العدد 3164 - الجمعة 06 مايو 2011م الموافق 03 جمادى الآخرة 1432هـ

سماء البحرين تشهد خسوفاً للقمر منتصف الشهر الجاري

قال الباحث الفلكي البحريني علي الحجري لـ«الوسط» مؤخراً إن سماء مملكة البحرين سوف تشهد ظاهرة خسوف كلي للقمر بمشيئة الله تعالى على مدى يومين ابتداء من مساء يوم الأربعاء (15 يونيو/ حزيران 2011) لتستمر حتى الساعات الأولى من صباح يوم الخميس لتشهد سماء البحرين ما يساوي (46.11 في المئة) من إجمالي وقت الخسوف المنظور للقمر.

وتشير الحسابات الفلكية التي أجراها الباحث الحجري إلى أن خسوف القمر الكلي سيبدأ على مرحلتين بالترتيب وهما الخسوف غير المنظور لعين الإنسان والتي تقع في مرحلة البداية والنهاية من ظاهرة الخسوف ومدة كل منهما ساعة، وذلك عندما يدخل جرم القمر في مخروط شبه ظل الكرة الأرضية والذي يكون طول قطره (8173 كلم) في الساعة (08:25) مساء، حينها يتغير لون القمر بشكل غير منظور للعين المجردة، إلى أن يدخل منطقة مخروط ظل الأرض والذي يكون قطره (4744 كلم) لتبدأ مرحلة الخسوف الجزئي المنظور وهي المرحلة الوسطى في الساعة (09:23) مساء إلى أن يختفي سطح القمر على مدى ساعة و41 دقيقة ليبتدئ الخسوف الكلي من الساعة (10:22) مساء، وتنتصف فترة الخسوف في الساعة (11:13) مساء، حينها تكون المسافة بيننا وبين القمر (370417.79 كلم)، ومن الساعة (12:03) صباحاً يبدأ ظهور سطح القمر تدريجياً إلى أن تنتهي مرحلة الخسوف المنظور في الساعة (01:02) صباحاً، وتزول آثار الخسوف غير المنظور في الساعة (02:01) صباحاً.

وأوضح الحجري أن خسوف القمر المنظور سيسبق الوقت المشار إليه بفترة تقدر في المتوسط من 3 إلى 18 دقيقة وسيتأخر عن فترة انتهاء الخسوف المنظور بالفترة نفسها، وذلك نتيجة وجود القمر بين منطقتي مخروط شبه ظل وظل الأرض، ما يلقي بظلاله بشكل كبير على سطح القمر في بداية ونهاية فترة الخسوف، بالإضافة إلى الظروف الجوية المؤثرة لموقع الراصد.

وبين أن ظاهرة خسوف القمر الكلي هي الفرصة السانحة لدراسة طبيعة الغلاف الجوي من خلال تحليل الظاهرة الفيزيائية لانكسار الضوء الناتج من سقوط أشعة الشمس على حواف الكرة الأرضية لينتج بذلك الطيف اللوني المعروف بألوان قوس قزح مخروطي الشكل في الفضاء الخارجي، والذي لا يمكن رصده على سطح الأرض إلا إذا مر جرم القمر من خلاله وبشكل أفقي بعد انعكاس هذه الإضاءة على سطح القمر بالنسبة لراصدي هذه الظاهرة في كوكب الأرض، والتي تحدث في حالة خسوف القمر الكلي والجزئي المنظور فقط، عندها يتغير لون القمر أثناء مرحلة الخسوف المنظور وهي بداية دخول القمر في مخروط ظل الأرض وبشكل تدريجي باللون البنفسجي وهو أطول الموجات المنظورة لعين الإنسان مرورا تدريجيا بألوان قوس قزح إلى مرحلة منتصف فترة الخسوف ليستقر لون القمر عند اختفائه بشكل كلي إلى اللون الأحمر وهو اقصر الموجات طولا لعين الإنسان لقرابة الساعة و41 دقيقة تقريباً، ومن ثم يبدأ اللون الأحمر بالتلاشي تدريجيا مرورا بجميع ألوان الطيف إلى أن ينتهي باللون البنفسجي مع نهاية مرحلة الخسوف المنظور للعين، فإذا تمت مشاهدة جميع ألوان قوس قزح من بداية إلى نهاية مرحلة الخسوف الكلي للقمر، فإنه يعني أن الجو صاف ونظيف وبنسب قليلة جدا من الشوائب، وان لم نتمكن من رؤية هذه الأوان فذلك يعني أن هناك أكثر من عامل اثر على رؤية هذه الظاهرة ولعل أهمها نسبة الغبار والأتربة والرطوبة المتواجدة بنسب مختلفة في طبقة الغلاف الجوي، والتي تؤثر على رؤية هذه الألوان وتحولها ما بين الأحمر الغامق الطوبي ولون الأسود، لتبين حكمة صنع الباري عز وجل.

وأضاف أن هناك الكثير من المعتقدات والمعلومات الخاطئة التي تتداول بين عامة الناس أثناء ظاهرة خسوف القمر ولعل أشهرها أن ظاهرة خسوف القمر لا تحدث إلا يوم 14 ليلة 15 من الشهر القمري أي ليلة النصف من الشهر القمري فقط، وهذا معتقد خاطئ لسببين، أولهما أن خسوف القمر يحدث عندما يكون عمر القمر لا يقل عن 13 يوماً ولا يزيد عن 16 يوماً، ليتم احتساب عمر القمر من بداية ولادته أي اصطفاف القمر ما بين الأرض والشمس على قرابة الخط المستقيم في نهاية الشهر القمري إلى منتصف فترة الخسوف، ليكون عمر القمر هو المحدد الرئيسي لظاهرة الخسوف، والدليل أن يكون عمر القمر من ولادته لشهر رجب إلى منتصف فترة الخسوف 13 يوما و23 ساعة و10 دقائق، وسنشهد خسوفا ثانيا للقمر بمشيئة الله في العاشر من شهر ديسمبر/ كانون الأول من العام الجاري ليكون عمر القمر في منتصف فترة الخسوف 15 يوما و8 ساعات و22 دقيقة، بينما السبب الثاني هو الاعتماد على تحديد بداية دخول الشهر القمري بالنسبة إلى المستهلين أو على بعض التقاويم المعيارية، وتتمة أيام الشهر السابق أو نقصانها، ليكون احتساب بداية الشهر القمري عن طريق الاستهلال أو المعيار هو المحدد الرئيسي لظاهرة الخسوف، مع العلم بأنه دائما ما يحدث اختلاف ما بين تحديد عمر القمر مع يوم القمر بشكل طبيعي من يوم إلى ثلاثة أيام وذلك بالاعتماد على الموقع الجغرافي في تحديد بداية الشهور القمرية.

وختم الحجري بالتحذير من عدم رصد خسوف القمر القادم بواسطة المناظير المكبرة والتلسكوبات غير المزودة بالمرشحات الضوئية الخاصة لرصد القمر، وذلك لخطورتها المباشرة على شبكة العين والتي تصيب بالعادة بعمى مؤقت أو دائم من خلال تركيز وتجميع الضوء القمر الساطع وهو في مرحلة البدر إلا بواسطة العدسة العينية للتلسكوب، بينما يمكن عمل فعالية رصد فلكية مصغرة لأولياء الأمور لأبنائهم في المنزل لتعليمهم، من خلال رصد الخسوف باستخدام كاميرا الفيديو المنزلية أو الكاميرا الرقمية وتوصيلها مع جهاز التلفاز أو العارض الضوئي وتقريب القمر إلى الحد الأقصى مع تضبيط كمية الإضاءة لآلات التصوير لتتمكنوا من تمييز تضاريس وملامح القمر بشكل واضح

العدد 3164 - الجمعة 06 مايو 2011م الموافق 03 جمادى الآخرة 1432هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً