يعود الفنان الفلسطيني الفلسطيني ابراهيم محمد صالح (ابو عرب) الذي تجاوز الثمانين من عمره ليغني في وطنه بعد ما يقارب من 63 عاما من الغناء له من الخارج. ويشارك أبو عرب -الذي غادر فلسطين لاجئا عام 1948 وكان عمره 17 عاما- مساء اليوم الاحد في حفل فني تنظمه اللجنة الوطنية الفلسطينية للتربية والثقافة والعلوم على خشبة مسرح قصر رام الله الثقافي. وقال ابو عرب لرويترز بينما كان يجري استعدادات مع فرقته الفنية (ناجي العلي) لإحياء الأمسية الفنية "رغم ان عمري تجاوز الثمانين فأنا شعرت لما زرت الوطن وعدت الى حقي الطبيعي في الارض شعرت ان عمري 17. انا لما طلعت من الوطن كان عمري 17 سنة." اشتهر ابو عرب بأغانيه الثورية والوطنية التي طالما تغنى بها الفلسطينيون في مناسباتهم الوطنية على مدى سنين عمره الثمانين التي لم تنل من صوته الجهوري الرنان وهو يردد مقطوعات من تلك الاغاني محتفظا بارتداء كوفيته الفلسطينية التي تعتبر رمزا لنضال الشعب الفلسطيني. ويرى ابو عرب القادم من مدينة حمص السورية -حيث استقر به الحال مع عائلته التي هاجرت من قرية (الشجرة) في الجليل عام 1948 مثله مثل مئات آلاف الفلسطينيين الذين رحلوا او اجبروا على الرحيل عن منازلهم- أن الوطن الذي تغنى به بأكثر من 300 اغنية وقصيدة لم يبق على حاله عندما فارقه. وقال "لقيت الوطن بضحك لي لكن ببسمة حزن من الاحتلال ومآسيه وحواجزه التي وضعها في الطرقات. هناك مسعى لزيارتها (قرية الشجرة) التي استطيع ان اصفها منزلا منزلا وحجرا حجرا." وأضاف ابو عرب أن جمهورا واسعا ما زال يحب الاستماع الى الاغاني الثورية والوطنية وقال "عندنا في مخيمات لبنان والاردن عندما احضر حفلات اعراس للشباب بشوف الشباب الصغار بغنوا اغاني ثورية ولكل قاعدة شواذ طبعا... بس الحمد لله شعبنا متمسك بالغناء للوطن." وسيكون الجمهور الفلسطيني مساء اليوم وجها لوجه مع فنان وشاعر طالما ردد قصائده وأغانيه دون ان يراه والذي قال "ان لهذه الامسية طعم خاص وشعور خاص.. فأنا اعود لكي اغني من حيث بدأت من القلب." وتأتي زيارة ابو عرب الى الاراضي الفلسطينية ضمن برنامج تنظمه اللجنة الوطنية الفلسطينية للتربية والثقافة العلوم لما يقارب من مئة فلسطيني من مخيمات اللاجئين في لبنان وسوريا والاردن اضافة الى عدد من المقيمين في الدول الاوروبية تحت عنوان (الملتقى الثقافي التربوي). وقال اسماعيل التلاوي امين عام اللجنة لرويترز "هذه هي المرة الرابعة التي تنجح اللجنة الوطنية للتربية والثقافة والعلوم في عقد مثل هذه اللقاءات اثنان منهما عقدا في ارض الوطن فلسطين." ومضى يقول "والفكرة الاساسية لهذا الملتقى هذا التباين الاجتماعي والثقافي الذي يتميز به ابناء شعبنا الفلسطيني اينما كانوا نظرا للنكبة التي اصيب بها. أردنا أن نساهم في عملية التواصل بين ابناء هذا الشعب." ويحيي الشعب الفلسطيني في 15 مايو ايار الجاري الذكرى الثالثة والستين لنكبة عام 1948 في الوقت الذي تستعد فيه القيادة الفلسطينية للتوجه الى الامم المتحدة في سبتمبر ايلول القادم لمطالبتها بالاعتراف بدولة للفلسطينيين على حدود عام 1967 . وقال التلاوي "اردنا ان نؤكد ان فلسطين هي التي تجمع ولا تفرق لذلك عقدنا هذا الملتقى على ارض الوطن بمشاركة 150 مشاركا ومشاركة جاءوا الينا من عكا ومن يافا من مختلف محافظات الضفة ومن المخيمات في سوريا ولبنان والادرن بالاضافة الى بعض الفلسطينيين المقيمين في دول الخليج العربي وأوروبا." وأضاف التلاوي ان الوفد يضم "فرقا فنية منها فرقة ناجي العلي بقيادة شاعر الثورة الفلسطينية ابو عرب من مخيمات سوريا ولدينا فرقة حنين من مخيم برج البراجنة وشاتيلا في لبنان وفرقة الكوفية الفلسطينية القادمة من مخيم عين الحلوة والتي تضم اجيالا مختلفة من الاطفال حتى كبار السن." ومضى يقول "واليوم سيكون الافتتاح للمهرجان الكبير الذي تشارك فيه هذه الفرقة وسيكون هناك حفلات اخرى في الخليل وجنين.