العدد 1331 - الجمعة 28 أبريل 2006م الموافق 29 ربيع الاول 1427هـ

آخر صيحة... قنابل صوتية

سلمان بن صقر آل خليفة comments [at] alwasatnews.com

في ليلة الخميس (الأول من أمس) انفجرت قنبلة صوتية في منطقة العدلية، بالقرب من مبنى التحقيقات الجنائية... وتم اكتشاف وإبطال مفعول واحدة أخرى (مشابهة لها) في منطقة فندق بيسان... طبعاً هذه الأخبار ليست سرية لأنها نشرت في غالبية الصحف البحرينية التي صدرت في يوم الخميس...

هناك الآن عدة أسئلة مطروحة ونتمنى أن نحصل على الإجابات الشافية لها... يعني ماذا قنبلة صوتية؟... نحن نعرف أن القنبلة تعني خطراً سواء كانت صوتية (مثل الشراخية) أو غير صوتية (من الأنواع الأخرى القاتلة)... لكننا نحاول أن نتساءل ونفهم هل يعي واضعها مدى خطورتها أم هو إنسان جاهل؟... هل يعرف من صنعها أنها من الممكن أن تقطع اصابعه، أو يده، أو حتى رقبته؟...

نحن بداية نتكلم عن الشخص الذي صنع هذه القنبلة، ونحاول أن نقدم له النصيحة بأن لا يلعب بالنار حتى لا تحرقه فيكون من النادمين... واللعب بالمتفجرات (حتى ولو كانت صوتية) فيها الكثير من الخطر الذي من الممكن أن يقع عليه أو على من حوله... ثم ننتقل إلى من حمل هذه القنبلة ووضعها في المكان المتفق عليه فنسأله عن معرفته المسبقة بخطورة مسك ونقل ووضع مواد فيها الكثير من الخطورة على حياته... قبل أن يقول لنا بأنها (فقط) صوتية ويقصد منها الإزعاج للسلطات الأمنية.

عندما يضع إنسان قنبلة في أي مكان (بالقرب من مبنى أو داخل المبنى) هل هو يعلم النتيجة؟... أو هل هو يحدد مسبقاً نوعية الأشخاص الذين من الممكن أن يكونوا قريبين جداً من القنبلة أثناء انفجارها؟... ألا يمكن أن يكون من بينهم أحد أقربائه أو أصحابه أو معارفه؟... ماذا سيكون وضعه النفسي (قبل القضائي) عندما تصيب ابنه أو والده... والدته أو زوجته... ابن عمه أو صديقه؟... القنبلة والمتفجرات لا تفرق بين العدو والصديق... والذي يريد أن يعرف ماذا تعمل القنابل الصوتية فعليه الرجوع إلى ما حدث في ميناء سلمان عند تفريغ شحنة من الشراخيات الصغيرة جداً (في حجم التيلة) في بداية ستينات القرن الماضي... العامل الذي انشطر إلى نصفين، وبعض المصابين مازالوا أحياء، اذهبوا واسألوهم عما حدث يومها... واسألوهم عن خطورة اللعب بالنار.

أنا فقط أقدم النصح لكل من يحاول أن يكون بطلاً بين أصدقائه لكي لا يندم على فعلته بعد فوات الأوان، وبعد أن يقع الفأس في الرأس ويقعد ملوماً محسورا... لأنه مهما يكن فهو مواطن ونحن نحاول أن نكسب العدد الأكبر من المواطنين الذين إن شاء الله يكونون من الصالحين، مع العلم بأنني لا أتهم أحداً، ولا أحاول الإشارة لأية جهة.

السؤال الآخر الموجود في ذهني وأريد طرحه هو: من الذي وضع هذه القنابل الصوتية، وما الهدف الذي يريد أن يصل إليه من خلال صنع وتفجير القنابل الصوتية في أماكن حساسة وسط العاصمة وفي ليلة الإجازة الأسبوعية؟... هل هذا الإنسان من الممكن أن نعتبره مواطناً صالحاً يريد الرفعة والسمعة الطيبة لبلادنا، ويتطلب منا أن نقدم له يد المساعدة مادياً ومعنوياً؟... أم هو مخرب من الدرجة الأولى ويريد الدمار لنا ولأمن وطننا الغالي، والذي هو في قلوبنا جميعاً ولا نقبل له الذل والهوان؟...

أنا شخصياً ذكرت في أكثر من مناسبة أن الاختلاف في الرأي لا يفسد للود قضية... وكتبت أكثر من مقال حول قانونية وجود عدة آراء مختلفة في المجتمع الواحد... وقلنا إن الدول المتقدمة تشجع وجود المعارضة وتدفع لها الأموال لضمان استمراريتها، والمعارضة دائماً ما تكون هي المراقب للأداء العام في الحكومات... هذه أشياء نحن نعتبرها من المسلمات التي لا يمكن المساس بها، ولكن أشخاصاً (لا نعرف إلى من ينتمون) يضعون القنابل الصوتية ويقومون بإزعاج وترويع المواطنين وضيوف البلاد في ليالي العطل الأسبوعية فهذا شيء لا نقبله أبداً... ولا يمكن أصلاً أن يسكت عليه المواطن الصالح.

ما هي الفائدة التي سيجنيها أي إنسان من أي عمل يربك فيه المواطنين الآمنين، وضيوف البلاد؟... وإذا نحن نتعاطف مع التجمعات السلمية، والمسيرات الهادفة، فهل من الممكن أن يتعاطف أي مواطن صادق مع نفسه ومحب لوطنه مع شخص يضع القنابل الصوتية ويزعج الآخرين؟..

إقرأ أيضا لـ "سلمان بن صقر آل خليفة"

العدد 1331 - الجمعة 28 أبريل 2006م الموافق 29 ربيع الاول 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً