم. لرجال الدين بعد الخصخصة غرائزهم. لشعراء المناسبات في الصحف الصفراء غرائزهم. لدجالي الأعمدة المنهارة غرائزهم. لفناني البورتريهات غرائزهم، لرجل الأمن الذي تقلصت صلاحياته المفتوحة على الأرض والسماء غريزته.
***
أي طاقة لنا بإحصاء عمرك في الخلود؟ وأي رصد بين أيدينا يمكن أن يطال هذا الدوي الذي كشف ستر الحجب؟ وأي مدى تسايره قوانا في عميق وصميم امتدادك؟
***
من خالد المجد أتيتَ. مجد تنظَّم على إكليل أنت في الذروة من استحقاقه، وفي الصميم من استجلائه في أروع صور المثل والأنموذج
إقرأ أيضا لـ "جعفر الجمري"العدد 3169 - الأربعاء 11 مايو 2011م الموافق 08 جمادى الآخرة 1432هـ