هل نضحك أم نبكي أم نتباكى على بن لادن لأنه قُتِل أخيراً؟! السؤال المهم: هل مات بن لادن فعلا، أم انه اختراع جديد للولايات المتحدة الأميركية، لإنهاء تلك الحرب الشعواء الشرسة، التي أحدثتها من أجل السيطرة على العراق والخليج العربي؟!
لا يفيدنا وجود بن لادن أو موته، فهو أسطورة خلقتها الولايات المتحدة الأميركية في بداية الثمانينيات، لحث العرب على الجهاد في أفغانستان، ولاستهلاك طاقاتهم البشرية والمادية، وقد استفادت من هذا الاسم كثيرا، وغذته بالمال والذخيرة والرجال، لا حباً في الأفغان أو في العرب، وإنما الجشع البرغماتي المعروف.
واليوم بعد انتهاء أسطورة بن لادن الهوليوودية، أصبح من المهم نفيه من خريطة العالم، حتى تبدأ الولايات المتحدة للبحث في خريطة جديدة، تستفيد منها وتزيد من قوتها وجبروتها في العالم.
عندما انهار «برجا التجارة» في نيويورك، أعلن جورج بوش بداية الحرب الصليبية، ومن ثم أشار عليه مستشاروه بأن يسحب هذه الكلمة العنصرية في تطهير البشر من المسلمين، فقام بتغييرها الى كلمة مرادفة أخرى ألا وهي الحرب ضد الإرهاب، ولم يكن ممثلاً بارعاً، فلقد بحث عن أسامة بن لادن في أزقة العراق وشوارعها، فقتل البشر ودمَّر الحضارة، وكنا في صفوف المتفرجين على هذا التاريخ البشع من الألفية الثانية.
وقد استخدم اسم بن لادن في هذه الحرب، كما ضلل الرأي العام بالأسلحة الكيماوية التي لم نجدها الى الآن، وبالفعل أثبت جذوره البربرية العنصرية، عندما قتل الأبرياء والأطفال والشيوخ والنساء، باسم «الديمقراطية»!
إنَّ مقتل بن لادن لا يغني ولا يسمن من جوع هذه الأيام، فالآلة الغربية الجشعة تستحدث خططاً يوماً عن يوم، حتى تستفيد من الشارع العربي، والدليل عندما حاول الشعب التغيير في مصر، لم تقف معه، إلا عندما انقلب السحر على الساحر، فوجدت أن مصلحتها باتت مع المتظاهرين وليس مع الحكومة المصرية.
واليوم ولتحسين الصورة في العالم أجمع كان على بن لادن أن يموت وأن يُقتل، فالخسارة أصبحت فادحة في العراق، والصفقات السرية لذوي النفوذ الأميركان أضحت في العلن، ولإسكات العالم عن المجازر التي حدثت والفضائح التي مازالت تحدث، ولإنهاء النزيف المالي في العراق، كان لابد من لادن الذي لا يمت للعراق بصلة أن يُقتل؟!
هذه المهزلة التاريخية لابد لنا من تصديقها، والمضي معها، فنحن - العرب - إمَّعة، بعد أن كنا أحراراً، لا نستطيع استنشاق الحرية ولا تذوق طعم الديمقراطية الحقة، التي تعاني منها الولايات المتحدة الأميركية.
واليوم ستنتشر في الشبكة الاجتماعية وأجهزة الـ «بي بي» والوسائل الإعلامية الحديثة تمجيداً لبن لادن، الذي صنعت اسمه أميركا - نتمنى أن يكون بريئا مما تصنع - وسيكون شهيد العرب، الذي قُتِل بسبب عمله المئات والآلاف، والذي غذى الإرهاب سعياً لوصول أميركا الى القمة.
ولكن لنتذكر جيداً:
إذا تمَّ شيء بدا نقصه ترقـَّب زوالاً إذا قيل تم
إقرأ أيضا لـ "مريم الشروقي"العدد 3161 - الثلثاء 03 مايو 2011م الموافق 30 جمادى الأولى 1432هـ