بدأت عملية فرز أصوات الناخبين في انتخابات المجلس البلدي المركزي في قطر مساء أمس الثلثاء (10 مايو/أيار 2011) مباشرة بعد انتهاء عملية التصويت.
وستقوم اللجنة الإشرافية للانتخابات برئاسة العميد ماجد إبراهيم الخليفي بإعلان أسماء الفائزين أولاً بأول فور تلقيها النتائج من اللجان الانتخابية في الدوائر الانتخابية. ويتنافس للفوز بعضوية المجلس 101 مرشح من بينهم أربع نساء.
ومن المنتظر أن تعلن اللجنة الإشرافية للانتخابات كذلك بعد إعلان النتائج عدد الذين أدلوا بأصواتهم في هذه الانتخابات من إجمالي المقيدين في جداول الانتخابات البالغ عددهم 32 ألفاً و662 ناخباً وناخبة.
الدوحة - أ ف ب
أدلى القطريون بأصواتهم أمس (الثلثاء) لاختيار أعضاء المجلس البلدي المركزي مغتنمين نافذة المشاركة الديمقراطية الوحيدة المتاحة لهم في بلدهم الغني بانتظار تحقيق السلطات وعدها بتنظيم انتخابات لمجلس الشورى.
ومنذ الساعة الثامنة صباحاً بتوقيت الدوحة، بدأ العشرات يتوافدون إلى مراكز الاقتراع في الدوائر الـ 29 التي تغطي قطر من شمالها إلى جنوبها وتتركز خصوصاً في العاصمة إذ تعيش الغالبية العظمى من السكان (85 في المئة).
واستمرت عملية التصويت حتى الساعة الخامسة عصراً.
وفي مدرسة ابو بكر الصديق حيث مكتب اقتراع دائرة الجسرة في الدوحة، دخل الناخبون بهدوء من بابين مختلفين إلى ملعب المدرسة الذي زين بالأعلام القطرية وبصور أمير البلاد الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني وبشعارات استضافة كأس العالم في 2022.
وقام المقترعون المسجلون مسبقاً في القوائم الانتخابية بوضع إشارة إلى جانب صورة المرشح الذي يختارونه.
وأظهرت الارقام الرسمية التي كشفت عنها وزارة الداخلية أن أكثر من 32 ألف ناخب وناخبة مسجلين سيختارون الأعضاء الـ 29 في المجلس البلدي من بين مئة ومرشح واحد ضمنهم أربع نساء.
ويبلغ عدد سكان قطر حوإلى 1,7 مليون نسمة غالبيتهم الساحقة من الوافدين. وفيما لا توجد أرقام رسمية بشأن أعداد المواطنين، تشير تقديرات إلى أن عددهم يبلغ نحو مئتي ألف نسمة.
والانتخابات البلدية هي الرابعة التي تشهدها قطر منذ العام 1999، فيما لا يزال مجلس الشورى معيناً من قبل الأمير.
وقال الناخب عبد الله علي أكبر رضواني لوكالة «فرانس برس» بعيد إدلائه بصوته «إنها تجربة فريدة فهذه أول مرة انتخب وهناك دول مجاورة سبقتنا وهذا واجب، علينا أن نقدم صوتنا للشخص المناسب».
وأضاف أن المسئولين القطريين يؤكدون أن «الانتخابات البلدية هي تمهيد لانتخابات البرلمان» مؤكداً أنه لن يقترع على أساس انتمائه القبلي.
لكنه أقر بـ «اهمية» هذا العامل في بلاده وفي الانتخابات.
من جهتها، قالت ناخبة اكتفت بالتعريف عن اسمها الأول ميثاء لوكالة «فرانس برس»: «إنه يوم مهم ونحن نثبت أن المرأة والرجل معاً في خدمة الوطن».
وعما إذا كانت تتمنى أن توسع المرأة حضورها في المجلس البلدي، حيث تحظى امراة واحدة بالعضوية، أجابت «الاكفأ يجب أن يفوز، المرأة أو الرجل لا يهم».
أما إبراهيم عبدالرحمن الباكر وهو مهندس في الخمسينات، فقال لـ «فرانس برس»: إن «المجلس البلدي ليس لديه صلاحيات كبيرة تلبي طموح المواطن (...) ما نتطلع إليه هو مجلس بلدي لديه صلاحيات كاملة يستطيع أن يبدي رأيه في المشاريع وفي كل أمور البلد».
لكن الباكر شدد على أن الأهم بالنسبة لبلاده هو أن يكون مجلس الشورى منتخباً ويتمتع بصلاحيات.
وقال في هذا الصدد «نتطلع إلى مجلس شورى منتخب لذلك جئنا لممارسة هذا الحق فقط حتى نمارسه لكننا نتطلع إلى ما هو أكثر من ذلك».
وأضاف «سنظل نطالب بمجلس شورى منتخب يمثل الإرادة الشعبية، يجب أن تكون له صلاحيات بحيث يلبي المتطلبات الديمقراطية».
وتابع الباكر أن «هناك وعداً» من القيادة بتنظيم انتخابات، كما أن الدستور ينص على وجود مجلس شورى منتخب مضيفاً «نأمل أن يحصل ذلك خصوصاً في ضوء الأحداث الحالية وتطلعات الشعوب» في إشارة إلى الانتفاضات المطالبة بالتغيير في العالم العربي.
وأضاف «قال ولي العهد (يجب تلبية مطالب الشعوب ولم يعد يمكن تجاهل صوت الشعب) وحكامنا لديهم الدراية الكافية بأن تطلعات شعوبهم مشروعة ويجب تلبيتها».
وانتشرت في الدوحة منذ أسابيع صور المرشحين وشعاراتهم التي اتخذت طابعاً خدماتياً وغابت عنها السياسة تماماً، فيما لم تستخدم المرشحات عموماً صورهن على الرغم من نشرها في الصحف.
يذكر أن شيخة الجفري كانت أول امراة تنتخب عضواً في المجلس البلدي في انتخابات العام 2007.
وفي خضم الانتفاضات العربية، أكد رئيس الوزراء، الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني في فبراير/ شباط الماضي أن الدوحة تعمل على تنظيم انتخابات مجلس الشورى «في المستقبل القريب»
العدد 3168 - الثلثاء 10 مايو 2011م الموافق 07 جمادى الآخرة 1432هـ